الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)(وحسنه الألباني في المشكاة). فبنو آدم كلهم عرضة للخطأ، وهذا ما وقع فيه آدم عليه السلام عندما قال الله تعالى عنه [وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً](طه)، فالخطأ من طبيعة بني آدم لأنهم خلقوا ضعفاء، راغبين في المتاع العاجل، ولكن من رحمة الهو تعالى أنه فتح باب التوبة لعباده، فقال تعالى ([رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا..](البقرة)، فقال الله عز وجل: قد فعلت)(رواه الترمذي وصححه الألباني في جامع الترمذي). وهذه من الحكم العظيمة التي جعلها الله من أجل تعلق العباد به، والأوبة إليه، وسؤاله العفو والمغفرة، وإلا إذا لم يوجد خطيئة فما الحكمة من الحساب والجزاء، والجنة والنار.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.