السؤال رقم (525) : هل يجوز لي الإنكار على والدي عند شربه للدخان؟. 14 / 1 / 1429

السؤال رقم (525) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. زميلتي في المدرسة تعاني من مشكلة ووصتني أني أسأل أحد المشايخ ووجدتها فرصة أسألكم هنا في المنتدى تقول:(عندي مشكلة تواجهني من بعد إلتزامي, المشكلة إن الوالد يدخن, ويجلس عندنا في البيت أثناء التدخين مع أنه يعلم إن التدخين حرام , وأنا لازم أكون جالسة معاه فما أدري إيش الحل؟ هل جلوسي معاه حرام أثناء التدخين؟ أم لازم أن أنكر المنكر؟ أنا سمعت بعض الشيوخ يقولون إن إنكار المنكر إذا أدى لمنكر أكبر فلا تنكر وبصراحة إذا أنكرت عليه يمكن يؤدي ذلك إلى عدم استماعهم لي مرة ثانية ويكون هذا سبب في إنهم يتشمتون فيني أو ينعتوني بأقبح الكلمات .. أفتوني بارك الله فيكم))؟

الرد على الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن طاعة الوالدين واجبة لقول الله تعالى [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً](الإسراء)، وأمر الله ببرهما والإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين، قال تعالى[وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً](لقمان). فبرُّ الوالدين من أفضل الأعمال التي تقرب العبد من ربه، وثمرتها مرجوة في الدنيا والآخرة، فوصيتي لكِ بالحرص على برِّ والدكِ والإحسانِ إليه، وبذلِ النصحِ لهُ بأدبٍ وتواضعٍ وحكمةٍ، وأن يكون ذلك في وقتِ سروره، وأن يكون بينكِ وبينهُ فقط.
وأما جلوسكِ معه أثناء التدخين فيمكنكِ الاستئذان من هذه الجلسة بأدب منه، أو الصبر على جلوسك معه، واعلمي أختي الكريمة أن الشيطان يخوفكِ من نصحه وتوجيهه، ولكن هذا الأمر غير صحيح ففي بداية الأمر يكون أمر النصح صعباً على النفس ولكن إذا استعنت بالله في ذلك وصدقتِ في حرصكِ على إبعاده عن هذه المعصية أعانكِ الله.
وفقكِ الله لكل خير، وأعانكِ على برِّ والدكِ ونصحه وتوجيهه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.