السؤال رقم (3264) : هل هذا اللفظ يعتبر طلاقا؟؟

السؤال:
مع التحية والتقدير نشب خلاف بيني وبين زوجتي وحينها كنت أعاني من بعض الظروف التي جعلتني ضيق الصدر وخشية من حدوث مالا تحمد عقباه جعلتها تذهب إلى أهلها على أني أعيد توازن نفسي ولكن حدث العكس وازددت ضيقاً وأتى إلى زيارتي بعض إخوانها وكانوا في قمة الأخلاق وأتوا لكي أستأنس بوجودهم ولكي يوانسونني في وحدتي، وكانوا يضحكون بين الفينة والأخرى وأنا أحيانا أضحك معهم ولم أدري هم على ماذا ولماذا يتضاحكون جلسوا فترة من الوقت ثم ذهبوا وخرجت أنا مع أحدهم بعد أن ألح عليَّ لكي نغير الجو على قولته عدنا بعد أكثر من ساعتين أنزلني وذهب ولكن عندما صعدت إلى البيت لا أعلم مالذي حصل إلا أنني اتصلت بزوجتي وقلت أنتي ترسلين إخوانك لي وأنا وضعي سيء لكي يتضاحكوا أنا سآتيك الأن وأعطيك ماتتمنين خرجت غاضبا وعندما وصلت إلى بيتهم القريب مني ودخلت إلى بيتهم وكان أحد إخوتها جالس عند الباب وقلت له نادلي أختك وقبل أن أدخل الغرفة كنت في حالة من العصبية وقلت ترسلين إخوانك ليتضاحكوا عليَّ تريدين الطلاق أنتي طالق طالق بشهادة أخوك الواقف خرجت مسرعاً وركبت سيارتي، ومشيت قليلا ثم عدت إلى بيتهم ونزلت ودخلت في نقاش مع إخوانها، وأمها كانت تحاول تهدئتي جلست وهدأت ثم كأنني استرجعت ماحدث وما كنت عليه من عصبية غير مبررة يعلم الله أنني لا أعلم أسبابها. هل اللفظ السابق في الحالة التي كنت عليها يعتبر نافذاً كطلاق أم ماذا؟ ولكم جزيل الشكر.

الرد على الفتوى

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالواضح من كلام السائل أنه كان حاضر الذهن فيما يقوله ويفعله، حيث أنه شرح كل ما دار بينه وبين زوجته وإخوانها، ووضّح ما جرى معه حينما ذهب إلى زوجته، وألقى عليها يمين الطلاق، وبناءً على ذلك فطلاقه لازمٌ، وتقع منه طلقةٌ واحدة، فإن كانت هذه الطلقة هي الأولى، أو الثانية فله أن يراجعها أثناء عدتها، ويُشهد على ذلك، أو بعقدٍ جديدٍ إذا انتهت عدتها، وإن كانت هي الطلقة الثالثة فقد بانت منه بينونةً كبرى، ولا تحل له إلا بنكاح زوجٍ آخر.
وأما إذا كان أثناء تلفظه بالطلاق في حالة عصبيةٍ شديدةٍ، ولم يشعر بما قاله أو فعله، وكانت هناك بينةٌ شرعيةٌ تشهد أنه حين إيقاعه الطلاق كان لا يشعر بما يقوله _ فإن الطلاق لا يقع، والزوجة ما زالت في عصمته، ولو راجع السائل أقرب محكمةٍ في بلده لكان ذلك أولى؛ ليتم تحديد كلامه وحالة غضبه، ومن ثم تتم إجابته، وأوصي السائل وغيره بتقوى الله، والحرص على مرضاته، والبعد عن معاصيه، وعليه بالصبر على ما يعرض له من البلاء، وعليه بتقوية صلته بربه، ويسأله العون والتوفيق.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.