السؤال رقم (3276) : هل تصاحب من فيهن الغيبة وسماع الغناء؟ وإذا لم يستجيبوا لنصحها فهل تجلس معهم

السؤال:
أنا فتاة وحيدة وليس لدي صديقات وأهلي يعيبون عليَّ هذا الأمر ويصفوني بالمتشددة لأني لا أريد مصاحبة من تعلن حبها للغناء ودائمة الحديث عنه وتصاحب الشباب وتحدثهم خفيه وتغتاب وتكذب ووو…سؤالي إذانصحتهم مرةً ولم يستجيبوا وجلست معهم بعدها هل اشاركهم في الذنب؟ وإذا أحببتهم لأنهم يحبوني ولكن لا أحب فسقهم هل عليَّ شيء بحبي لمثل هؤلاء؟ (أم علي مقاطعتهم)

الرد على الفتوى

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: أدعو الله _تعالى_ أن يثبتكِ على الحق، وأن يقوي إيمانكِ ويقينكِ، وأن يوفقكِ لكل خير ورشاد.
وثانياً: اعلمي أختي الكريمة أن المؤمن والمؤمنة في هذه الدنيا يبتليان على قدر إيمانهما، قال تعالى: (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1_3] فإنما جعل البلاء من أجل اختبار العبد ليرى قوة إيمانه وتمسكه بدينه، وكما قال _صلى الله عليه وسلم_: \”يبتلى الرجل على حسب دينه\” [صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 992].
فوصيتي لكِ بالثبات على الحق، وعدم مجاراة أهل الأهواء وأصحاب الذنوب والمعاصي، وكل ما ذكرتيه من الذنوب التي يقع فيها هؤلاء الفتيات وغيرهن من كبائر الذنوب وصغارها، ويحرم على المرء أن يجلس هذه المجالس إلا للتذكير والنصيحة، فإن كان في استطاعتك بذل النصيحة لهن، والأخذ بأيديهن إلى الخير _ فلا حرج عليكِ في الجلوس معهن وإن لم يستجبن لكِ مباشرة، وعليكِ بالصبر عليهن والدعاء لهن بالهداية.
وحبكِ لصديقاتك إنما هو من باب الخير الذي فيهن، وبغضك لهن من باب المعاصي التي فيهن.
وأما أهلكِ فلا تلتفتي لكلامهم بل عليك بالتمسك بالخير، وحسن الخلق، والتواضع، والرفق حتى تُثْبتي لهم أنكِ محقة في التمسك بدينكِ، واعلمي أن الجنة ليست رخيصة، بل تحتاج منا أن نصبر على الشدائد والمحن، وأن نصبر على طاعة الله، وأن نصبر عن معصية الله، وأبشري بالخير إن شاء الله، فالله _تعالى_ هو الذي يتولاكِ ويدافع عنكِ ويحفظكِ، وأقبلي على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، وأكثري من الصلاة والذكر والدعاء وبذل الخير؛ فهذه هي السعادة التي يتمناها كل مؤمن ومؤمنة.
وفقكِ الله لكل خير، وثبتك على الصراط المستقيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.