حادث التفجير في الرياض وحادث الخبر 24/6/1416هـ، 12/2/1417هـ

الأثنين 9 شوال 1441هـ 1-6-2020م

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً:  أمــا بــعـــد:  

 فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من أعظم النعم على المسلم وتوفيقه وهدايته لجادة الصواب، وهذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين حباها الله بنعم كثيرة من أجلها نعمة الإسلام وتحكيم شريعة الله وإقامة حدوده وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.

وهذه الأمور دونما شك تغيظ أعداء الإسلام وتمتلئ قلوبهم حقدا على هذه البلاد فيكيدون لها بكل صنوف الكيد لزعزعة الأمن وترويع الآمنين وتدمير المملتكات وإلا فيأوي شرع أو عقل أو عرف يستسيغ من في قلبه ذرة إيمان أو عنده مسحة من عقل أة يفجر مكانا يترتب عليه إزهاق أرواح بريئة وإهدار أموال مملوكه وترويع أناس أمنين في بيوتهم.

إن هذه البلاد المباركة التي ترعى شؤون الحرمين وتؤمن سبل الحجيج وتوفر لهم كافات الخدمات وتمديدها لكل مسلم في شتى أصقاع المعمورة وتفتح قلبها للمقيمين على ثراها ليستفيدوا من خيراتها، يتأكد في حقها أن تبادل بالإكرام والمحافظة على الأمن.

وإن المسلم ليتملكه العجب ماذا سيحقق هذا الجاني الآثم من وراء فعلته ، هل سيحقق مكسبا ماديا، هل يخدم توجها عدوانيا على هذه البلاد المباركة، إن كل ما حققه العار والشنار والخزي.

وبلاد الحرمين التي آلت على نفسها أن تحكم بشرع الله وتطبق حدوده وتعاهد فيها ولاة الأمر والعلماء وسائر الشعب على المضي قدما في هذا السبيل لن يثنيها نعيق الغربان أو نباح الكلاب ومكر الماكرين وحقد الحاقدين، وصدق الله : ﭽ ﮧ  ﮨ  ﮩ    ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ          ﮰ  ﮱ  ﯓ    ﯔ  ﯕ    ﯖ  ﯗ    ﯘ  ﭼ القصص: ٥٧.

إخوتي في الله ! إذا كانت هذه البلاد تنعم برغد العيش ويجبى إليها ثمرات كل شيء  ويهنأ من يقيم على ثراها بأمن لا مثيل له في كل أقطار الدنيا، فإن مرد ذلك إلى الحكم بشرع الله المطهر الذي يفتخر فيه ولاة الأمر في كل محفل ويعلنوه على الملأ ولن يقبلوا به بديلا إن شاء الله، ولكن نفوسا ضعيفة وقلوبا مريضة وأعينا حاسدة أقلقها هذا الأمن ونقص عليها رغد العيش وغصت بهذا التلاحم بين القيادة وسائر الشعب فطعوت لها أنفسها العبث وزينت لها شواتها الجريمة.

إننا بحاجة إلى أن نميز بين الإسلام والجريمة، فكثير ما يمتطي الإسلام ضعاف النفوس ويحققون من خلاله شهوات عدوانه باسم الانتصار للحق وأني الحق وأين الفطرة وأين العقل السليم من القتل والترويع وإهدار المال.

إخوتي في الله ! إذا كنا في هذا البلد الآمن في السابق متماسكين متعاونين  ملتفين حول ولاة أمرنا وعلمائنا فإنه يجب علينا أكثر التفاتا واجتماعا وأن نري الإعاداء منا صدقا في الولاء والطاعة لقيادتنا لنرد كيد الأعداء إلى نحورهم وندحر بتماسكنا شرهم.

وإن على كل مسلم يرجو الله واليوم الآخر أن يتعاون مع سلطات الأمن في متابعة المجرم والكشف عنه لينال جزاءه العادل ويفرح المؤمنون بإقامة حد الله فيه.

لقد حرم الله قتل النفس بغير حق ومن قام بالتفجير قتل الأبرياء بغير حق. وقد حرم الله إتلاف الأموال بغير حق ومن قام بالتفجير أتلف أموالا كثيرا من البيوت والسيارات وغيرها. وحرم الله ترويع الآمنين ومن قال بالتفجير ورع الآمنين وأخافهم.

وحرم الله الخروج على ولي الأمر ومخالفة أمره إذا كان في حدود شرع الله، وهذا المجرم بهذا التفجير خرج عن طاعة ولي الأمر وكسر الأنظمة المعمول بها والأعراف والتقاليد، فظهرت مخالفة معله للشرع والعقل والعرف وهدمها للضروريات الخمس التي كفلتها الأديان السماوية.

ما ذنب الأطفال الذين شاهدنا نماذج منهم تظهر عليهم البراءة والفطرة، ما ذنب مئات الأسر التي أصبح عائلها في المستشفى على السرير، ما ذنب الآمنين في بيوتهم ومحلاتهم يأتيهم الجاني في غفلة ويروعهم.

ماذا يريدون من هذه البلاد التي فتحت قلبها وذراعيها داعية للخير مدافعة عن الحق باذلة ما استطاع من الإعانات والمساعدات، إنه الشر وخدمة الأعداء والسير في ركب الجريمة والمجرمين فحسبنا الله ونعم الوكيل.

أيها المؤمنون ! وإذا كنا على ثقة بأن الله سيفضح هذا الجاني -عاجلا إن شاء الله –  فإننا ننطلق من سنة عرفنا ما فيما سبق وهي أن هذه البلاد موفقة – ولله الحمد – إلى الوصول للمجرمين وذلك فضل  من الله يؤتيه من يشاء ونكاد نجزم أن كثيرا من الدول المتقدمة لا تستطيع الوصول إلى المجرمين بالسرعة والدقة التي تصل إليهم فيها هذه البلاد وذلك بفضل الله ثم بفضل التمسك بشرعه القويم وسلامة المنهج الذي تسير عليه هذه البلاد وصحة توجه المجتمع وأثر العلماء العاملين فيها.

ولذا فهذه البلاد بما حباها الله من النعم يحسدها الكثيرون حتى وللأسف الشديد من يعيشون أحيانا على ثراها، وذلك نكران للجميل وجحدان للنعمة، فهل يعي الغافلون ويتعقل العابثون ويرجع الشاردون ويستقيم المنحرفون، نسأل الله الكريم ذلك واستغفروه الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين، صلى الله وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فيا أيها المؤمنون والمؤمنات يجب أن نتعاون على الخير ونتدبر مكائد الأعداء وتخطيطاتهم لذا البلد الآمن فهم يبذلون كل الوسائل لزعزعة أمنه واستقراره من أجل أن يثبتوا أن الإسلام لا يصلح في هذا العصر؛ لأن بلدنا هو البلد الوحيد الذي يعلن شرع الله في مناحي الحياة.

كم قالوا وكتبوا عن إقامة الحدود، وأن هذا البلد يحب سفك الدماء وما علموا أن الجرائم التي يقومون بها في لك يوم يروح ضحيتها آلاف الأبرياء.

وكم قالوا إن هذا البلد لما يتمتع بالأمن بسبب حادث هنا أو هناك من تدبيرهم وشرهم لإضعاف هيبة هذا البلد، ولكنهم فشلوا في كل محاولاتهم، وهذه الأمور تزيد هذه البلاد تمسكا بشرع الله لأنها علامة على صحة المسار وسلامة الطريق.

إخوتي في الله! وإن من الواجب أن يلح المسلم على ربه بالدعاء أن يحمي الله هذا البلد وأن يحفظ قادته وأن يوفق علماءه وأن يرد كيد الأعداء إلى نحورهم،وإني داع فأمنوا من قلوب صادقة واثقة بقبول الدعاء إن شاء الله.

اللهم من تسبب في هذا التفجير أو أعان عليه أو يسر سبله أو رضي به، اللهم افضحه في جوف بيته، اللهم مكن رجال الأمن من القبض عليه لقيام فيه حد الله ويومئذ يفرح المؤمنون بذلك، اللهم رد كيد الأعداء إلى نحورهم واجعل شرورهم تدور عليهم، اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت ، اللهم من أراد ببلادنا أو مقدساتنا أو ولاة أمرنا أو علمائنا أو شعبنا شرا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه وسلط عليه عدوا من نفسه، اللهم من قام بالتفجير فازرع الخوف في قلبه واجعله يخاف من نفسه وظله، اللهم سلط عليه أعضاءه وشُلَّ أطرافه واجعله عبرة للمعتبرين، واللهم وفق ولاة الأمر للقبض عليه بسير وسهولة ودون عناء أو تعب، اللهم يا حافظ احفظ بلادنا وولاة أمرنا ومقدساتنا وديارنا بحفظك، اللهم انشر الأمن السكينة والطمأنينة على هذا البلد وزده توفيقا وصلاحا وتمسكا بشرعك القويم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد..