السؤال رقم (547) : لا أريد أن أكون فتاة عاقة لوالديَّ. 5 / 2 / 1429

السؤال رقم (547) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤال هام يتلخص في أن والدي عاق بوالدته ومن المعلوم أنه لابد أن ترد له في حياته قبل حساب الآخرة وأخاف أن أكون أنا من تردها فأنا بارة جداً بجدتي
حتى أنها دائما ما تقول لي أنت ابنتي التي لم أنجبها وتدعو لي في كل صلاة والدي متزوج على والدتي ولا نراه كثيرا قد يغيب أشهر حتى نراه أنا أطيع جميع أوامره إلا في أمر واحد وهو السلام أو الأكل مما تجهزه زوجته لا لسبب سوى أني أعلم عنها ما لا يرضى الله وقد حذرنا والدنا كثيراً لكنه لم يسمع النصح وأنا لا أريد أن ألطخ يدي بالسلام عليها وهذا هو سبب الخلاف بيننا حتى أننا بالأمس تخاصمنا عندما أمرني أن آكل وأنا رفضت وهنا وبخني الجميع واتهموني بالعقوق وأنني سأكون زوجة ثانية عقاباً لي من الله فلن أنم طوال الليل وظللت أستغفر الله وأدعوه أن يبين لي الحق هل أنا مخطئة أم لا وأصبح النهار ووجدت والدي ينادي علي وقبلني وطلب مني مسامحته وأنه لا يتحمل حزني منه وأنني حبيبة قلبه ووجدت في هذا رد من الله أنني على حق علماً أنني لو سمعت كلام والدي فيما يطلبه فسأغضب أمي أنا لا أريد أن أكون هذه الفتاة العاقة التي ترد لأبوها عقوقه لوالدته فهل أنا علي خطأ أفتوني مأجورين .. وجزاكم الله خيرا. السائلة: بدون

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن طاعة الوالدين واجبة لقول الله تعالى [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً] (الإسراء)، وأمر سبحانه وتعالى ببرهما والإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين، قال تعالى[وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً](لقمان)، فبرُّ الوالدين من أفضل وأحب الأعمال إلى الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن أحب الأعمال إلى الله، وذكر منها: بر الوالدين) (متفق عليه). وعلى ذلك فعليكِ بطاعة والدكِ فيما يأمركِ به ما دام في غير معصية الله، وأما ما يكنه قلبكِ من بغض لزوجة أبيكِ لوقوعها في المعصية، فهذا أنتِ محمودة عليه لأنه بغضٌ لله، ولكن عليكِ بإحسان المعاملة لها إكراماً لوالدكِ حتى ولو كانت واقعة في بعض الذنوب، ومن يخلو من العباد من الذنوب. فعليكِ بطاعة والدكِ ما دام في المعروف، وعليكِ بالإحسان إلى زوجة أبيكِ ومعاملتها بلطفِ وأدب، فعسى الله أن يهديها وأن تصلح من أحوالها مع الله تعالى ومع خلقه، وأما والدتكِ فلا تشعرينها بما تفعلينه مع زوجة أبيكِ، بل عليكِ بتأليف القلوب والإصلاح بينهما عسى الله أن يبارك في عملكِ. وفقكِ الله لكل خير وأعانكِ على بر والدتك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.