السؤال رقم (2973) : الذي ينبغي عمله في جوال من مات. : 14 /11/ 1438هـ

السؤال : هل يأثم الميت عندما يُستخدم جهازه في سماع الموسيقى؟

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن جماهير العلماء قالوا بتحريم الموسيقى. وذكر بعضهم الإجماع على ذلك، وقد استدلوا على التحريم بجملة من نصوص الوحي من القرآن والسنة منها قول الله تبارك وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}. {لقمان:6}. وقد فسر كثير من أهل العلم لَهْوَ الْحَدِيثِ بأنه المعازف والمزامير والآلات الموسيقية، كما روي ذلك عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم. ومنها ما جاء في صحيح البخاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحَرِيرَ والخمر والمعازف).
وبناء على ما ذكرناه فإن من مات ولم يتب من سماع الموسيقى فإنه يأثم لسماعها هذا من حيث العموم، أما الشخص المعين فلا يحكم عليه أنه يحاسب بذلك أو لا يحاسب، فقد يكون متأولًا أو جاهلًا، وقد يكون تاب، وله حسنات تمحو عنه ذنبه.
وأما استخدام جهازه وبخاصة جواله بعد وفاته فنقول الذي ينبغي أن يُحتفظ بهاتف جوال الميت للحاجة فقط، كرسائل بعض البنوك، أو بعض الضروريات كدين عليه أو له مبالغ لدى أشخاص آخرين، كذلك من المهم أن يكون المسؤول عن الهاتف زوجته أو وكيل الورثة حتى تنتهي الحاجة منه نهائياً، وفيما يتعلق بالجهاز فالأفضل مسح المقاطع والرسائل السلبية، أما الأشياء الخاصة ك”الايميل” فيلغى من الخدمة أولاً، ثم يحذف من الجهاز هذا الذي ينبغي.
أما سماع الموسيقى من جواله فإن كان يسمح في حضوره وقبل موته بذلك ولا ينكر على من يستخدم جهازه في ذلك فإنه يأثم، أما إن كان في حال حياته ينكر على من يستخدم أجهزته في سماع الموسيقى وغيرها مما حرمه الله فإنه لا يأثم لقوله تعالى {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي: لا يؤخذ أحد بذنب أحد.
والله أعلم. وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمَّدٍ وعلى آله وصحبه.