السؤال رقم (55) : هل من ناصر ينصر أخواتكم المسلمات من تونس؟

السؤال:
هل من ناصر ينصرنا؟ إلى إخواننا المسلمين في أنحاء الأرض. إلى علماء الأمّة. إلى الحكومات الإسلاميّة. الى أحرار العالم. نحن أخواتكم المسلمات من تونس: نشكو إليكم بعد الله ظلم الطّواغيت ونناشدكم أن تنصرونا في محنتنا فقد انتهكت حرماتنا ونزع حجابنا وروّعنا سرّا وإعلاناً, ليلاً ونهاراً. فيا مسلمي العالم, نحمّلكم المسؤوليّة أمام الله إن تخاذلتم عن نصرتنا بكلّ ما أتيح لكم: بالكلمة, بالإدانة فإن لم تقدروا فالدعاء أضعف الإيمان. نحمّلكم المسؤوليّة أمام الله إن أعنتم علينا شياطين الإنس بصمتكم فأعراضنا أمانة في رقابكم إلى يوم الدين. هذا و حسبنا الله و نعم الوكيل. والله مولانا ولا مولى للظّالمين. مسلمات من تونس.

الرد على الفتوى

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن الدنيا دار بلاء وامتحان، وما خلق الله _تعالى_ الخلق إلا لعبادته، فمن صدق نجا وفاز، ومن كذب خسر خسراناً مبيناً، قال تعالى: (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1_3].
والمؤمن ليس له إلا طاعة ربه والعمل بما يرضيه، فإذا كانت طاعته لربه سبباً في بلائه فما أعظم أجره وأحسن مثوبته وعلو درجته، والله _تعالى_ هو الذي يتولاه ويدافع عنه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا) [الحج: 38]، فمن صبر على البلاء، وتمسك بما يرضي ربه _ فاز بالحسنيين، ومن استسلم لما حوله من الفتن، وفرط في دينه _ خسر الدنيا والآخرة، وليتذكر ما تعرض له الرسول _صلى الله عليه وسلم_ من الأذى والاضطهاد من أجل دينه فصبر وصابر حتى أعزه الله _تعالى_ ونصره، وهكذا الصحابة والتابعون من بعدهم.
وعلى ذلك فوصيتي لأخواتي في جميع بلاد المسلمين أن يتمسكن بدينهن، وأن يصبرن على ما يعرض لهن من الابتلاءات والمحن، وليعلمن أن العاقبة للمتقين حتى لو علا الباطل في بعض الأحيان، وعلى المؤمن أن يتقي الله بقدر استطاعته، فإذا علم أن تمسكه بشيء ظاهر من أمور الدين سوف يسبب له الضرر الذي لا يستطيع تحمله _ فلا حرج عليه إذا تركه؛ لقول الله _تعالى_ (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن: 12]، فمن استطاع الصبر على البلاء والامتحان فهو الأفضل والأحسن، ومن لم يستطع فالله _تعالى_ رفع عنه الحرج والمشقة، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78].
وختاماً أسأل الله _تعالى_ بمنه وكرمه أن يفرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، وأن يثبتهم على دينهم، وأن يجعل لهم من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.