خطبة عيد الفطر 1-10-1443هـ

الأثنين 1 شوال 1443هـ 2-5-2022م

 

الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تتمُّ الصالحاتُ، وبفضلهِ تُرفعُ الدرجاتُ، وبِكَرمِه تُبدَّلُ السيئاتُ بالحسناتِ, الحمدُ للهِ على تمامِ الشهرِ وكمالِ الفضلِ، الحمدُ للهِ وفَّقَ المؤمنينَ لطاعتِه، وجَعَلَ سعيَهم مشكوراً، وجزاءَهم جزاءً موفوراً.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

اللهُ أكبرُ كبيراً ، والحمدُ للهِ كثيراً، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلاً.

أحمدُ اللهَ سبحانَه وأشكُره وأُثْني عليهِ الخيرَ كلَّه، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الرفيقُ بعبادِه، الكريمُ في عطائِه، الرحيمُ في مغفرتِه، الحليمُ في سَتْرِه، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، رسولُ ربِّ العالمينَ، والنبيُّ الأمينُ، وحاملُ لواءِ الدينِ، أَرْسَلَه اللهُ رَحمةً للناسِ أجمعينَ، وهاديًا إلى دارِ النعيمِ، صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وصحبهِ، والتابعينَ لهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليماً كثيراً. أما بعدُ:

فيا أيُّها المؤمنونَ: هنيئًا لنا ولكم بهذا اليومِ ـ يومِ عيدِ الفطرِ المباركِ ـ، أعادَه اللهُ علينا وعلى المسلمينَ بالخيرِ والبركةِ، والأمنِ والإيمانِ، والسلامةِ والإسلامِ، والعزِّ والنَّصرِ والتمكينِ. إنَّه يومٌ عظيمٌ شَرَعَه اللهُ لكم بعدَ صيامِ وقيامِ شهرِ رمضانَ، وها أنتم قد خَرَجْتم من بيوتِكم وجِئْتُم إلى هذا المسجدِ تُكبِّرون اللهَ على ما هدَاكم إليه من الدِّينِ القويمِ، وتشكرونَه بما أنعمَ عليكم من تمامِ الصيامِ والقيامِ، وتسألونَه القبولَ والرضوانَ، وقد امتلأت قلوبُكم رجاءً وفرحًا وسرورًا بنيلِ رحمةِ اللهِ ومغفرتِه وجائزتِه، فالحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تَتَمُّ الصالحاتُ.

أيُّها المؤمنونَ: اعلموا أن فَرْحةَ العيدِ تتجسَّدُ في راحةِ النُّفوسِ، وانشراحِ الصدورِ، واطمئنانِ القلوبِ، والعملِ الصالحِ الزكيِّ الذي يُرضي اللهَ جلَّ وعلا.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.

أيُّها المؤمنونَ: إنَّ هذا العيدَ فرصةٌ عظيمةٌ للتقاربِ، والتوادِّ والتراحمِ، وزيادةِ المحبةِ، وتبادَلِ التَّهانيَ والتبريكاتِ، ونشْرِ البهجةِ والبسمةِ، وفرصةٌ أيضًا لتصافِي القلوبِ وغَسْلِها من رواسبِ العداوةِ والخصامِ والتهاجرِ، وتطهيرِها من الأحقادِ والأضغانِ، يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:(وما زادَ اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزاً) رواه مسلم (2588)، وقال أيضًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:(لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ؛ فَيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ) رواه البخاري (6237)، ومسلم (2560).

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.

أيُّها المؤمنونَ: تذكَّروا إخوانَكم الفقراءَ، أدْخِلُوا عليهم البهجةَ والسرورَ، وخاصةً في هذا اليومِ المباركِ، أَعْينُوهم ببعضِ ما أنعَم اللهُ بِه عليكُم، وآَتُوهم من مالِ اللهِ الذي آتاكُم، فهي قُربةٌ عظيمةٌ أجْرُها كبيرٌ وثوابُها جزيلٌ.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.

أيُّها المؤمنون: لا تنسوا مرضاكُم، أشْركوهُم في عيدِكم، واجعلوا لهم حظًّا من زياراتِكم، فَفَرْحَة العيدِ ليستْ موقوفةً على الأصحاءِ، زُوروهُم واتْصلُوا بهم، وهنئِّوهم بالعيدِ وأوصُوهم بالاحتسابِ والصبرِ، فهم بحاجةٍ ماسّةٍ إلى ذلكَ، واحمدوا اللهَ الذي عافَاكُم مما ابتلاهُم بِه.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المؤمنون: إنَّ أثمنَ ما تملِكُه الأمةُ هم شبابُها، فهم عمادُ الأمةِ وسرُّ قوتِها ونهضتِها ومبعثُ حضارتِها وذُخرُها ورجالُ مستقبلِها، ومن يحملُ لوائَها ورايتَها، وهم أملُها المشرقُ.

فيا أيُّها الشبابُ تمسَّكوا بدينِكم، وقُوموا برسالتِكم التي أناطَها اللهُ بكم، أدُّوا واجبَكم تجاهَ دينِكم ووطنِكم وولاةِ أمورِكم، واسلكُوا النَّهجَ الوسطَ، واحذرُوا من الغفْلةِ والاسترسالِ وراءَ الشهواتِ والانخداعَ بالشبهاتِ، واجتنبوا وسائلَ الشرِّ والفتنِ، فالمتربصونَ بكم كثيرٌ.

وأنتم أيُّها الآباءُ والأمهاتُ: اتَّقوا اللهَ في أولادِكم، كونوا قدوةً لهم في الخيرِ، أشْعروهم بمحبتِكم وحنانِكم وتعاملوا معهم بالرِّفقِ والّلينِ، وأعينُوهم على طاعةِ اللهِ، وتابعوهم في خلواتِهم، نشِّئوهُم على الخيرِ والفضيلةِ والهدى وأبعدُوهم عن قرناءِ السّوءِ، فهم السمُّ الزعافُ الذي يُرْدِيهم ويُبْعدُهم عن الطريقِ السَّويِّ، وحذِّروهم مما يقومُ بِه أعداءُ الإسلامِ من بثِّ الأفكارِ الغريبةِ المخالفةِ لدينِهم.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد.

وأنتنَّ أيها الأخوات احرصن على السترِ والعفافِ والحشمةِ والحياءِ، فجمالُ المرأةِ وسعادتها بحيائِها وسترِها.

أيُّها المؤمنونَ: يُسَنُّ في هذا اليومِ المباركِ أَنْ يهنِّي المسلمُ إخوانَه بعيدِ الفطرِ، فعن جُبيرِ بن نُفيرٍ قال: كانَ أصحابُ النبِّي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إذا التقوا يومَ العيدِ، يقولُ بعضُهم لبعضٍ:(تقبَّلَ اللهُ منا ومنك) صحح إسناده الألباني في تمام المنة (354)، وكذلك يقولُ المسلمُ لأخيهِ (عيدٌ مباركٌ علينًا وعليكم)، أو (تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم)، وما أشبَهَ ذلكَ من عباراتِ الدعاءِ والتهنئةِ المباحةِ.

ويُسنُّ التوسعةُ على الأهلِ والعيالِ في هذا اليومِ، واجتناب الإسرافَ والتبذيرَ في المناسبات، والالتزام بما أمَرَكم اللهُ به من التوسطِ في المأكلِ والمشربِ والملبسِ، وصدقَ اللهُ العظيمُ:{وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} [الأعراف:31].

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسُولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليما كثيراً. أما بعد:

فاتقوا اللهَ حقَّ التَّقوى، واعلموا أنَّنا في أمسِّ الحاجةِ إلى وحْدةِ الكلمةِ واجتماعِ الصفِّ والتلاحمِ القويّ والتعاونِ السديد والوقوفِ مع قيادتِنا ضدَّ من يُهدّد دينَنا وعقيدَتنا وأمنَنا، وعلينا بالمحافظةِ على الأمنِ والرخاءِ الذي نرفلُ فيه، فبلادُنا محسودةٌ من قِبَلِ أعدائِها ويُرادُ بها الشرُّ، فاحمدوا اللهَ تعالى على نعمةِ الأمنِ والإيمانِ، ونعمةِ رغدِ العيشِ، التي تَتَقَلَّبونَ فيها وقد حُرِمَها غيرُكم.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

أيُّها المؤمنونَ : حافظوا على الصلاةِ، فهي عمودُ الدينِ، والركنُ الثاني من أركانِ الإسلامِ، أدُّوها في وقْتِها ولا تُضيِّعوها، وإيَّاكم والنومَ عنها بسببِ السَّهرِ، اعْتنُوا بها، ولْتكنْ من أهمّ أمورِكم، فإنَّ أصْدقَ علاماتِ محبةِ العبدِ لربِّهِ العنايةُ بهذِه الصلاةِ والمحافظةُ عليها.

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

أيُّها المؤمنونَ: يُسنُّ للمسلمِ إذَا دخلتْ عليهِ أيامُ شهرِ شوالِ أن يَصومَ ستًّا منها بدايةً من ثاني أيامِ العيدِ تعجلاً بالطاعةِ، ومتابعةً لها، لقولِه صلَّى اللهُ عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتّبَعُه سَتًّا مِنْ شَوالِ فَكأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ)(رواه مسلم (1164).

ومنْ كانَ عليِه قضاءٌ مِنْ رمضانَ فالأولى المبادرة في صيامِه قبلَ صيامِ السِّتِ من شوال، لأنَّ دَيْنَ اللهِ أَحقُّ بالقضاءِ، والواجبُ مُقدمٌ على المسنونِ.

ويسنَّ لمن أتى من طريقِ أن يرجع من طريقٍ آخر تكثيرًا لحسناتِه واتباعاً لهدي نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلم.

اللهم اجْعلْ عيدَنا نصرًا للإسلامِ والمسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وقبولاً لأعمالِنا في شهْرِ رمضانَ، ومغفرةً لذنوبِنا، وعتقًا لرقابِنا، وفوزًا برضاكَ وجنّتِك يا أكرمَ الأكرمينَ.

أعادَ اللهُ علينا وعليكم من بركاتِ العيدِ، وتقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم وسائرِ المسلمينَ صالحَ الأعمالِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلهِ وصحبِه أجمعين.           1/10/1443هـ