مقال بعنوان “حول موقف بلادنا” الثلاثاء 7-2-1440هـ

الأربعاء 24 رمضان 1440هـ 29-5-2019م

تابعت وتابع غيري ما تبثه بعض وسائل الإعلام المأجورة من تهم ومكائد لبلادنا وما يسعى إليه مثيرو الفتن بإثارة المشكلات والبلبلة التي تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني. ونحن على يقين راسخ أن اجتماع الكلمة ولم الشمل من أهم مقومات هذا الدين ومن الدعائم الأساسية لهذا المجتمع ولا يتأتى هذا إلا بتوحيد الصف وتماسك البناء؛ فلن يتأتى لنا النصر على أعدائنا وصد هذه الشائعات المغرضة وهذا التخطيط الماكر لبلاد التوحيد إلا بعد أن نتوحد على منهج الكتاب والسنة، ونقف صفاً واحداً في مواجهة كل التحديات.

إن رهان الشر على بلادنا كان ولا يزال وسيظل متوجهاً إلى محاولة زعزعة الصفوف والنيل من دينها ووحدتها، وهذا ما حذر منه ربنا سبحانه وتعالى في قوله: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين)[الأنفال:46].

 إن البلاد لا تصاب من الخارج ولا تحيط بها الشدائد ولا تلحقها النكبات وتحيط بها الفتن إلا بعد أن تصاب من الداخل؛ فالحصن الحصين للبلاد والعباد في الأزمات وغيرها يكمن في الإيمان بالله وحده وصدق التوكل عليه وحسن الاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه والاستمساك بشرعه، ثم في تآزر المجتمع وتماسكه والتفافه حول قادته وعلمائه.

وقد رأينا في حوادث سابقة أن الأزمات يخف أثر وقوعها ويقل خطرها مع التمسك باجتماع الكلمة حين ينبري العقلاء لتهدئتها وبيان الحق؛ فأين هذه المعاني من أولئك الذين يستمعون الشائعات ويتابعون التحليلات التي تسيء إلى بلادنا وقادتنا. إننا على يقين أن الله يحفظ هذه البلاد مأرز الإيمان، ومنطلق الرسالة مهما تآمر المتآمرون وتكتل الحاقدون وما هذه الحوادث التي يختلقونها ويتهمون بها هذه البلاد إلا جزءًا من سلسلة المكر والحقد وإيقاع الضرر ببلادنا. فوصيتي لإخواني وأحبابي أن يتحطم على قوة تماسكهم وصدق ولائهم كل مؤامرات الأعداء ومكائد الحاقدين سواء كانوا قريبين أو بعيدين. اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ورد كيدهم إلى نحورهم اللهم، ووفق قادة بلادنا لما تحبه وترضاه، واجعلهم غصًّة في حلوق أعداء الدين وأعداء هذه البلاد، واحفظهم من كل سوء ومكروه، وسددهم وأعنهم، وانصر بهم الإسلام والمسلمين، واجعلهم سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك يا كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.