السؤال رقم (103) : (المقصود بالمصورين، وحكم التمثيل بالحيوان، وأصناف الملعونين) بتاريخ : 22 / 6 / 1429هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سمعت من شيخنا محمد يعقوب في إحدى حلقاته كان يتحدث عن الملعونين، فقال من ضمنهم المصورين، فهل المقصود بالمصورين هم من يأخذون الصور الفوتوغرافية أو من ينحتون التماثيل؟ أرجو الإيضاح. وقال أيضًا من مثل بالحيوان أي من قطع فيه وهو حي ونحن في كليتنا يقومون بهذه الأفعال فمثلاً في الجراحة نحتاج لهذا من أجل الإيضاح، وهم يعلمون أن هذا حرام، ولكنهم لا يتوقفون، فهل لنا ذنب نحن الطلبة؟ وجزاكم الله خيرا يا شيخنا لو تجمع لنا الملعونين والملعونات في القرآن والحديث وبارك الله بكم..
السائلة: جنة الرحمن

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتصوير المحرم يشمل كل ما ذكر في السؤال لما ورد من الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريمه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم(إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)(رواه البخاري ومسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم(كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا فيعذبه في جهنم)(متفق عليه)، إلا ما اضطر أو احتيج إليه للتوثيق وغيره كصورة جواز السفر، أو بطاقة الأحوال، أو غيرهما مما يُلزم به المسلم من جهة ولي الأمر.

وأما التمثيل بالحيوان أو تعذيبه وهو حي فلا يجوز، لما ورد عن ابن عمر أنه مر على قوم وقد نصبوا دجاجة حية يرمونها فقال (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من مثل بالبهائم)(رواه أحمد وحسنه الألباني في الصحيحة)، ومن فعل ذلك فهو آثم ويخاف عليه من الوعيد الوارد في حديث المرأة التي عذبت الهرة، بقوله صلى الله عليه وسلم(عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض)(متفق عليه). ويجب عليكم الإنكار على من يفعل ذلك وتحذيره من عقاب الله تعالى، وينبغي أن يكتفى بالحيوانات الميتة في تشريحها والتعلم عليها.

وأما أصناف الملعونين في القرآن والسنة فهي كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز[فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ](البقرة)، وقوله[ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ](آل عمران)، وقوله [أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ] (هود)، وقوله [وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ](الرعد).
وأما الملعونين في السنة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم كثير، ومن ذلك (المُحْدِثْ، ومن تولى قوماً بغير إذن مواليه، ومن ادعى إلى غير أبيه، ومن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، واليهود والنصارى، والراشي والمرتشي، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، والمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، وزوارات القبور، وآكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، والمحلل والمحلل له، والخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، والسارق، ومن سب أباه، أو سب أمه، ومن وقع على بهيمة، ومن عمل بعمل قوم لوط، ومن ذبح لغير الله، والعقرب، والخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور)، وأيضاً ما ورد من لعن المصورين في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن أبي جحيفة قال:(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وكسب البغي ولعن المصورين) وغير ذلك مما وردت به الأحاديث الصحيحة. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.