السؤال رقم (620) : والداي يرفضون زواجي لكي يستفيدون من نفقة طليقي أريد حلاً ؟ 2 / 7 / 1430

السؤال رقم (620) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … مشكلتي أريد فتوى عن والداي… فهما يعارضان زواجي وبشدة، والدي إنسان لا أُريد ذمه لكنه يكره الناس وصاحب مشاكل معهم ولا أحد يحبه للأسف وهو يعارض أي شخص يتقدم لي لمجرد أنه يكرهه, أما أمي فلا تريد أن أتزوج أبداً وتعارض لمجرد المعارضة وقد تقدم قبل أسبوع شخص لخطبتي من خلال إرسال أخواته لكنها طردتهم وصرخت بوجههم لا لن تتزوج أبداً ,,, وعندما طلبت أن أتناقش معها صرخت وبدت تدعي عليَّ وتوبخني وتعايرني بأني أريد كما تقول بالحرف (تطربين شيباتك)!!! أي أريد المتعة فقط ,,, شرحت لها أنني أريد التعفف وأخاف على نفسي وأريد أن أستقر وأتزوج وأنجب أطفال لي أفرح بهم، للعلم أنا مطلقة من ابن عمي منذ 11 سنة قبل لا أكمل العشرين تزوجني لمدة شهر وطلقني ظلماً وبهتاناً والله رغم ديني وعفتي وصلاحي معه وقد رضيت به بعدما أرغموني على الزواج منه، (عاداتنا زوج عمك وبس). وأهلي ينظرون للنفقة التي أخذها من زوجي حتى يأخذونها مني بأي شكل من الأشكال وأنا كالخادمة في المنزل لا تخرجين ولا تذهبين ولا أحد يأتي إليكِ وإن فكرتي بالزواج فالويل لكي، اذهبي لبيت الزكاة اجلبي المال لنا (هل من مزيد) هذا حالهم يستفيدون مني بأي شكل حتى وظيفتي تركتها كنت مدرسة ولكن مشاكلهم وصراخهم وشكهم أكرهتني بالدوام فجلست بالبيت أستر لي، والآن أريد الزواج والعفاف لكنهم يرفضون، وأخاف على نفسي من الفتن والله أريد العفاف، لكن لا حياة لمن تنادي. هل إن تصرفت أمام الخاطبة تصرف وأسكتت أمي أكون آثمة؟؟ وإن عصيتهم هل أأثم؟ دلوني ماذا افعل ؟؟ أريد الحلال ولا شيء سواه أنا بارة بهم طول عمري فهل أكون عاقة إن عصيتهم وتزوجت؟؟ علماً بأن الخاطب على دين وأخلاق وليس به عيب شرعي؟؟ أطلت عليكم سامحوني لكن الله أعلم بما في قلبي من آلم وجزاكم الله خير أرجو الرد علي بأسرع وقت.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا حرج عليكِ في الرغبة بالزواج بل في طلبه فتلك سنة ربانية ماضية ولا يجوز لأحد حتى الوالدين أن يمنعا البنت من الزواج مهما كانت المبررات والأعذار ما دام المتقدم صاحب خلق ودين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه . إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) رواه ابن ماجه في كتاب النكاح باب الأكفاء وحسنه الألباني.
وأنت عليكِ أن تتصرفي في حدود المأذون به شرعاً عن طريق أقاربك إخوانك وأخواتك وأعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وغيرهم ليسعوا في إقناع والديك لعل الله أن يشرح صدورهما لهذا الأمر لكن لو رفضا وأصرا وليس لهما مبرر إلا ما ذكرتِ فاطرقي الأبواب النظامية وليس ذلك من العقوق بل هو من رفع الظلم وقد حرم الله العضل و الظلم قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً]، والعضل يشمل عضل الزوج لزوجته وعضل الولي لموليته بمنعها من الزواج لغير سبب شرعي وقال صلى الله عليه وسلم:(يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِى أَهْدِكُمْ). رواه مسلم.
وفقكِ الله لكل خير ويسر أمر زوجكِ ورزقكِ الزوج الصالح الذي يعفك ويستر عليكِ، وصلى الله على نبينا محمد.