السؤال رقم (4121) : أستمني وأنا غير راضي وأشعر بالندم بعد الاستمناء وأدعو الله

السؤال”
أنا شاب من اليمن أبلغ من العمر 33سنة لا أستطيع الزواج نادراً ما أستمني وأنا غير راضي وأشعر بالندم بعد الاستمناء وأدعو الله دائما أن أتزوج ولكن والعياذ بالله في رمضان بشكل خاص يزداد تهيجي ولا أجد نفسي إلا وأنا أستمني بعدها أكاد أن أضرب نفسي بالحذاء أعزكم الله من الندم . ماذا أعمل ؟ مع العلم أني أعلم بأن الاستمناء حرام. أرجو من الله ثم منكم أن تفيدونا جزاكم الله عنا ألف خير.

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالصحيح من قولي العلماء في الاستمناء باليد المعروفة بالعادة السرية: التحريم، وهو قول جمهور أهل العلم؛ لعموم قوله تعالى:(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)، فأثنى سبحانه على من حفظ فرجه فلم يقض وطره إلا مع زوجته أو أمته، وحكم بأن من قضى وطره فيما وراء ذلك أيًّا كان فهو عادٍ متجاوز لما أحله الله له، ويدخل في عموم ذلك الاستمناء باليد (العادة السرية)، ولأن في استعمال ذلك مضارا كثيرة، وله عواقب وخيمة، منها: إنهاك القوى وضعف الأعصاب، والإصابة بالرعشة، وضعف الإخصاب، وارتخاء الذكر، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمنع ما يضر بالإنسان في دينه وبدنه وعقله وماله وعرضه.
ومن أبتلي بهذه العادة السيئة فأفضل حل له الزواج، فعن عبد اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءةَ ـ تكاليف الزواج والقدرة عليه ـ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ـ حماية من الوقوع في الحرام ـ)(رواه البخاري).
ومن لم يستطع الزواج فعليه بالصوم كما في الحديث، ويجب أن يكون الداعي لترك هذه العادة امتثال أمر الله واجتناب سخطه. فهذا أقوى معين للشخص، فمن راقب الله عز وجل سهل عليه ترك المنكرات، فالله عز وجل يعلم السر وأخفى.
وأيضا عليك بدفع الخواطر والوساوس وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل، وعليك بغض البصر لأن النظر إلى الأشخاص والصور الفاتنة سواء حية أو رسماً وإطلاق البصر يجرّ إلى الحرام ولذلك قال الله تعالى:(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) الآية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تُتْبع النظرة النظرة)(رواه الترمذي).
وكذلك ينبغي عليك البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة، وكن على حذر تام من الإنترنت،وإذا احتجت إلى استخدامه فليكن استخدامك له على قدر الحاجة وبين أهلك ولا تنعزل به في غرفة منفردا.
وعليك بالانشغال بالعبادات المتنوعة، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية. فتكرارك لهذه العادة الخبيثة في اليوم ثلاث مرات, دليل على فراغك. فاجعل لنفسك ورداً من القرآن الكريم تقرأه يومياً. وإذا شعرت بالفراغ فزر أحداً من أقربائك. أو أكثر من لزوم المسجد والمكوث فيه وقراءة القرآن واذهب للمكتبات العامة للقراءة وأطل المكوث فيها.
وأيضاً عليك أن تعتبر بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة مثل ضعف البصر، والأعصاب، وضعف عضو التناسل، والآم الظهر،وغيرها من الأضرار التي ذكرها أهل الطّب، وكذلك الأضرار النفسية كالقلق ووخز الضمير والأعظم من ذلك تضييع الصلوات لتعدّد الاغتسال أو مشقتّه خصوصا في الشتاء، وكذلك إفساد الصوم، وأيضاً التسلح بقوة الإرادة والعزيمة وألا تستسلم لوساوس الشيطان. وتجنب الوحدة كالمبيت وحيداً وقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم \”نهى أن يبيت الرجل وحده\”(رواه الإمام أحمد).
وعليك بالتزام الآداب الشرعية عند النوم مثل قراءة الأذكار الواردة، والنوم على الشقّ الأيمن، وتجنب النوم على البطن لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وعليك بالتحلي بالصبر والعفة لأنه واجب علينا الصبر عن المحرمات وإن كانت تشتهيها النفس، ولتعلم بأنّ حمل النّفس على العفاف يؤدي في النّهاية إلى تحصيله وصيرورته خُلُقا ملازماً للمرء وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)(رواه البخاري).
وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات مع عدم اليأس والقنوط لأنه من كبائر الذنوب. وعليك بالحرص رعاك الله على الزواج فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ثلاث حق على الله عونهم: الغازي في سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب الذي ينوي الاداء)، والله تعالى أعلم .