خطبة بعنوان : (بيوت لا تدخلها الملائكة) بتاريخ 3-4-1428هـ.

السبت 4 جمادى الآخرة 1440هـ 9-2-2019م

الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي جعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتدى به واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمين](الحشر:18).

عباد الله:
إن من أركان الإيمان التي أمر الله بها عباده الإيمان بالملائكة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل عن الإيمان، فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)(متفق عليه)، والملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعلهم طائعين متذللين له، قال تعالى[لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون](التحريم:6)، ويجب علينا أن نؤمن بما علمنا من أسمائهم فمنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش، ومنكر ونكير، وغيرهم.

والحكمة من خلقهم أن الله تعالى كلفهم بمهمات عظيمة يقومون بها، وهي مهمات كثيرة ومتنوعة، ولقد أثنى الله عليهم لقيامهم بها على أتم وجه وأكمله.

ومن تلك الوظائف التي وكلت إليهم: تعظيمهم لله بالتنزيه والتسبيح، وهذه هي وظيفتهم الرئيسية، قال تعالى:[يسبحون الليل والنهار لا يفترون](الأنبياء:20).

ومن وظائفهم إبلاغ الأنبياء والرسل بالرسالات السماوية، فهم حملة الوحي الذي ينزله الله على من وقع عليه الاختيار من البشر ليكون نبياً أو رسولا، قال تعالى:[وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين](الشعراء: 192ــ195).

ومن ذلك أيضاً تدوين أعمال المكلفين، قال تعالى:[ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد](ق: 18)، وأيضاً قبض أرواح البشر عند انتهاء آجالهم وانقضاء أعمارهم، قال تعالى:[قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل كم ثم إلى بكم ترجعون](السجدة:11).

ومن ذلك البحث عن مجالس الذكر وحف الجالسين فيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة سيارة فضلاء يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا..)(رواه البخاري).
ومن وظائفهم: تهنئة المؤمنين بدخول الجنة، قال تعالى:[والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار](الرعد:23، 24).

ومن ذلك: القيام بتعذيب أهل النار، فهم خزنة جهنم والقائمون بتعذيب أهلها، وهم في غاية الغلظة والشدة والقسوة، قال تعالى:[يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون](التحريم:6)، ولا يعلم عدد الملائكة وعظم خلقهم إلا الله جل جلاله، قال تعالى:[وما يعلم جنود ربك إلا هو](المدثر:31).

وجاءت أوصافهم في السنة على هيئة عظيمة جداً، فبعضهم له ستمائة جناح، وبعضهم رجلاه في الأرض وعلى قرنه العرش، وبعضهم ما بين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، وهذا كله بقدرة الخالق العظيم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فلا إله إلا الله يخلق ما يشاء ويختار.

عباد الله: ولقد أعطى الله الملائكة من الخصائص ما لا يعلمه البشر، فهم أقوياء أشداء موصوفون بالغلظة والشدة لكن لا نعلم حدودها ولا مقاييسها إلا ما جاء وصفهم في القرآن والسنة.

والملائكة معصومون عن المعاصي، قائمون بطاعة الله، ملازمون لعبادته، لا يعصون الله تعالى ولا يخالفون له أمرا، قال تعالى:[وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لايفترون](الأنبياء: 19، 20).
والملائكة يكونون معنا ولا نراهم، وعلى الرغم من أن الله أعطى البشر حاسة البصر لكنها لا تدرك إلا ما أقدرهم الله عليه، وحقيقة الملائكة خارجة عن هذه القدرة البشرية فلا يستطيع البشر رؤية الملائكة، روت عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة: هذا جبريل يقرئك السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم)(رواه البخاري).

والملائكة قادرون على التشكل بأشكال البشر، وهذا الأمر ليس مستحيلاً، والله جل وعلا قادر على كل شيء، وهو الذي وهبهم هذه الخاصية، قال تعالى في حق مريم وجبريل:[واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً * فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا](مريم: 16ــ19). والروح هنا جبريل عليه السلام.

عباد الله:
إن الإيمان بالملائكة له أثر عظيم في حياة الإنسان، فإذا شعر الإنسان بمراقبة الملائكة له، وتقييدهم أعماله فإنه يتحفظ لئلا يسجل في صحيفته أعمال يندم عليها يوم القيامة.
فثمرة الإيمان بالملائكة أن الإنسان يحصن نفسه من الأقوال والأعمال السيئة التي تسجل عليه لاسيما أنه لا يرى الذين يكتبونها، وهذا دافع قوي في عدم الوقوع فيما حرم الله تعالى.

عباد الله:
ولقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة وأنها موكلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكّل بالجبال ملائكة، ووكل بالسحب والمطر ملائكة، ووكل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها، ثم وكل بالعبد ملائكة لحفظ ما يعمله وإحصائه وكتابته، وكل بالموت ملائكة، ووكل بالسؤال في القبر ملائكة، ووكل بالأفلاك ملائكة يحركونها، ووكل بالشمس والقمر ملائكة، ووكل بالنار وإيقادها وتعذيب أهلها وعمارتها ملائكة، ووكل بالجنة وعمارتها وغراسها وعمل آلاتها ملائكة، فالملائكة أعظم جنود الله، ومنهم المرسلات عرفاً، والناشرات نشرا، والفارقات فرقا، والملقيات ذكرا، ومنهم النازعات غرقاً، والناشطات نشطا، والسابحات سبحا فالسابقات سبقا، ومنهم الصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا، ومنهم ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، وملائكة قد وكلوا بحمل العرش، وملائكة قد وكلوا بحمل النار والإتيان بها يوم القيامة، وملائكة قد وكلوا بإحاطة الناس يوم الحشر، وملائكة قد وكلوا بذب الناس عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، وملائكة قد وكلوا بسحب الكفار والمنافقين على وجوههم إلى جهنم، وملائكة قد وكلوا بالقتال مع المؤمنين في الدنيا، وملائكة قد وكلوا بالدعاء والاستغفار للمؤمنين.
فسبحان من خضعت له السماوات والأرض ومن فيهن، وسبحان من عظم قدره، وعلا شأنه، وجل سلطان، ولا إله إلا الله المنفرد بالبقاء والخلود. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم](غافر:7ــ9) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين، وبعد:

لقد تحدثنا في الخطبة الأولى عن الملائكة ومعلوم أنها تألف بيوت الصالحين وتهرب من بيوت الفاسقين، ولذا سنوضح البيوت التي لا تدخلها الملائكة، فنقول:

نحن نعلمُ جميعاً أننا لم نُخْلق عبثاً ولا هملا، بل خُلقنا لحكمةٍ بالغةٍ وأمرٍ عظيمٍ ألا وهو عبادةُ الله وحده لا شريك له والإيمان به، والعمل بطاعته، والبعد عما نهى عنه، قال تعالى:[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ](الذاريات:56)، وقال تعالى:[ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ](المؤمنون:115). وقال تعالى:[إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ](فاطر:6)، فهل نحن تمسكنا بما أَمرنا به ربنا، وعملنا بما يرضيه عنا؟

عباد الله: تعالوا بنا لنرى ما هي أسباب دخول الشياطين لبعض البيوت وابتعاد الملائكة عنها

أولاً: عدم التسمية عند دخول البيت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء)(رواه مسلم) فكم من الناس ينسى أو يتناسى أن يسمي الله فتدخل معه الشياطين.

ثانياً: وجود صور وتماثيل في البيت: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير)(متفق عليه). لقد أصبحت البيوت الآن مليئة بالصور، صور أشخاص، أو تماثيل، أو غير ذلك مما حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: عند إتيان الرجل أهله: قال صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا)(متفق عليه)، فهل يسمي المسلم عندما يأتي أهله؟.

رابعاً: وجود آلات الطرب والغناء في البيت: فتجد الموسيقى والغناء في كل شيء، في التلفاز، والراديو، والجوال، وغير ذلك من الآلات، حتى أصبحت تملأ أوقات الكثير من الناس، ألم يسمع هؤلاء قوله تعالى:[ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ](لقمان:6)، وقال صلى الله عليه وسلم: (سيكون من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)(رواه ). فتجد الشيطان قد تمكن من قلوب أصحاب هذه البيوت لتعلقهم بغير ذكر الله.

خامساً: عدم ذكر الله في البيت وخاصة تلاوة القرآن: قال صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتبت له بها عشر حسنات وحط عنه بها عشر سيئات ورفع له بها عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم ).

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابِر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)(رواه مسلم). فقد رتب صلى الله عليه وسلم على ذكر الله وقراءة القرآن في البيت وخاصة سورة البقرة ألا يدخله الشيطان لأن الملائكة تتنزل بالسكينة عند الذكر وتلاوة القرآن.

سادساً: عدم أداء الرجل لصلاة النافلة في البيت: قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) (رواه مسلم) لأن الصلاة بركة على أهل البيت، وتعليم للصغار، ومطردة للشيطان.

سابعاً: عدم ذكر الله عند الطعام: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)(رواه أبو داود وصححه الألباني في سنن أبي داود3/349رقم3776).

ثامناً: عدم ذكر الله عند النوم: قال صلى الله عليه وسلم: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)(رواه أبو داود وصححه الألباني في سنن أبي داود 2/32 رقم1306).

وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم330).

تاسعاً: عدم حفظ الأولاد من الخروج عند دخول الليل: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكئوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليه شيئا وأطفئوا مصابيحكم)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم764). فهذه بعض أسباب دخول الشياطين في البيوت وإلا فالأسباب كثيرة وأدلتها من الكتاب والسنة كثير.

عباد الله:
إن المعاصي شؤم على العباد في حالهم ومآلهم، ومن استمرأها كان قريباً من عذاب الله، وكم نرى من الناس من يأمن من مكر الله بالاسترسال في المعاصي مع الاتكال على الرحمة وهذا وهمٌ كبير، قال تعالى :[فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ]، وَقَالَ تَعَالَى:[وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ].

وفي الحديث: (إذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته فإنما ذلك منه استدراج، ثم تلا قوله تعالى:[فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ]) أي آيسون من النجاة وكل خير سديد، ولهم الحسرة والحزن والخزي لاغترارهم بترادف النعمة عليهم مع مقابلتهم لها بمزيد الإعراض والإدبار. ومن ثمّ قال الحسن: من وسَّع الله عليه فلم يرَّ أنهُ مُكر بِه فلا عَقلَ لَهُ ، وقال في قوم لم يشكروا : مُكرَ بِهم وربُ الكعبة، أُعْطُوا حاجتهم ثُمَّ أُخِذُوا. نعوذ بالله من الخذلان والحول بعد الهداية. فاحذروا يا عباد الله من الغفلة والإعراض عن أوامر الله والوقوع في معاصيه فإن في ذلك الهلكة والخسران.

أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يهدينا وإياكم إلى طريقه المستقيم، وأن يجعل بيوتنا عامرة بذكره وطاعته، وأن يملأها بملائكته كي تغشانا سكينته ورحمته.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (الأحزاب)
أ.د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
الجمعة: 3-4-1428هـ