65 –  جرح في قلب كشمير pdf

 

 

  

جرح في قلب كشمير^([1])

 

تأليف

أ.د عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

 

  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

صرخة مدوية

أحل الكفر بالإسلام ضيماً	***	يطول عليه للدين النحيب
فحق ضائع وحمى مباح	***	وسيف قاطع ودم صبيب
وكم من مسلم أمسى سلبياً	***	ومسلمة لها حرم سليب
وكم من مسجد جعلوه ديراً	***	على محرابه نصب الصليب
دم الخنزير فيهم لهم خلوق	***	وتحريق المصاحف فيه طيب
أمور لو تأملهن طفل	***	لطفل في عوارضه المشيب
أتسبى المسلمات بكل ثغر	***	وعيش المسلمين إذ يطيب
أما لله والإسلام حق	***	يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا	***	أجيبوا الله ويحكم أجيبوا

 

الذئاب المسعورة 

دماء المسلمين بكل أرض	***	تراق رخيصة وتضيع هدرا
وبالعصبية العمياء تعدو	***	ذئاب ما رعت لله قدرا
كان لملة الكفار طراً	***	على الإسلام حيث أضاء ثأرا
وصيحات الأرامل واليتامى	***	تفتت أكبداً وتذيب صخرا
وليس لهم مغيث أو معين	***	كأن الناس كل الناس سكرا
ثعالب في مسوح خادعات	***	وثوب الزيف عنهم قد تعرى
أفاع في تقلبها المنايا	***	وتنفث سمها رجساً وكفراً
وأنهار الدماء بغير ذنب	***	تراق وترهق الأرواح غدا
وبوذيون قد مسخوا عقولاً	***	كما الهندوس شعوذة وسحراً
كلا الخصمين قد سجدوا لبوذاً	***	هناك وقدسوا الأبقار جهراً
على كره الحنيفية قد تواصوا	***	وكم ضاق بدين الله صدرا
وحتى أنت يا برما ومنذا	***	تبقى بعد إيذاء ومكرا
وفي الطرقات تنتشر الضحايا	***	هشيماً بينما الأنفاس حرا

  

المقدمة

الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة في الدين وصير وشيجة التوحيد خير رابطة بين المسلمين. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. وبعد،

فليس بخاف على أحد ما تمر به أمتنا الإسلامية من محن وما يعانيه المسلمون من اضطهاد وتعذيب في سبيل تمسكهم بدينهم كما قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}⁽[2]⁾.

ومما يزيد هذه المحن أسى ولوعة كثرةُ قضايا أمتنا الغالية وتعدد جراحها التي تنزف الدماء الغزيرة. فأينما اتجهت وجدت نائحة ثكلى أو طفلاً يتيماً أو شيخاً مشرداً أو حراً سجيناً.   ففي كل واد بنو سعد.

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ	***	تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها	***	وبات يحكمنا شعب ملكناه([3]).

 

وإن من ضمن سلسلة جراحات أمتنا الإسلامية فوق مسرح هذه الحياة. (جرح في قلب كشمير). هذا الجرح القديم الجديد.

القديم مأساة الجديد معرفة يبحث عن يد حانيةٍ تضمد جراحة وتسكن آلامه على شلال الدم يتوقف نزيفه بعد أن روى السهل والوادي.

 

أخي القارئ.

إن سألت عن سبب كتابة هذه الرسالة فنقول لقد زارنا الأخ الفاضل الأستاذ نذير أحمد عبد الكبير من أبناء كشمير، ممثل الحركة العالمية الإسلامية لتحرير كشمير وهو من الشخصيات المعروفة التي لها تعاون وثيق مع رابطة العالم الإسلامي.

وبدأ بشرح مأساة كشمير وما يعانيه المسلمون هناك من ويلات ومحن وتعذيب على أيدي الهندوس. كما قام بتزويدنا ببعض الوثائق المهمة التي تتعلق بقضية كشمير ومنها بعض الصور الفوتوغرافية المحزنة التي تعبر عن أبشع صور المعاناة والتعذيب الوحشي. مما أثار كوامن النفس وهيج لواعج الضمير.

وبعد كتابة فصول من هذا البحث زارنا البروفسور أليف الدين الترابي، وشرح لنا فصولاً أخرى عن المأساة المرة في كشمير. وذكر أموراً مهولة تذيب شغاف القلب وتنغص العيش مما جعلنا أكثر حماساً وتحركاً نحو هذه القضية المنسية منطلقين في كتابتنا هذه مذكرين أنفسنا وإخواننا بواجب الأخوة الإسلامية التي دعى إليها المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك قوله تعالى: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}⁽[4]⁾. وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}⁽[5]⁾. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)⁽[6]⁾. وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه..) الحديث⁽[7]⁾.

إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الداعية إلى وحدة المشاعر الإسلامية.

وإن أقل واجب نقدمه كتابة شيء عن كشمير ومأساتها وعن أحوال إخواننا هناك. فهم إخوة لنا في العقيدة التي هي من أقوى الروابط والوشائج.

فلطالما تناسينا جراح إخواننا النازفة وطالما قصرنا في نصرتهم فخذلناهم وأسلمناهم.

فأين وحدة الشعور الإسلامي وأين أخوة الدين وأين الألف مليون مسلم.

يا ألف مليون وأين	***	هموا إذا دعت الجراح
هاتوا من المليار مليوناً	***	صحاحاً من صحاح
من كل ألفٍ واحدٍ	***	أغزوا بهم في كل ساح
ممن زكا بالصالحات	***	وذكره بالمسك فاح([8]).

 

ولعظم الفاجعة لا ندري كيف نبدأ الحديث عن كشمير وإن بدأنا فمن أين نفيد؟

أنبدأ بذكر حقيقة الهندوس والسيخ والبوذيين الحاقدين الذين يصبون جام حقدهم على المسلمين في شبه القارة الهندية، أم بذكر جريمة المستعمر الذي أذكى الخلاف ومزق المسلمين هناك وفي كل مكان فهناك مواجهات دامية يومياً بين المسلمين وبين الهندوس الحاقدين الذين لم يرحموا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً.

ونحن في هذا الكتاب نعرض مأساة الشعب الكشميري المسلم الصامد في قضيته العادلة معتمدين بعد الله على المراجع العلمية التي تحدثت عن بدء انقسام القارة الهندية وما تبع هذا الانقسام من ويلات ضد المسلمين وبعض المجلات الإسلامية وبعض الوثائق التي زودنا بها ممثل الحركة الجهادية لتحرير كشمير، وعلى بعض المتابعات الشخصية لأحداث هذا الجزء الغالي من بلاد المسلمين ونسأل الله أن ينصر الإسلام ويعزّ المسلمين وأن يلهمنا الصواب وأن يجعل ذلك في ميزان الأعمال: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ *إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}⁽[9]⁾. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثير.

                                                                          د. عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

                                                                               سامي بن سليمان المبارك

                                                                                             في منى

                                                                             شهر ذي الحجة من عام 1412هـ

  

تقريظ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

فإن القضية الكشميرية قضية قديمة وليست جديدة أو وليدة أيام قريبة، وهي قضية إسلامية قبل كل شيء كما أنها ليست قضية وطنية أو سياسية فقد حرص الهندوس على إبعاد شعب كشمير المسلم عن إسلامه وتجهيله به لكي يبقى المسلم بعيداً عن إسلامه ويصبح أداة طيعة في يد المستعمرين الهندوس لتبقى كشمير محتلة خاضعة لهم إلى الأبد.

وقد استيقظ الجهاد الكشميري منذ سنوات بعد أن أدرك الكشميريون أن العالم أجمع في نوم عميق عن قضيتهم وفي شغل شاغل عن مشكلتهم. فانطلق الجهاد الإسلامي على أيدي الشباب المسلم ليسترد حقه السليب.

وقد اطلعت على ما كتبه الشيخان الفاضلان:

د. عبد الله بن محمد الطيار والشيخ سامي المبارك.

عن قضية كشمير في كتابهما بعنوان (جرح في قلب كشمير) وهو أول كتاب اطلعت عليه في هذا الباب وقد أعجبني كثيراً ورأيت أنه صوت الحق انطلق في الوقت المناسب والفرصة الملائمة للتعبير عن المشكلة الكشميرية وإظهار حقيقتها وبيان وفضح الظلم العظيم والمؤامرة المحبوكة المدبرة بمكر شديد وخبث كبير على الشعب الكشميري لكبت أنفاسه وسحق كرامته وخنق حريته التي كان ينعم بها قبل هذا الاستعمار الغاشم الظالم.

وأرجو الله تعالى أن يجزي المؤلفان أحسن الجزاء وأن ينفع بهما المسلمين تمام النفع إنه قريب مجيب وأرجو من الله تعالى أن يحقق النصر المبين لهذا الشعب المسكين إنه قوي عزيز.

                                                                                                  أخوكم

                                                                                        فضل الرحمن خليل

                                                                                 الأمين العام لحركة المجاهدين

 

الجناية الكبرى

عندما أحكم المستعمر الانجليزي^([10]) قبضته في القرن السابع عشر كان الإسلام هو القوة الضاربة في شبه القارة الهندية ولم يتصد للدفاع عن الهند إلا المسلمون وبعد القضاء على قوة المسلمين لجأ الانجليز إلى سياسة معادية للمسلمين تمثلت في الأمور التالية:

1) شجعوا غير المسلمين واجتهدوا في تعليمهم وجعلهم عملاء لهم.

2) حرضوا الهندوس على الإسلام وأهله.

3) حرموا المسلمين من الوظائف بمختلف أنواعها.

4) وضعوا في أذهان الهندوس أن المسلمين الهنود جميعهم غزاة مستعمرون للهند، وأنهم أتراك ومغول.

5) نشروا فكرة أن الدول الإسلامية في شبه القارة الهندية ليست دولاً هندية إطلاقاً.

6) اتبعوا سياسة فرِّق تسد وأوقعوا بين المسلمين والهندوس مما أدى إلى مذابح دامية راح ضحيتها الكثير من أبناء المسلمين وانتهت هذه العداوات والأحقاد والمذابح بتقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين هما الهند وباكستان وذلك عام (1947م) عقب خروج الإنجليز من البلاد وكان مؤسس باكستان هو محمد علي جناح^([11]).

وقد حاول الهندوس أن يجبروا المسلمين على العدل عن التقسيم وارتكبوا من أجل ذلك أبشع الجرائم ضد المسلمين مما جعل المسلمين يكونون أشد حرصاً من ذي قبل على التقسيم واضطر الهندوس والإنجليز مرغمين على النزول عند إرادة المسلمين بالتقسيم. وكان أسـاس التقسيم أن المناطق ذات الغالبية المسلمة تنضم إلى باكستان والمناطق ذات الغالبية الهندوسية تنضم إلى الهند.

وبناء على هذه الاتفاقية كان من المفترض أن تنضم ولاية كشمير المسلمة إلى باكستان لأن سكانها يمثلون 85% من سكان الولاية. إلا أن هذه الاتفاقية لم تتم فما الذي حدث؟ إنّ كشمير بلد مسلم. ولأهله الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم وليس أمامهم إلا حل من ثلاث حلول. طرفان ووسط.

أما الطرف الأول: فهو الانضمام إلى الهند.

والطرف الثاني: الاستقلال عن البلدين كما تنادى به (جبهة تحرير كشمير) العلمانية^([12]) وكلا الأمرين أحدهما مر.

أما الحل الوسط فهو الانضمام إلى باكستان وهو الأمثل بإذن الله تعالى وذلك للأمور التالية:

1_ إن كشمير امتداد حيوي لباكستان.

2_ إن كشمير حدود باكستان الطبيعية.

3_ إن أنهار باكستان الثلاثة تنبع من كشمير.

4_ إن 85% من سكانها مسلمون.

5_ أنها تقع بين ذراعي باكستان فهي بمثابة الرأس والقلب لباكستان.

6_ إن أهل كشمير وهم الأكثرية الساحقة يريدون الانضمام إلى الباكستان^([13]).

 

بداية المأساة

تأسست شركة الهند الشرقية في لندن عام (1600م) لتشتري منتجات الهند رخيصة وتبيعها في أوروبا بأثمان باهظة.

وفي عام (1686م) أعلنت الشركة عزمها على إقامة مستعمرة إنجليزية واسعة في الهند وأنشأت مراكز تجارية في عدة مدن بالهند وبدأت الشركة عملها التجاري في الهند إبان قوة حكم المسلمين وكان الحكام المسلمون ينظرون إلى التجار الإنجليز على أنهم تجار يريدون الكسب المالي فقط. لا أن يكسبوا أرضاً ويستعمرون شعباً وكانت هذه الشركة تعمل ومن ورائها حكومة بريطانيا للحصول على الأرض. وواتتها الفرصة من خلال ضعف حكام المسلمين وانشغالهم بالحرب فيما بينهم. فاستطاعت شركة الهند الإنجليزية أن تضرب الحكام المحليين بعضهم ببعض وتعين بعضهم بالمال والرجال الذين جلبتهم من الغرب ضد البعض الآخر حتى وضعت يدها على معظم ولايات الهند فقام الشعب بثورة جامحة عام (1374هـ) الموافق (1857م) ولكنها كانت متأخرة حيث كان المستعمر الإنجليزي قد أحكم قبضته على جميع مرافق البلاد.

وقبض الإنجليز على آخر ملك مسلم في الهند وهو (سراج الدين بهادر شاه ظفر) ونفوه وعائلته إلى (دانكون) عاصمة بورما، وهكذا انتهى حكم المسلمين في الهند بعد أن دام ثمانية قرون ونصف وتم انتقال الحكم إلى بريطانيا وقد لاقى المسلمون والدعوة الإسلامية من تعنت وعسف المستعمر الإنجليزي الشيء الكثير، ولما رأى العلماء ما حل بدينهم وديارهم عملوا على الاحتفاظ بالدعوة الإسلامية بفتح المدارس الخاصة وتربية بعيدة عن تيار الاستعمار وظلت الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية محتفظة بمكانتها رغم قبضة المستعمر واستمر العهد البريطاني في شبه القارة الهندية حتى اضطر للجلاء عنها سنة(1366هـ) (1947م) وإعلان استقلالها في (15) أغسطس وتسليم الحكم لدولتين جديدتين هما الهند وباكستان^([14]).

ورحل المستعمر وترك جرح كشمير ينزف الدماء الغريزة. ومنذ أن ظهرت الهند إلى عالم الوجود كدولة مستقلة ظهرت معها أطماعها بالاستيلاء على جيرانها والاعتداء عليهم بل إنها تضمر العداء والحقد الدفين لباكستان وتسعى إلى تحطيمها بكل الوسائل والسبل.

 

جغرافية كشمير

حدودها:

تقع ولاية كشمير المسلمة في منطقة استراتيجية كبرى. حيث تقع في الشمال الشرقي من باكستان وكأنها طفلة بين ذراعي أمها ويجاورها الاستعمار الهندوسي من الجنوب الشرقي والصين الشيوعية من الشمال الشرقي والاتحاد السوفيتي من الشمال الغربي وجمهورية باكستان من الجنوب الغربي^([15]).

مساحتها:

تبلغ مساحة كشمير (860.000) ميل مربع وتحتل الهند 63% من مساحتها.

عدد سكانها:

يزيد عدد سكان كشمير على اثني عشر مليون نسمة 85% منهم مسلمون.

وأهلها من عرق غير العرق الهندي إذ أنهم بيض البشرة. طوال القدر، ولغتهم لا تشبه لغة الهنود، كما يمتاز سكان هذه الولاية بالذكاء والفطنة والجد والاجتهاد فكثير من القادة البارزين في شبه القارة الهندية ينتمون أصلاً إلى هذه الولاية ومنهم المفكر الإسلامي الكبير محمد إقبال^([16]).

طبيعتها الخلابة:

تعد كشمير من أجمل مناطق العالم حيث حباها خالقها جمالاً في الطبيعة حيث الحدائق الغناء والبساتين الجميلة ذات الأشجار الباسقة المتعانقة.

ومما يزيدها جمالاً وبهاءً وجود وادي جامو وكشمير إضافة إلى الأنهار الكبيرة كنهر السند وجيلم وجناب التي تنساب إلى باكستان وترويها.

وتمتاز كشمير بطيب المناخ ومن أجل ذلك كله سميت (جنة الله في أرضه)^([17]).

إلا أن هذه الجنة قد عبث بها فساداً من قبل الهندوس فأحرقوا فيها الأخضر واليابس.

موقعها الاستراتيجي:

تقع كشمير في موقع استراتيجي أكسبها أهمية كبرى حيث يقع فيها جبل (سيشين غليشر) الذي يحتل موقعاً استراتيجياً هاماً الأمر الذي جعل الاستعمار الهندوسي يسيطر عليه عام (1985م). ولكن الجيش الباكستاني تمكن بفضل الله من الوقوف في جهة.

كما يمر لا بكشمير (الطريق الحريري) الوحيد بين باكستان وبين الصين الشيوعية.

وتنبع من كشمير الأنهار التي تعتمد عليها الزراعة والصناعة في باكستان. وتعد كشمير بلداً زراعياً بالدرجة الأولى حيث يزرع بها أنواع متعددة من الزروع كالأرز والقمح والذرة والزعفران كما تزخر جبالها وأوديتها بالمعادن كالحديد والكروم والفحم والذهب والرصاص إلا أن معظمها لم يستثمر بسبب أوضاع البلاد^([18]).

العهد الإسلامي في كشمير:

بدأ العهد الإسلامي في كشمير في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي حيث أسلم ملكها البوذي (رينجن شا) وسمى نفسه (صدر الدين) وأسلم معه الكثير من رجالاته وسكان المنطقة.

واستمر الحكم الإسلامي فيها إلى عام (1819م) حيث استولي عليها السيخ.

وفي عام (1846م) سيطر الاستعمار البريطاني على الولاية ثم باعها المستعمر لطائفة (الدوجره) الهندوسية. وذلك مقابل مبلغ ضئيل قدره سبعة ملايين ونصف مليون روبية أي قد بيع النفر الواحد بسبع روبيات. وهذه الصفقة لبيع الولاية لم تكن لها أي مكان من النواحي الدستورية أو الأخلاقية^([19]).

النزاع حول كشمير:

من المعلوم أن تقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين مستقلتين هما باكستان الإسلامية والهند العلمانية، كان طبقاً لخطة التقسيم القاضية بأن كافة المناطق التي يشكل فيها المسلمون الأغلبية تكون لباكستان وأن كافة المناطق التي يشكل فيها الهندوس الأغلبية تكون للهند.

فعلى ضوء هذه الاتفاقية كان من المفترض انضمام كشمير إلى جمهورية باكستان الإسلامية.

إلا أن الاستعمار الهندوسي الذي وافق على هذه الاتفاقية لتقسيم البلاد حسب الظاهر لم يوافق عليها في الباطن. وقد صرح بهذا مؤسس الاستعمار الهندوسي المعاصر جواهر لآل نهرو خلال حديثه مع دبلوماسي بريطاني عام (1946م) حيث قال: (نحن سنقوم بالموافقة على مطالبة السيد/ محمد علي جناح لإقامة دولة باكستان المستقلة ولكن سنقوم فيما بعد بإيجاد السبل التي ستجعل قادة هذه الدولة يأتون إلينا ويطالبون بالانضمام للهند)^([20]).

بداية الاحتلال الهندوسي لكشمير:

ذكرنا فيما سبق أنه بناءً على اتفاقية التقسيم. كان من المفترض أن تنضم ولاية كشمير إلى باكستان باعتبار أنها ولاية ذات أغلبية مسلمة. إلا أن هذا لم يحصل.

فما الذي حدث؟ لقد كان يحكم ولاية كشمير المهراجا^([21]) غلاب سنج رغم أنه هندوسي والولاية غالبيتها من المسلمين.

وقد اتخذ هذا الحاكم إجراءات معينة كشفت عن حقيقة نواياه بعدم رغبته للانضمام إلى باكستان. ولا غرابة في ذلك فكيف ينضم تحت حكم جمهورية إسلامية وهو كافر وكان يريد الاستقلال بنفسه بحيث لا ينضم إلى إحدى الدولتين.

وعندما أدرك المسلمون في ولاية جامو وكشمير عن حقيقة نوايا حاكم البلاد بعدم رغبته في الانضمام إلى باكستان بناء على اتفاقية تقسيم شبه القارة الهندية. في هذه الأوضاع القاسية نشأت حركة التحرير لولاية جامو وكشمير بقيادة مؤتمر مسلمي ولاية جامو وكشمير وكانت تستهدف من أول يوم إنقاذ هذه الولاية المسلمة من براثن الملك الهندوسي (هري سنغ) وانضمامها إلى باكستان الإسلامية. وذلك في 19 يوليو عام (1947م).

كما قرر الشباب في تلك الولاية القيام بالجهاد لتحرير بلادهم، وحصل لهم ما أرادوا بفضل الله تعالى ثم بفضل جهودهم وجهادهم حيث حرروا جزءاً غير قليل من الولاية فتأسست الحكومة الحرة لولاية جامو وكشمير في 24 من أكتوبر عام (1947م)^([22]).

 

فرار ملك الولاية

على أثر حركة الجهاد التي قام بها مؤتمر مسلمي كشمير وتحريرهم لجزء منها.

قام ملك الولاية بالفرار إلى الحكومة الهندية ووقع معها اتفاقية تقضي بضم كشمير إلى الهند وذلك في 27 أكتوبر عام (1947م).

ـ أعلن المهراجا الالتحاق بالهند وأعلنت الحكومة الهندية بعد ترحيبها بهذا الالتحاق إرسال قوة عسكرية لحماية كشمير مما حدا بالحكومة الباكستانية إرسال قوة أيضاً ونشبت بين القوتين حرب طاحنة. ثم توقف القتال بعد أن استولت الهند على المساحة الكبرى من كشمير وفي عام (1956م) أعلنت الهند أن ما استولت عليه من كشمير يعتبر أرضاً هندية.

ورفضت باكستان ذلك وتجدد النزاع مرة أخرى عام (1965م) واستولت الهند على ثلثي كشمير وبقي الثلث تحت عنوان (كشمير آزاد) أي كشمير الحرة^([23]).

 

بطلان اتفاقية المهراجا مع الهند

يتضح بطلان اتفاقية المهراجا (هري سنج) مع الحكومة الهندية بشأن انضمام كشمير إلى الهند من الوجوه التالية:

أولاً: كانت هذه الاتفاقية تتنافى مع قرار تقسيم شبه القارة إلى دولتين مستقلتين: الهند وباكستان، وهذا القرار قد وافقت عليه كلتا الدولتين.

ثانياً: كما كانت هذه الاتفاقية تتعارض مع رغبات أغلبية سكان الولاية أي المسلمين الذي قد اتخذوا قرار انضمام الولاية إلى باكستان وكانوا يبذلون جهدهم لأجل ذلك.

ثالثاً: إن الملك الهندوسي (هري سنغ) الذي وقع هذه الاتفاقية لم يكن حاكماً شرعياً للولاية، وذلك لأن اتفاقية (امر تسر) لعام (1846م) والتي قد أصبحت أساساً للسيطرة الغاشمة لهذه العائلة على الولاية لم تكن اتفاقية شرعية على الإطلاق.

رابعاً: وقبل تلك الاتفاقية وقع الملك اتفاقية لإبقاء الوضع كما كان (STAND STILL AGREEMENT) مع باكستان، فلهذا لم يكن له الصلاحية أن يوقع أية اتفاقية مع أية دولة أخرى في هذا الصدد قبل إعلان إلغاء تلك الاتفاقية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الملك قد وقع هذه الاتفاقية بعد أن كان قد فقد السلطة على الولاية لفراره من العاصمة فلذا لم تكن أية صلاحية شرعية لتوقيع هذه الاتفاقية.

ونظراً لهذه الوجوه والأوضاع يمكننا أن نقول بكل صراحة أن هذه الاتفاقية بشأن انضمام ولاية جامو وكشمير المسلمة إلى الاحتلال الهندوسي لم تكن لها أية قيمة من النواحي الدستورية والقانونية والخلقية، وحتى الاحتلال الهندوسي نفسه أيضاً كان يعرف هذه الحقيقة جيداً.

فلهذا نراه قد وعد الشعب الكشميري المسلم بأنه سيقوم بإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية. وإليكم نص ما كتبه الحاكم العام للهند إلى الملك الهندوسي للولاية حين توقيع اتفاقية الانضمام في 27 أكتوبر عام (1947م).

(وفقاً لسياستنا، إذا أصبحت مسألة انضمام ولاية ما من المسائل الخلافية يرجع فيها إلى رأي الشعب، فإن حكومتنا ـ بشأن مسألة انضمام ولاية جامو وكشمير إلى إحدى الدولتين ـ تريد أن تحل بالرجوع إلى الرأي العام فور إعادة الأمن والاستقرار في الولاية).

(إننا تعهدنا أن نسحب قواتنا العسكرية من كشمير بعد عودة السلام إليها على الفور، وأن نترك مواطنيها ليمارسوا حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، وهذا التعهد لا نعلنه أمام حكومتكم فحسب بل نعلنه أمام أهالي كشمير وأمام العالم كله).

ومع الأسف الشديد فإن هذه الاتفاقية الماكرة قد اتخذها الاستعمار الهندوسي الغاشم وسيلة لإرسال جيشه للسيطرة على الولاية. والتحق هذا الجيش الملك الهندوسي في الولاية ليشرك معه في مهمة قتل المسلمين وهتك أعراضهم، كما أعلنت الحكومة الهندوسية بأن الذين يرغبون في الهجرة إلى باكستان وتزويدهم بالسيارات الحكومية، ولهذا عليهم أن يجتمعوا في مكان واحد.

ولكنهم عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عليهم النار فاستشهد حوالي نصف مليون من المسلمين، أما الذين تمكنوا من الوصول إلى باكستان فقد بلغ عددهم حوالي نصف مليون أيضاً.

وجدير بالذكر أنه قبل بداية إطلاق النار تم القبض على آلاف من النساء المسلمات الشابات لهتك أعراضهن، وكان ضمن هؤلاء الشابات المسلمات ابنة القائد المؤسس لحركة تحرير كشمير/ شودرى غلام عباس. وبعد وصول الجيش الهندوسي المحتل إلى الولاية بدأت الحرب المباشرة بين المجاهدين وبين الجنود الهندوس، وكان المجاهدون في تلك الحرب يحملون الأسلحة العادية وبعضهم كان بدون سلاح بينما كان الجيش الاستعماري الهندوسي المسلح بأحدث أنواع الأسلحة الأوتوماتيكية. ومع ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى تعرض الجيش الاستعماري الهندوسي للهزيمة على أيدي المجاهدين^([24]).

ومنذ ذلك الحين وبعد أن رفضت الحكومة الهندوسية حق تقرير الشعب الكشميري شرعت في تدمير البلاد واستخدمت أشكال الاضطهاد من تعذيب نفسي وبدني واستغلال اقتصادي ومنع من أبسط الحقوق الإنسانية.

ومع بداية عام (1990م) اتخذت الحكومة الهندية إجراءات مشددة لإنهاء جهاد الشعب الكشميري حيث استخدمت الأسلحة الفتاكة بكل أنواعها دون أدنى شفقة أو رحمة وقتلت آلاف الأبرياء، وقامت قواتها باغتصاب العديد من النساء وأحرقت مئات المساكن والممتلكات واعتقلت آلاف الشباب وهدمت المساجد، وفرضت حالات الطوارئ طوال الليل والنهار حيث تستمر أحياناً لمدة أسبوعين حتى أنّ الأمهات لا يستطعن الخروج من أجل الحصول على حليب أطفالهن مما أدى إلى وفاة مئات الأطفال.

 

موجز عن العمليات الإجرامية الوحشية

للجيش الهندوسي الغاشم

في ولاية جامو وكشمير المسلمة

منذ يناير1990م حتى أبريل عام 1991م

1- عدد الشهداء من مسلمي كشمير رجالاً ونساءً وأطفالاً على أيدي الجنود الهندوس 21.490شهيداً.

2- عدد الجرحى من الرجال والنساء والأطفال 20.000 جريحاً.

3- عدد الطلاب الذين قد حرقوا أحياءً في مدينة كبواره في 1من أكتوبر (1990م) 200 طالباً.

4- عدد المسجونين من الشباب المسلم في زنزانات التعذيب 17.000شاباً.

5- عدد المسجونين من الرجال والنساء والأطفال في السجون ومراكز التفتيش 50.000 سجيناً.

6- عدد المسلمين الذين قد حرقوا أحياء في بيوتهم 418مسلماً.

7- عدد المهاجرين الذين هاجروا إلى كشمير الحرة 20.000 مهاجراً.

8- عدد الموظفين المسلمين الذين قد عزلوا عن وظائفهم بلغ الآلاف.

9- عدد النساء المسلمات اللاتي قد هتكت أعراضهن جماعياً بلغ الآلاف.

10- عدد النساء المسلمات اللاتي قد وجدت جثثهن في نهر جهلم بعد هتك أعراضهن 200 امرأة مسلمة.

11- عدد المسلمات الشابات اللاتي استشهدن بسبب هتك أعراضهن جماعياً 104 امرأة مسلمة.

12- عدد النساء الحوامل اللاتي قد وضعن قبل الموعد بسبب هتك “أعراضهن جماعياً 53 امرأة مسلمة.

13- عدد النساء الحوامل اللاتي متن خلال عملية الولادة بسبب عدم العناية والعلاج 204 امرأة مسلمة.

14- عدد الأطفال الذين قد ماتوا بسبب عدم التغذية والعلاج 225 طفلا.

15- عدد البيوت والدكاكين التي قد حرقت بالبنزين والبارود في مساكن المسلمين 20.000 بيتاً ودكاناً.

16- عدد المستشفيات والمدارس والكليات التي قد حرقت بالبنزين والبارود500.

17- عدد الأنعام التي قد حرقت حيةً 1.000 مليون دولاراً.

18- قيمة الحبوب الغذائية التي قد حرقت 1.000 مليون دولاراً.

190 قيمة البساتين والغابات التي قد حرقت 1.000 بليون دولاراً.

  

الغزو الهندوسي الفكري لكشمير

يقول أبو الأعلى المودودي:

إن المستعمرين الغربيين لو سلبوا أموالنا سلباً، ونهبوا ثرواتنا المادية نهباً، وقتلونا تقتيلاً، وأبادوا أولادنا عن بكرة أبيهم، ودمروا بيوتنا تدميراً، لما كان هذا الظلم أشنع نوعاً وأشد قسوة وأفدح نتيجة من الظلم الذي اقترفوه نحونا ببث سموم حضارتهم المادية، وثقافتهم الإلحادية، وأخلاقهم المنهارة في مجتمعنا… ثم إن المستعمرين الغربيين أنشئوا في الشعوب الإسلامية ـ طبقاً لخطتهم المرسومة ـ جيلاً جديداً يجهل الإسلام بمعظم تعاليمه السامية وعقائده الأساسية وشرائعه السمحاء وتاريخه المجيد وتقاليده الذهبية من ناحية ومن ناحية أخرى قد صبغ من جهة عقليته وأسلوب تفكيره إلى طبائع الأشياء في القوالب الغربية المادية ثم بدأت تتولد من هذا الجيل المتفرنج أجيال متعاقبة كان كل لاحق منها أبعد تمسكاً بالإسلام من سابقه وأكثر اندفاعاً وراء الحضارة المادية وأشد شغفاً بالثقافة الغربية وأخلص إيماناً بفلسفة الغرب للحياة الإنسانية وقد بلغ هؤلاء من الانهزام الفكري مبلغه حيث عادوا يعتبرون التحدث بلغتهم القومية وصمة عار في جبينهم بينما يعتبرون التحدث بلغة الفاتحين مفخرة من المفاخر وكأن جبين أحدهم يندى بسبب كونه من أفراد المسلمين.

بينما المستعمرين كانوا متعصبين لدينهم المسيحي ومعتزين باعتناقه، وكان كذلك المتفرنجون من المسلمين يفتخرون بمروقهم عن الدين واستهتارهم بأحكامه ويكيلون لتقاليدهم الذهبية كل سبة ويعتبرون كل ذلك وسيلة لازدياد كرامتهم وعلو مكانتهم وارتفاع شأنهم في المجتمع بينما احتفظ الفاتحون الغربيون بكرامة تقاليدهم البالية المبتذلة، واعتصموا بحبل عقيدتهم الواهية^([25]).

نعم إن الغزو الفكري والثقافي أشد وأشنع من الغزو العسكري لذلك حرص المستعمر حين دخوله البلاد الإٍسلامية أن يصاحب غزوه العسكري غزو ثقافي فكري، حتى، إذا ما خرج من البلاد الإسلامية ترك آثاره وبصماته وأفكاره في البلاد المستعمرة. وهذا ما حصل لكثير من البلاد الإسلامية التي دخلها المستعمر البغيض وما فتئ أعداء الله يسعون إلى تقويض بنيان الإسلام بكل السبل والوسائل يقول القس زويمر في كتابه الغارة على العالم الإسلامي.

إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتين مزية هدم ومزية بناء أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه ولو بدفعه إلى الإلحاد وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه ومع الأسف الشديد لقد استطاع المستعمر أن ينجح في غزوه الفكري في البلاد التي لم يغزها عسكرياً.

وأما عن الغزو الفكري لكشمير:

فقد وصل المستعمر الهندوسي على قناعه تامة بعد جهاد عام (1965م) بأنه مهما بذل من جهود لا يمكن له أن يستمر في سيطرته الغاشمة على الولاية إلا إذا تمكن من القضاء على روح الإسلام في روح أبنائه وتحويل الشخصية الإسلامية إلى شخصية هندوسية. ولتحقيق هذا الهدف الشنيع قرر المحتل  الغاشم أن يبعث وفداً سياسياً إلى الأندلس ليدرس المخططات التي استخدمها الاحتلال المسيحي للقضاء على الإسلام والمسلمين في الأندلس وهذا الوفد كان يترأسه خبير سياسي كبير من الهندوس اسمه (دي، بي، دهر) وبعد عودته من الأندلس قدم تقريراً مفصلاً عن المخططات التي قد استخدمها الاحتلال المسيحي للقضاء التام على الإسلام والمسلمين ثم عين هذا الخبير السياسي سفيراً للهند في الاتحاد السوفيتي، فتقدم بتقرير آخر عن المخططات التي اختارها الاحتلال السوفيتي للقضاء على الإسلام والمسلمين في الولايات الإسلامية في آسيا الوسطى.

وعلى ضوء هذين التقريرين قام الاستعمار الهندوسي باختيار استراتيجية للقضاء على الإسلام والحضارة الإسلامية  في الولاية، ومن أهم الأساليب التي اختارها الاستعمار الهندوسي حسب هذه الاستراتيجية الجديدة لذلك الهدف الشنيع ما يأتي:

1) تغيير المنهج التعليمي ووضع منهج هندوسي يشتمل على المعتقدات الهندوسية الوثنية من ناحية وفلسفة وحدة الأديان من ناحية ثانية، وأخيراً تدريس الفلسفات الغربية.

2) تحويل المعاهد التعليمية إلى أوكار لنشر الإباحية والفساد الخلقي.

3) تشجيع الزواج بين المسلمين والهندوس لإيجاد جيل مسلمٍ بالاسم هندوسياً عقيدة وفكراً.

4) إباحة الخمور وترويجها على حساب الدولة في أنحاء الولاية.

5) تجريد اللغة الأردية والكشميرية من الألفاظ العربية للقضاء الصلة بين الجيل الناشئ وكتاب الله.

6) بث الخلافات الطائفية بين المسلمين.

7) استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر الإباحية والفاحشة والأفكار الهندوسية.

8) ترويج حركة تحديد النسل بين المسلمين لتحويل الأغلبية الإسلامية إلى أغلبية هندوسية.

9) طمس معالم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في الولاية وذلك لتغيير شخصية الولاية الإسلامية.

10) إنشاء قيادة مصطنعة عميلة تكون وسيلة لتنفيذ هذه المخططات الاستعمارية الخبيثة في الولاية. وللقضاء على الجهود في سبيل الدعوة والجهاد لتحرير الولاية^([26]).

 

الجهاد سبيل العزة

الجهاد في سبيل الله هو سبيل العزة والكرامة، فبه تعلو راية الإسلام وتحطم الأصنام ويدحر البغي والطغيان وبه تصان الأعراض والأموال والأنفس والديار.

وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا، وكم من ذل مر بأمة الإسلام بسبب ترك هذه الفريضة.

وإن الهدف الأسمى من الجهاد في سبيل الله هو تعبيد الناس لله رب العالمين وحده لا شريك له، وكيف تتحقق العبودية والمسلم يصد عن الإسلام ليفتتن عن دين الله لذا قال سبحانه وتعالى العليم الخبير: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}^([27]).

ويقول جل وعلا: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}^([28]).

ويقول سبحانه: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}^([29]).

ويقول جل وعلا: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}^([30]).

والمعنى فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لاستولى الكفار على المسلمين فخربوا معابدهم وفتنوهم عن دينهم. فدل هذا على أن الجهاد مشروع لأجل دفع الصائل والمؤذي ومقصود لغيره^([31]).

ومن منطلق الآيات السابقة التي تبين أهمية الجهاد في الإسلام أدرك إخواننا الكشميريون أنّ لا عزة لهم ولا كرامة إلاَّ بالجهاد في سبيل الله ورفع رايته إذ لا خلاص لهم ولا فكاك من شر الهندوس المستطير إلا به. فمضوا على بركة الله في سبيل الجهاد يحدوهم الأمل بخلاص ديارهم ورد حقهم السليب من الهندوس الغاصبين الذين حرقوا بيوتهم وقتلوا ذويهم وهتكوا أعراض نسائهم واستباحوا حرماتهم.

 

بداية الجهاد الكشميري

منذ أن أعلن المهراجا هنري سنغ رفضه للانضمام إلى باكستان وفقاً لاتفاقية تقسيم الهند عام (1947م) قام الشباب في ولاية جامو وكشمير بالجهاد الإسلامي الذي يستهدف تخليص بلادهم من براثن الملك الهندوسي وقد حققوا بعض ما أرادوا حيث حرروا ثلث البلاد تحت عنوان كشمير الحرة.

في عام (1990م) بدأت حركة جهاد منظمة في كشمير وكان لانسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان بعد هزيمة مخجلة على أيدي المجاهدين الأفغان من ناحية ولأطفال الحجارة في فلسطين من الناحية أخرى أثر كبير في دفع حركة الجهاد الكشميري ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك حركات جهادية إسلامية متعددة في كشمير أكبرها (حزب المجاهدين) الذين ينتمي إليه 75% من مجموع المجاهدين وهو يمثل الجناح العسكري للحركة الإسلامية في كشمير.

وقد توحدت بفضل الله تعالى جميع الحركات الجهادية أخيراً تحت اسم (الاتحاد الإسلامي لمجاهدي كشمير)^([32]).

الانجازات التي حققها الجهاد الكشميري في مواجهة الغزو العسكري والفكري:

لقد استطاع الجهاد الكشميري أن يحقق كثيراً من الانجازات المثمرة ولله الحمد نذكر منها ما يلي:

1) لقد ترك أكثر من ستين ألف من الشباب المسلم عملهم ودراستهم وانضموا في صفوف المجاهدين.

2) إتحاد المنظمات الجهادية كما ذكرنا تحت اسم (الاتحاد الإسلامي لمجاهدي كشمير).

3) استطاع المجاهدون أن يحققوا كثيراً من الانتصارات خلال عملياتهم الجهادية ضد الهندوس وعملائهم في الولاية ومنها القضاء على المراكز الاستراتيجية للجيش الاستعماري الغاشم وقتل الجنود الهندوس مما كان له أثر كبير في خفض الروح المعنوية لدى الجنود الهندوس.

4) اتحاد المنظمات السياسية والدينية والجهادية باسم (حركة تحرير كشمير).

5) إغلاق مراكز الخمور ودور السينما ومحلات الفيديو والملاهي فلا يوجد شيء من ذلك مع نهاية عام (1989م).

6) قررت النساء المسلمات التزامهن بالزي الإسلامي والحجاب الشرعي.

7) وفي المجال الدولي تبذل الحركة العالمية لتحرير كشمير المسلمة جهوداً للحصول على التأييد العالمي لإجبار الهند على إجراء استفتاء الشعب الكشميري لتقرير مصيره.

8) إنشاء المدارس والمعاهد والكليات الإسلامية النموذجية في أنحاء الولاية وذلك لمواجهة الغزو الفكري والحضاري الهندوسي.

9) الاهتمام بنشر الدعوة الإسلامية بكل الوسائل والسبل.

10) إنشاء القرى الإسلامية النموذجية لتكون نموذجاً حياً للمجتمع الإسلامي^([33]).

موقف بطولي:

في الرابع والعشرين من شهر يناير عام (1990م) قام المجاهدون الكشميريون بهجوم على قيادة قوات الشرطة في مدينة سري نجر عاصمة الإقليم المحتل: بسبب قرار (حزب بهاريتا جناتا الهندوسي)^([34]).

حيث نظم هذا الحزب مسيرة حاشدة ضمت أكثر من 50 ألف شخص بالحافلات والعربات والدراجات البخارية من جنوب الهند وحتى مدينة سري نجر بهدف رفع العلم الهندي هناك احتفالاً بإعلان يوم الدستور في الهند وعندما علم مجاهدون كشمير بقرار حزب (بهارتيا جانتا الهندوسي) أصدروا بيناً عاماً حذروا فيه النظام العسكري الحاكم في كشمير من مغبة الإقدام على رفع العلم الهندي بمدينة سري نجر ولكن الحزب لم يهتم بهذا التحذير وبينما المسيرة كانت تواصل تقدمها إلى كشمير اتخذ المجاهدون قرارهم بتدمير القيادة العامة للبوليس والتي تتكون من ثلاثة طوابق وسط العاصمة سري نجر وأسفرت هذه العملية البطولية عن قتل ثمانية من كبار الضباط إلى غير ذلك من الإصابات ورد الله الهندوس لم ينالوا خيراً ولم يقوموا بمسيرتهم^([35]).

ممارسات الهند الإجرامية للقضاء على الانتفاضة والجهاد:

هذا الذي ذكرناه جعل الاستعمار الهندوسي الغاشم يقوم كالمجنون للقضاء على هذه الحركة المباركة ويأتي بالإجراءات الإجرامية ضد الشعب على هذه الحركة المباركة بصفة خاصة، ومن هذه الإجراءات الإجرامية تنفيذ أحكام حظر التجول في أكثر من (20) مدينة في الولاية، وتسليم هذه المدن إلى الجيش، وطرد مندوبي الجرائد والمجلات العالمية من الولاية، وإيقاف الجرائد والمجلات المحلية، وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والولدان من المسلمين ومنع وصول المواد الغذائية والأدوية وزج المسلمين في السجون، حيث يتعرض السجناء في الزنزانات إلى أشد ألوان التعذيب وإطلاق النار العشوائي على الشعب المسلم الذي يطالب الاستعمار الغاشم بإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية ومن مظاهر إجرامهم أيضاً السماح للجيش الهندوسي الغاشم الموجود في الولاية بالدخول إلى بيوت المسلمين وهتك أعراض المسلمات جماعياً وهن يصرخن بأعلى أصواتهن (واإسلاماه، واإسلاماه).

ومما يذوب له القلب كمداً وألماً أن الجنود الهندوس يقومون بهتك أعراض النساء المسلمات جماعياً ثم يقطعون أثديتهن وأيديهن ويرمون جثثهم في الأنهار فكان خلال الأشهر الماضية أن جثث مئات من النساء المسلمات قد وجدت في نهر (جهلم) الذي يمر من كشمير المحتلة إلى كشمير الحرة.

وتفيد الأنباء التي ترد من ولاية جامو وكشمير المحتلة أن الاستعمار الهندوسي يواصل عدوانه الآثم باتخاذ عديد من الإجراءات التعسفية الجديدة لقمع الانتفاضة والجهاد في الولاية، ومنها حل الجماعة الإسلامية والسياسية بولاية جامو وكشمير المحتلة والمنظمات الإسلامية والسياسية الأخرى، والقبض على قادة الجماعة الإسلامية وآلاف المنتمين إليها، وعلى رأسهم زعيم حركة التحرير الأستاذ السيد (علي الجيلاني، ومصادرة مطبعة الجماعة الإسلامية وممتلكاتها وتنفيذ حكم الطوارئ منذ يونيو عام (1990م) الذي يسمح للجنود الهندوس أن يحرقوا مساكن المسلمين ومتاجرهم والمساجد والمداري في أنحاء الولاية^([36]).

 

فصول من المعاناة

لقد تعرض الشعب الكشميري المسلم لأسوأ أنواع التعذيب والاضطهاد على أيدي الهندوس الحاقدين انتقاماً من دين الله قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}^([37]). وإن اللسان ليعجز عن الوصف والبيان لصور المأساة والمعاناة، وإن القلم لو استطاع أن ينزف بدل الحبر دماً لما تأخر.

وسنعرض فيما يلي فصولاً من المآسي المحزنة التي تقطع نياط القلب وتذيب شغافه إن كان في القلب إسلام وإيمان. وقد حدثنا البروفيسور أليف الدين الترابي شخصياً عن صور محزنة مماثلة للصور التي نعرضها.

صور التعذيب العامة:

وقفنا على وثيقة بعنوان:

(نظرة خاطفة من داخل مراكز التعذيب التي أقامتها التحقيقات الهندية، وحالة أوضاع التعذيب التي يتعرض لها المأسورون الكشميريون الذين وقعوا في قبضة السلطات الهندية) وقد كانت الوثيقة باللغة الإنجليزية وترجمت إلى العربية. وإليك أخي المسلم بعض ما في هذه الوثيقة:

أولاً: لقد سعت الحكومة الهندية إلى عزل منطقة الجامو وكشمير عن بقية العالم ومنعت الصحافة العالمية من دخولها كما لم تسمح لمنطقة العفو الدولية أو الصليب الأحمر بإرسال. مندوبيها لتقصي الحقائق والممارسات الوحشية التي يرتكبها الجيش الهندي ضد المسلمين في كشمير.

ثانياً: تقوم قوات الجيش وزبانيتها بأبشع جرائم القتل الجماعي وإبادة الأبرياء من شعب كشمير كما تقوم بأبشع صور التعذيب كقطع الأطراف والحرق بالنار والحديد وإليك بعض الممارسات الوحشية والتعذيبية:

أ_ يجري اغتصاب النساء أمام عوائلهم كما يجري الاغتصاب الجماعي لهن.

ب_ يجري كسر عظام الشباب والأطفال أمام عوائلهم.

ج_ يتعرض المعتقلون في مراكز الاعتقال والاستجواب إلى الضرب والتعذيب والصدمات الكهربائية ومس الأجساد العادية والأماكن الحساسة بالحديد الساخن.

د_ إزالة الأظافر ورش الحامض فوق الجسد العاري وغمس الأذرع والسيقان في الماء الساخن الذي بلغ درجة الغليان كما يتم إرغام المعتقلين بالسلاح أن يتبولوا ويقضوا حاجتهم في محل أكلهم وشربهم.

هـ_ يتم اعتقال أعداد من الشباب وزجهم في السجون بدعوى الإرهاب.

 

جولة في السجون

إن ما حدث للمسلمين في سجون الهندوس ومراكز تعذيبهم أمر يشيب له رأس الوليد. ويكاد الإنسان لا يصدق ما يذكر عن أساليب تعذيب المسلمين هناك. ولكن سيزول هذا الشك وستزول علنية إمعاناً في الحقد والكراهية.

وقد نقلت أحد الصحف المحلية تحت عنوان:

الهندوس ينظمون عرضاً للمسلمات العاريات في مدينة سوبور وذكرت أن الهندوس مارسوا جرائمهم الوحشية ضد المسلمين ولكن الجرم الأعظم أنهم قاموا بتصوير جريمتهم بالفيديو. ويتساءل المرء عن سبب إحضار أجهزة الفيديو في موقع الجريمة. إذ أنه في حالة وقوع هذه الأجهزة في يد الشرطة فإنها تشكل شهادة إدانة للمجرمين.

ونقول ما الذي يخشاه الهندوس من فعل هذه الجريمة وغيرها وحامي الدار منهم.

ولك أن تعلم بأن السلطات الهندوسية تمنع كل وسائل الإعلام من الوقوف على ما يحدث للمسلمين في كشمير إلاّ ما كان خفية وقد قام نفر من الأخوة من أبناء كشمير في يوليو عام (1990م) بزيارة سجون مختلفة فرأوا وسمعوا على لسان المعتقلين ما يشيب له رأس الرضيع.

وإليكم هذه الصور المؤلمة على لسان من عاش فصولها واكتوى بنارها:

* عبد العزيز شيخ:

قبضت عليه قوات الشرطة الاحتياطية المركزية في 3 يوليو (1990م) وقد تم تعذيب خلال عملية الاستجواب حتى كسرت قدماه.

* محمد يوسف خان، وحبيب الله بير:

تم القبض عليهما مع آخرين بواسطة قوات الجيش في 20 مايو (1990م) وتعرضوا للتعذيب النفسي حيث جردوا من جميع ملابسهم وعروا بحضور أهل القرية من النساء

ووضعت الأخشاب مرات متكررة في أصلابهم.

* إلطاف محمد مالك:

تم القبض عليه لحوالي عشرين يوماً ووضع في غرفة الاستجواب وأجبر على أن ينام على الأرض ومن ثم وضعت عليه اسطوانة غاز حمولتها 20كيلو جرام يتم تحريكها على جسده.

* غلام نبي راجا:

يقول إنه بخلاف أعمال التعذيب فقد تعرض للضرب المبرح بلا أدنى رحمة أو شفقة بسيور مراوح السيارات كل يوم داخل المركز كما أنه تعرض للصعقات الكهربائية عدة مرات.

* علي محمد أها نقر:

توفي في السجن بسبب الوحشية والتعذيب الذي تعرض له في مراكز الاستجواب.

* المجاهد غلام الدين:

فقد السمع نتيجة التعذيب الشديد كما أصيب باهتزاز في عقله مما أصابه بالتخلف فيه نتيجة العذاب النفسي والبدني.

* المدعو كوباورا:

كانت توضع وقدماه لعدة أيام في ماء مثلج وفجأة يتم وضع اليدين والقدمين في ماء مغلي الأمر الذي سبب له (غرغرينا) من جراء التعذيب الوحشي.

هذه بعض الروايات التي يذكرها أصحابها لما يتعرض له المسلمون الكشميريون في السجون ومراكز الاستجواب ناهيك عن الأوضاع العامة الأليمة بالسجون ومنها ما يلي:

* الاعتداء الجنسي الفاضح من قبل الحرس.

* تردي الأوضاع الصحية للمسجونين: فبعضهم يعاني من التهاب حاد في العيون

وبعضهم يعاني من مشاكل في صدره وبعضهم في بطنه وبعضهم في المسالك البولية إلى غير ذلك من الأمراض والآلام.

* انبعاث الروائح الكريهة من المسجونين: لانعدام العناية في كل الجوانب وانبعاث الروائح الكريهة من نفس زنزانة التعذيب.

* يسمح للمعتقلين الخروج مرة واحدة لمدة دقيقة لغسل وجوههم والتبول في مكان نظيف بحيث لا تسقط قطرة واحدة من البول على الأرض.

* لا يسمح للمعتقلين برفع الأذان ولا بالصلاة نفسها فعندما رفع أحد المعتقلين ويدعى عبد المجيد باب الأذان تعرض لضرب مبرح.

* يتم إطعام المجاهدين القليل من الأرز الملوث بكمية كبيرة من الحشرات.

وفي الجملة يتعرض المسلمون إلى أبشع أنواع التعذيب في سجون كشمير فهم يعاملون معاملة مقترفي الجرائم ويتعرضون في السجن لأعمال وحشية شنيعة من وضع الحديد المحمى بالنار على أجسادهم وصب الحامض الحارق عليها، كما يتم إطلاق النار على الجرحى منهم كما يتم إجبارهم تحت تهديد السلاح من قضاء الحاجة والتبول وهم لم يأكلوا شيئاً ولم يشربوا شيئاً.

حوادث الوفاة أثناء عمليات الاستجواب:

1) هلال أحمد ابن محمد سلطان تربالي:

يبلغ من العمر 22 عاما ألقي القبض عن طريق القوات الهندية ووضع في مركز الاستجواب وقد تعرض جسمه للتشويه حيث كانت إحدى أذنيه مفقودة وظهرت على جسمه آثار الحروق حين تم تسليم جثته لأقربائه.

2) عبد الرزاق:

ألقي عليه القبض عن طريق القوات الهندية ومات خلال عملية الاستجواب وتم تسليم جثته إلى أهله وكانت إحدى عينيه مخلوعة وعضلات فخذه مقطوعة كما شق

شدقيه إلى أذنيه.

3) مايختا خان ابن عبد الرحمن خان:

أخذ معسكر الشرطة بتاريخ 3 يونيو (1990م) وفي اليوم التالي لقبضه مات وتم تسلميه إلى سلطات المستشفى وكان سبب الوفاة شرخ في جمجمته.

والحوادث كثيرة اكتفينا بذكر هذه النماذج. دليلاً على الوحشية والحقد المتأصل في نفوس الأعداء.

هتك الأعراض:

صور من مآسي الاضطهاد والتعذيب والاعتداء الذي يقوم به الجنود الهندوس ضد المسلمين في كشمير، ذكرت مجلة كشمير المسلمة^([38]) تحت عنوان تقارير من الصحف الهندية بقلم البروفسور أليف الدين الترابي.

المدن والقرى في كشمير كلها تشهد وتشاهد حوادث الاغتصاب وهتك الأعراض من قبل أفراد الجيش أمراً داخلاً في مهمة الجيش الرسمية. بل لعلها تعتبرها عاملاً مهماً لاضطهاد المسلمين وإذلالهم على أيدي الجنود وأسلوباً مفيداً لإلقاء الذعر في قلوب الشعب الكشمير.

وأذكر على سبيل المثال أن ثلاث شقيقات من حي (لال بازار) بمدينة سري نجر عاصمة الولاية قد أخذن إلى ثكنات الجيش وقام الجنود بهتك أعراضهن ليومين كاملين. وحدث في قرية (تريكام) في محافظة (كبواره) قبل أيام قام الجنود بمحاصرة القرية ثم دخلوا البيوت وقاموا بهتك أعراض النساء جماعياً حتى كبيرات السن.

وحدث في قرية (تنجوار) في نفس المحافظة أن قام الجنود بهتك عرض فتاة تبلغ من العمر 18 سنة جماعياً ثم قطعوا لحم أحد خديها بأسنانهم حتى فقدت وعيها لهذه العملية الإجرامية.

وفي قرية (ليدروا) علقت بنت عمرها 18 سنة في شجرة من رأسها ونالت صعقات كهربائية حتى أُغمي عليها ثم ضربت مرة أخرى وهي لم تعد إلى وعيها.

وفي قرية (شوكيبل) من نفس المحافظة قبض الجنود على رجل وزوجته ثم أخذوها إلى الثكنة وعلقوا الرجل في شجرة ثم قاموا بهتك عرض زوجته أمام عينيه جماعياً حتى فقد الرجل وعيه وكذلك زوجته.

وفي قرية (بالي بوره) في نفس المحافظة ويعيش في هذه القرية أربعون أسرة وهي تقه على حدود كشمير المحتلة وكشمير الحرة وقد كان أهالي القرية يعيشون في هدوء واطمئنان وفي تاريخ 10 أغسطس عام (1990م) وصلت إلى القرية 12 فتاة من القرية المجاورة (بازي بوره) وورائهن العسكريون الذين ضربوا الرجال في قرية بالي بوره ضرباً مبرحاً ثم أجبروا الفتيات على الوقوف في طابور ليختاروا منهن الجميلات وصغيرات السن وتقول السيدة ساجدة وعمرها 50 سنة وكانت تشاهد ذلك الحادث المؤلم: حيث تقول رأت 8 إلى 10 رجال كانوا يزنون بامرأة واحدة جماعياً وقد ضربوها ضرباً مبرحاً لأنها كانت تحول بينهم وبين ابنتها.

وتقول إحدى الفتيات من قرية (بازي بوره) أنه هتك عرضها وكان الجنود قد قتلوا زوجها وشقيقها أمام عينها قبل هتك عرضها.

وقد ذكر أمير حزب المجاهدين الشيخ صفي شيئاً من وسائل القمع الذي يمارسه الهندوس ضد إخواننا المسلمين في كشمير: يقول سوف أذكر بالأرقام حقيقة المأساوي الذي يعيشه شعبنا في وطننا المحتل ففي العام الماضي فقط انتهكت أعراض 2900 سيدة وفتاة تحت إرهاب السلاح على يد الجنود الهنود وقد ألقي بالمسلمات الكشميريات أحياء في نهر جلم وبين الحين والآخر تطفو جثثهن في عرض النهر.

قتلت القوات الهندوسية أكثر من 22 ألف كشميري أكثرهم بالحرق أحياء في منازلهم.

جرح أكثر 50 ألف من الشباب خصوصاً وأصيب أكثرهم بعاهات مستديمة.

سجن 67 ألف كشميري حيث يتعرضون لعمليات تعذيب وحشية على يد قوات الهندوس.

وقد بلغت وحشية هذه القوات حداً بعيداً في تعاملهم مع النساء بالسجون حيث تنتهك الأعراض وتبقر بطون الحوامل وقد أقدمت العديد من الفتيات على الانتحار بعد اغتصابهن.

وأخطر ما لفت النظر هذه الأيام أن القوات الهندية لم تعد تتردد في حرق عشرات المنازل المجاورة لبعضها إذا ما شكت في وجود مجاهدين في هذه المنازل وهي تمارس نفس السياسة التي يمارسها اليهود في فلسطين المحتلة بل أبشع منها وقد بلغ عدد المنازل التي أحرقت ما يزيد على 20ألف منزل  ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فلمزيد من التضييق ولمزيد من الحصار تقوم القوات الهندية بحرق بساتين وحقول الكشميريين وقد بلغت السماحة المحروقة ما يزيد على ألاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية بما يقدر بمئات الملايين من الدولارات^([39]).

هذه نماذج من الصور المأساوية التي تتكرر ضد المسلمين في كشمير على أيدي الهندوس الذين فتحنا لهم قلوبنا وديارنا ومؤسساتنا وبيوتنا أتينا بهم ليعملوا معنا في جميع المجالات وهم أعداء ألداء للإسلام والمسلمين {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً}^([40]) إنهم أخطر علينا من اليهود، والغريب في الأمر لو قلت لأحد المسلمين أترضى أن يعمل طباخاً يهودياً في بيتك أو سائقاً أو عاملاً لأخذته النخوة ورفض هذا الاقتراح لأن اليهود يقتلون في فلسطين وفي المقابل يرضى بأن يعمل السيخي أو الهندوسي الذي يقتل إخوانه في كشمير وغيرها يرضى بأن يعمل لديه. سبحانك يا ربي هذا بهتان عظيم، أما تعلم أن الهندوس واليهود يعملون في بوتقة واحدة هي الحرب على المسلمين وأن بينهما تحالفاً دنساً ضدنا في جميع المجالات.

 

صرخة من مسلم كشميري

في سجون الهندوس

وصلتنا هذه الرسالة تروي معاناة أحد مسلمي كشمير على أيدي الهندوس وأساليبهم الوحشية في القبض على مسلمي كشمير وتعذيبهم ونحن ننشرها كما وردت دون تصرف لتكون نداء إلى الضمير العالمي حتى يتحرك لنصرة مسلمي كشمير وقد قام بترجمتها الأخ (ميرزمان كشميري).

يا معشر الناس في هذا الكون اسمعوا قصتي مع إمساك زمام قلوبكم وانظروا كيف يلعب الحيوان الهندوسي المفترس تحت الزي الإنساني في كشمير المحتلة، أنا رجل عادي ولكني من مسلمي كشمير المثقفين رجعت بعد أن تحملت جزاء المذنب البريء، كنت بين أهلي وعيالي في بيتي حين حاصر الجنود الهندوس منزلي من كل الأطراف ذاعت شائعة (كريك داؤن) (عملية انهيار القرية) المعروف لدى الكشميريين منذ بدء الانتفاضة. في لحظات غير بعيدة دخلت فرقة من قوات الأمن الحدودية في بيتي كأنهم حيوانات مفترسة جاءت من الغابة.

وكنت الوحيد من الرجال في البيت أردت الفرار لإنقاذ حياتي ولكن وجدت العافية في إلقاء القبض عليّ لما رأيت الأسلحة في أيديهم أخرجوني من البيت ثم وضعوا رباطاً على عيني وربطوا يدي خلف ظهري. أما زوجتي وابنتاي التي تبلغ إحداهما 14 سنة من عمرها والأخرى 11 سنة وابني 8 سنوات بدؤوا يصرخون لما رأوا هذا المشهد ولكن لم يقدروا على الخروج من خوف الوحشية. أدخلوني في الشاحنة بعد أن غطوا عيني وربطوا يدي والشاحنة كانت مليئة بشباب كشمير والصراخ والأنين يمزقان نياط القلوب. والجنود يسبونهم ويعيبونهم ويضربونهم بأطراف البنادق.

فجأة علت صرخة مؤلمة حين ضربت جمجمة شاب كشميري مسلم بساق البندقية ضربة شديدة. فسقط على ظهره مغمى عليه فضحك الجنود وارتفعت قهقهاتهم لأنهم كانوا يتمتعون بهذا النوع من التعذيب. كانت الشاحنة تتوجه إلى مقرها المجهول كان لزاماً علينا تحمل ضربات البنادق كان هؤلاء الظالمون يمشون أحياناً على أجساد الناس ويدوسون أجسامنا بأحذيتهم. وقفت الشاحنة بعد مضي ساعات قليلة وبدأنا ننتظر مصيبة جديدة ولم نستطع التعرف على مكان تواجدنا إلا بعد سماع أزيز الطائرات فعرفنا أننا بجوار مطار (سري نجر) كانت أيدينا مربوطة وعيوننا مغطاة فكيف ننزل من الشاحنة؟ هذا ما كنت أفكر به حين ضربني أحد الجنود بقدمه من وراء ظهري فسقطت على كومة من الناس ثم تتابع سقوط الآخرين علينا.. أثناء سقوطي شعرت أن فمي به حصاه ملح وقد خدر تماماً.

ونقلت في هذه الحالة إلى غرفة وجدت أنني فيها وحدي. لما استعدت وعيي أخرجت من فمي حصاة الملح ولكن وجدتها سناً من أسناني فما كان ذوق الملح في الفم إلا الدم الذي خرج بسبب نزع السن. لأن الإصابات كانت شديدة. وفجأة ضرب أحد الجنود بساق البندقية على رأسي فساد الظلام في عيوني ثم وقعت على الأرض فاقد الوعي ولما أفقت وجدت رجلين أحدهما يمسكني من يدي والآخر يمسك قدمي… ونثروا في عيني مسحوق الفلفل الحار.

فبدأت انتفض من شدة الألم. طلبت شربة من الماء ـ لوجه الله ـ فقيل لي: (اقرأ كلمة التوحيد ثم افتح الفم) فقرأت (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ثم فتحت فمي ولكن بال أحدهم في فمي دون الماء. ثم علقوني من رجلي إلى سقف الزنزانة والصرخات كانت ترتفع من كل المكان. وشممت رائحة احتراق اللحم إذ كانوا يطفئون السجائر في جسد أحد السجناء وهو ينادي بصوت عالي الله. الله فقط والجنود يستفسرون منه أين ابنك يا حمار؟ والشيخ يتضرع إليهم بقوله: ابني لم يعد منذ سنين لا أعلم شيئاً عنه أنا والد لأربع بنات لله ارحموني، والوحوش يقهقهون ويتمتعون بتعذيبهم إياه. ثم قالوا له: هل يأتي لنا ببناتك لو أطلقنا سراحك؟ ثم ضرب أحدهم الشيخ بقدمه فسقط الشيخ مغمى عليه ثم انبعثت رائحة احتراق الشعر. فكان الظالمون يحرقون لحية الشيخ ولما أخذت النار تحرق وجهه أطفأها أحدهم ببوله!! إلى الآن كنت معلقاً وأشعر بأن الدم كله يتجمع في رأسي حتى كاد رأسي أن ينفجر ولما أفاق الشيخ من الإغماء طلب الماء للوضوء فقال أحدهم له: قم وتوضأ بالبول يا حمار!

ثم تقدم الوحوش إلى شيخ آخر وقالوا له: يا حمار لقد قتل ابنك ولو سلمت إلينا ابنتك لأطلقنا سراحك، ثم بصقوا على وجه الشيخ واحد تلو الآخر وفجأة مزق أحدهم لباس الشيخ وبدؤوا يجرون سوءته بملقاة وكانوا يسألونه: أين (سلاح) ابنك؟ وتركوني ثلاثة أيام معلقاً. وبعد الثلاثة أيام انتقلوا بي إلى مكان آخر. الأعين مغطاة والأيدي مربوطة كما سلف بعد الوصول إلى هناك عرفت أنني وصلت إلى مركز التفتيش المشهور بالعقوبات الشديدة (هري نواس) وعندما دخلت إلى هذا المركز أمر أحدهم عملاءه الوحشيين بضربي فبدؤوا يمارسون همجيتهم ويوجد هنا شتى أنواع الإرادات منها:

أولاً: غرفة للمخابرات بانديت (قبيلة هندوسية).

ثانياً: غرفة للشرطة المركزية الاحتياطية.

ثالثاً: غرفة لقوات الأمن الحدودية.

رابعاً: غرفة للجيوش العسكرية.

خامساً: غرفة لقوات المخابرات المركزية.

سادساً: غرفة للمنظمة التخريبية.

عرضنا أمام عشرة مراكز مختلفة منها ما ذكرت آنفاً وكل مركز كان يجبرنا على التوقيع على التقارير بعد الإجراءات اللازمة منها العنف والتشدد مع إن الأعين لا ترى ما في التقارير.

كان الشاي والطعام يقدمان إلينا في آنية مغطاة بالغائط والبول. وكنا نتناول كل شيء مكرهين ومضطرين. ونقلنا إلى مركز التفتيش الآخر. هنا أزيل رباط عيوننا. ثمانون شاباً كانوا يعانون من العقوبات العنيفة في عشر غرف، ومساحة كل غرفة متر مربع واحد.

لا يستطيع الإنسان أن يحرك يده أو رجله. ولم يكن بها أي نافذة للهواء ومعظم المعتقلين كانوا يقضون حوائجهم من الغائط، في أحذيتهم. أما ماء الشرب فيقدم إلينا القليل منه في الصباح والمساء، ولما لقيت بعض الشباب الذين مرّ عليهم سيف العنف في مراكز التعذيب وجدت أن تهمتهم هي التبرع بالدم للجرحى فقط.

وبعد أيام غطيت عيوننا ثانية ونقلونا إلى قاعدة عسكرية وكانت الأيدي مربوطة إلى الظهر والأحذية قد خلعت واللباس قد جرد. هناك وجدنا أحد الشيوخ الكشميريين الذي يتجاوز عمره الستين عاماً قد جرد من ملابسه حتى اضطر إلى الجلوس استحياء وكان يؤتى به جراً لتعذره عن المشي بسبب التعذيب الشديد وكان الجنود يضربونه بأقدامهم أيضاً ثم نقلنا بالطائرة إلى مدينة (جامو) وكنا ثلاثين شاباً. بعد الخروج من المطار وصلنا إلى مركز التفتيش حيث كانت جماعة من الجنود الهندوس في انتظارنا. وهنا حدّث عن التعذيب ولا حرج.

لقد ألقونا في الحافلة ونحن في حالة إغماءة شديدة. وأفقنا حين مررنا في سوق جامو والجنود يصبون علينا البول والغائط والماء الفاسد. وازدحمت هنا جماعة من (البانديت) وبصقوا علينا وهم ينادون بأعلى الصوت: (مبروك التحرير، خذوا الحرية، ذوقوا لذة التحرير..) بعد ذلك وصلنا إلى مركز تعذيب في جامو.

وواجهنا أشد أنواع التعذيب. لأول وهلة كوّوا أجسامنا بقضائب متأججة وأدخلوا شموع مشتعلة في بطون الشباب وكانوا يدحرجون الأسطوانات الثقيلة على أجسادنا. ومن أنواع التعذيب أنهم كانوا يجرون الأجفان والألسن. والشفاه وشعر اللحى بملقاط. ثم جاؤوا بكثير من الزعماء السياسيين. ورأيت أيضاً فتية كشميريين ناضري الوجوه لا تزيد أعمارهم عن ست عشرة سنة وعشرين يعصر الدم من خلال سراويلهم وهؤلاء الأبرياء قد واجهوا بربرية قوم لوط.

بعد مضي شهر كامل تركوني في أحد شوارع (سري نجر) في ظلام الليل البارد سلبوا مني النقود وساعة اليد عندما ألقوا القبض عليّ ولذلك بتّ الليلة الباردة في أحد المساجد ووصلت البيت في اليوم التالي. لما وصلت البيت عرفت أن أحد أقاربي قد استشهد وأكثر الشباب قد ألقي القبض عليهم والنساء المسلمات اغتصبن وانتهكت أعراضهن وسمعت أن كثيراً منهن ألقين بأنفسهن من سطوح المنازل حفاظاً على أعراضهن وخلال عملية انهيار القرية دخل الجنود في البيوت ونهبوا وسلبوا ما فيها ثم أتلفوا ما بقى من متاع وأكرهوا الأطفال على مسح هتافات الحرية من على الجدران بألسنتهم.

ويتضح من هذا كله أن دعايات الحكومة الهندية بأنها حكومة ديمقراطية دعايات كاذبة ظهرت حقيقتها للعالم. وما قضية إهدار حقوق الإنسان في كشمير إلا دليل واضح على هذه الديمقراطية الدموية؟!

فأين من ينادون برعاية حقوق الإنسان؟! فيا من يحب الإنصاف على وجه الأرض! هل يصل إليكم صوتي؟ هل تسألون الحكومة الهندية. ماذا يريد أهل كشمير؟ ولماذا لا يعطون حق تقرير مصيرهم^([41]).

ما فعل الإسلام في شرقه  ***  من أجل كشمير وفي غربه

يستنجد بنا الجرح صارخاً  ***  فنمسك الأيد عن رأيه^([42])

 

الجبهة العلمانية

هناك حركة علمانية تعمل في كشمير اسمها (جبهة تحرير كشمير).

وهذه الجبهة العلمانية تختلف في أهدافها وغاياتها عن الاتحاد الإسلامي لتحرير كشمير الذي يهدف إلى تحرير كشمير من أيدي الهندوس الغاصبين ومن ثم الانضمام إلى الباكستان.

يقول أليف الدين الترابي: (إن الهدف الأساسي للجهاد هو إنقاذ كشمير المسلمة من براثن الاستعمار الهندوسي لتتمكن من الانضمام إلى باكستان الإسلامية ليتكون من باكستان وكشمير دولة إسلامية واحدة تكون حصناً قوياً للإسلام في هذه المنطقة^([43]).

أما (جبهة تحرير كشمير) العلمانية القومية والتي يتزعمها أمان الله خان. فإنها تهدف من تحرير كشمير الاستقلال التام عن كل من الهند وباكستان.

ولا شك أن لهذه الفكرة الخبيثة أبعادها الخطيرة لما يترتب عليها من مفاسد عظيمة ضد المسلمين في الولاية.

ومن هذه المفاسد ما يلي:

1) إلغاء حق الاستفتاء للشعب الكشميري الذي يمثل المسلمون فيه نسبة 85% والنتيجة الحتمية للاستفتاء انضمام كشمير إلى الباكستان لتكون قوة إسلامية متحدة.

2) ضياع جانب من المكاسب التي أحرزتها القضية الكشميرية على المستوى الدولي والإسلامي والشعبي والتي تصب جميعها في اتجاه حق تقرير المصير للشعب الكشميري.

3) لو سلمنا بفكرة الاستقلال ونجحت الجبهة العلمانية في تحرير كشمير وهذا أمر بعيد المنال فما الذي سيحدث بعد ذلك؟

إن أي نظام قادم سيكون ضعيفاً لا تربطه بباكستان أي صلة، وسيظل هذا النظام في أحضان الهند خاصة وأن الجبهة علمانية^([44]).

4) إن فصل مستقبل ولاية جامو وكشمير عن الإسلام ومن ثم عن باكستان يؤدي إلى تمزق الولاية بأكملها ويسبب الاختلافات العرقية واللغوية الأمر الذي سيوقد نار التنافر والحرب المدمرة فيما بينهم.

5) إن الهند وهي تعتبر كشمير جزاءً لا يتجزأ منها وأنها لا تسلم بقضية التنازع هذه فإن من الخطر أن نفتح ملفاً وباباً جديداً لأن كل هذا سيكون في صالح الهندوس 100%^([45]).

وأخيراً نقول إن الأبعاد خطيرة ومدمرة وراء الجبهة العلمانية المطالبة باستقلال كشمير عن الهند والباكستان. ومما يؤكد خبث هذه الجبهة العلمانية ما يلي:

قيام جبهة تحرير كشمير بتحرشات وأعمال تخريبية تستهدف النيل من باكستان وكشمير.

حيث قامت الجبهة العلمانية بمغامرة عبور خط الهدنة الفاصل بين باكستان والهند حيث أن الاتفاق بين البلدين ينص على عدم السماح لسكان كشمير الحرة والمحتلة بعبور خط الهدنة لأن العبور يعد انتهاكاً لوقف إطلاق النار وبالتالي فإن أي تحرك تقوم به الجبهة من الجانب الباكستاني لاجتياز خط الهدنة تجاه كشمير سوف يعطي كل المبررات القانونية لإعلان الحرب على الباكستان^([46]).

 

الحلف الدنس^([47]).

هناك كثير من التحالف منها ما يكون ظاهراً للعيان ومنها ما يكون خفياً ومن أمثلة ذلك التعاون الهندي الإسرائيلي ضد العالم الإسلامي في كثير من المجالات التي تحدد في أهدافها ومراميها فتاريخ الهنادكة في الهند يشبه تاريخ اليهود في فلسطين فكلاهما جاء البلاد مرتزقاً باغياً ثم طمع بالأرض التي استولى عليها ويعتقد الهنادكة كما يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار ويرى الهنادكة مثل اليهود أن الغاية من الزواج نسل الأولاد^([48]).

1) المجال العسكري:

فبين الهند وإسرائيل تعاون وثيق فيس المجال العسكري ويجري التعاون بين الدولتين بانسجام تام.

وقد كان انتصار إسرائيل على البلدان العربية في حرب حزيران عام (1967م)، واغتصاب اليهود لمساحات واسعة من الأراضي العربية مصدر اغتباط الهندوس وفرحهم الكبير إلى حد لا يوصف وقد صرح وزير الدفاع الهندي سوران سينج في المجلس النيابي معبراً عن إعجابه بإنجاز القوات الإسرائيلية المسلحة وقال: إننا حريصون على معرفة كيف تمكنت إسرائيل من تعبئة جميع قواتها في غضون أقل من أربع وعشرين ساعة وبطريقة أدت إلى نتائج إيجابية مؤكدة^([49]).

2) المجال النووي:

بين الهند وإسرائيل تعاون جاد ونشيط في المجال النووي. فعندما أرادات الهند أن تتوسع في برنامجها النووي طلبت المساعدة من إسرائيل وكانت إسرائيل تواجه مشكلة افتقارها إلى المادة الخام اللازمة لتشغيل المفاعل هذا في حين كانت الهند تمتلك أكبر مخزون في العالم من مادة عنصر الثوريوم ولهذا فالبلدان كانا بحاجة إلى بعضهما البعض وكانت هذه الحاجة دافعاً لهما على الاستفادة المتبادلة^([50]).

3) العلاقات الدبلوماسية:

يرجع تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى حين اعتراف الهند بإسرائيل وقد عبر عن ذلك زعماء الهند في عدة مناسبات منها ما عبر عنها نهرو بقوله: (إنّ حكومة الهند قد قررت منح اعترافها لحكومة إسرائيل). وقد عبرت أنديرا غاندي عن اعترافها بإسرائيل أمام حشد من اليهود في 25 نيسان عام (1962م)، في مدينة تورونتو حيث قالت إن سياسة الهند تجاه إسرائيل قد أسيء فهمها بقد كان غير مريح لبلدينا فقط لا غير أن نتبادل السفراء وذلك نظراً للموقف العربي ولمشاعر المسلمين في باكستان القنصلية الإسرائيلية في الهند.

لقد استطاعت القنصلية الإسرائيلية في الهند أن تحقق ما تعجز عنه السفارات فهي قاعدة لعمليات نشيطة لكن بهدوء وتكتم شديدين^([51]).

4) المجال الاقتصادي:

هناك تبادل تجاري بين الهند وإسرائيل فكل منهما يصدر للآخر الفائض عن حاجاته ولذا فالهند منفس كبير لإسرائيل.

5) المجال الاقتصادي:

هناك تبادل تجاري بين الهند وإسرائيل فكل منهما يصدر للآخر الفائض عن حاجاته فالهند منفس كبير لإسرائيل.

6) المجال الاجتماعي:

بعد تأسيس القنصلية الإسرائيلية العامة في بومبي بوقت قليل عمدت إلى إنشاء جمعيات ومؤسسات مختلفة متعددة لغرض التأثير على الرأي العام في الهند.

وفي الجملة هناك حلف وتواطؤ وتعاون خبيث بين إسرائيل والهند في جميع المجالات ضد الإسلام والمسلمين.

 

اعتراض وجوابه

قد يقول قائل ما علاقة الحلف الدنس بين إسرائيل والهند بقضية كشمير.

والجواب على ذلك نقول:

إن الدهشة لتملك كل ذي بصيرة وهو يرى المسلمين وهم يفاضلون بين أعدائهم فيكيلون بمكيالين ويزنون بميزانين فينظرون إلى إسرائيل على أنها ألد أعدائهم والأمر كذلك والله. كما قال عنهم ربنا تبارك وتعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا…}^([52]). ولكن المحزن حقاً أنك تجد هؤلاء المسلمين يمدون يد الصداقة للهندوس ويتعاطون معهم ويأتون بهم إلى ديارهم وكأنهم نسوا أن الكفر ملة واحدة.

وما علم هؤلاء أن الهندوس أشد خطر وأعظم خبثاً على المسلمين. كيف لا وأفعالهم بإخواننا المسلمين شاهدة بذلك.

أخي المسلم. كم يبلغ عدد اليهود في الأرض؟

إنهم لا يتجاوزون العشرين مليون نسمة.

بينما يبلغ عدد الهندوس أكثر من خمسمائة مليون نسمة فلم نعادي اليهود ونمد يد الصداقة للهندوس الحاقدين وكلاهما أعداء وكلاهما وجهان لعملة واحدة.

فيجب أن نعي جيداً أن الهندوس ينتظرون اليوم الذي يستعبدون فيه المسلمين جسداً وروحاً، وها هم يسعون لاقتطاع السند وبلوشستان مما تبقى من أراضي باكستان وبالتالي وضع أيديهم كاملة على الأراضي الباكستانية.

كما أن هناك قوات كوماندوس إسرائيلية تدرب الهندوس على كيفية تقتيل المسلمين وتحريق بيوتهم مثلما يفعلون مع إخواننا في فلسطين المحتلة^([53]).

وقد صرح وزير الدفاع الهندي شيردبوار أن دولة إسرائيل قد وافقت على تدريب الجنود الهنود على فنون حرب العصابات لمواجهة العمليات الانفصالية في كشمير والبنجاب الشرقية^([54]).

ومن بنغلاديش:

قتل الجيش الهندي الذي كان يقوده يهودي عشرة آلاف عامل مسلم بعد انتصاره على جيش باكستان عام (1971م) وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية وموظفي الدولة. وسجن خمسين ألف من العلماء وأساتذة الجامعات وقتل ربع مليون مسلم هندي هاجروا من الهند إلى باكستان الشرقية^([55]).

وقد كانت الهند وراء انفصال بنغلاديش عن باكستان لإضعافها وشرذمتها^([56]).

وبعد ما سبق هل عرفت أخي الكريم لماذا نلفت انتباهك إلى الحلف الدنس الصامت بين الهند وإسرائيل رغم أن هذا الحلف لم يعد صامتاً الآن فقد فاحت رائحته وانكشفت سوءته وحتى تطمئن أكثر وتدرك خطورة هذا الحلف إليك هذه المقتطفات على لسان زعماء الحلفاء من اليهود والهندوس:

1_ (إني أنظر إلى الهند كموطني الثاني)

(موشي ديان) (الستيمتان) دهلي 18 تشرين 1968م

2_ (وعلى شعب إسرائيل أن يعلم أن آلافاً من الهنادكة هم معهم في نضالهم البطولي) (ك، أس، بهاتيا) رئيس اتحاد شباب السيخ لعموم الهند^([57]).

3_ على الهند أن تضع يدها يوماً على العالم الإسلامي.

الجنرال دت سنغ من الجيش الهندي^([58]).

4_ سياسة الهند نحو العرب ليس مبعثها الحب والمودة بل هي نتيجة لاعتبارات عديدة تهدف إلى خداع العرب وغشهم. عضو البرلمان كلمات

من تصريح له في البرلمان الهندي في 17 نيسان 1964^([59]).

 

اعرف عدوك

توجد في الهند ديانات خرافية كثيرة. كلها عدوة للإسلام وكما قال القائل:

كل العدوات قد تُرجى مودتها  ***  إلا عداوة من عاداك في الدين

ولا يسعنا عبر هذا الكتاب ذكر جميع الديانات الهندية الخرافية ولكن سنقصر الحديث عن طائفتين من أشهر الطوائف الهندية وهما:

الهندوسية والسيخية وهاتان الطائفتان تحملان في طياتهما حقداً دفيناً للإسلام والمسلمين وسنبين حقيقة حقد كل طائفة.

الهندوسية

وتسمى الهندوكية وهي غير البوذية.

تعتبر الديانة الجمهرة العظمى في الهند، وهي تقوم على أساس الطبقة، ولا يعرف في تاريخ أمة من الأمم نظام طبقي جائز مثل نظام الهندوسية فهم يقسمون المجتمع إلى أربع فئات:

1_ البراهمة: وهم طبقة الكهنة ورجال الدين.

2_ الكشترية: وهم رجال الحرب والكشتري قد يكون جندياً أو أميراً أو موظفاً أو إدارياً أو ما شابه ذلك.

3_ الويشية: وهم الذين يعلمون بالزراعة والتجارة وتربية المواشي.

4_ الشورية: وهم فئة الخدم^([60]).

 

حقيقة الديانة الهندوسية

تعتبر الديانة الهندوسية خليط من المعتقدات الخرافية والعادات المنافية للفطر السليمة. وهم فرق متعددة ذات عقائد مختلفة بل متنافية متناقضة. والديانة الهندوسية ديانة معقدة للغاية. وقد أراد الهندوس أنفسهم أن يجدوا تعريفاً خاصاً بهم فلم يجدوا وأخيراً وبعد تفكير طويل استقر رأيهم على التعريف التالي: (إن كل من يسكن الهند ويعبد البقر فهو هندوكي)^([61]).

وللبقر في حياة الهنادكة قداسة عظيمة فهي معبودهم الأول، لذا حرص الهنادكة على قداسة البقر لأنها الجامع الوحيد والرابط المتين الذي يجمع بين الهنادكة مختلفي العقائد، ودفعوا عن البقرة دفاعاً مستميتاً لأنهم بزعمهم إذا تركوها تفككت عرى وحدتهم^([62]). ولا غرابة أن ترى الرابطة التي تربط الهندوس هي البقرة.

فحين نقرأ رأي أحد كبار زعماء الهندوس وهو (المهاتا غاندي) الذي كتب تحت عنوان “أمي البقرة” يقول: (وأمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة وجوه، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين، وتطلب منَّا خدمات طول العمر نظير هذا، ولكنَّ أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائماً ولا تطلب منا شيئاً مقابل ذلك سوى الطعام العادي، وعندما تمرض الأم الحقيقة تكلفنا نفقات باهظة وأما أمنا البقرة فلا نخسر عليها شيئاً ذا بال، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون، أنا لا أقول هذا لأقلل من أهمية الأم، ولكن لأبين السبب الذي دعاني لعبادة البقرة. إنَّ ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة وأنا واحد من هؤلاء الملايين)^([63]).

 

المنبوذون في الهند

وهم لا يدخلون ضمن التقسيم الطبقي الآنف الذكر رغم أنهم سكان الهند الأصليون ويسمون زنوج الهند. وقد حرمهم المجتمع الهندوسي حقوق الإنسان، ولم يسمح لهم باعتناق الدين الهندوسي وتركوا في حياة بدائية مريرة، ولا يزالون يعانون مرارة النظام الهندوسي الجائر حتى اليوم. فالحرف الحقيرة وقف عليهم، ودور العلم لم تفتح لهم إلا القليل منها.

وقد دفع هذا الوضع برؤسائهم أن يهددوا باعتزال الهندوس والدخول في مجتمعات أخرى مما جعل حدة المعاملة تخف.

فأصدرت الحكومة الهندية من قوانين المساواة التي حسنت أوضاعهم بعض الشيء^([64]).

ولا يعرف تاريخ العالم نظاماً أشد قسوة واستهانة بشرف الإنسان من النظام الطبقي الذي اعترفت به الهند دينياً واجتماعياً^([65]).

 

الديانة الهندوسية

قد يقول قائل ما علاقة معرفة الديانة الهندوسية بالقضية الكشميرية، وللإجابة على هذا السؤال نطرح سؤالاً أيضاً فنقول:

ما سبب الخلاف الناشب بين الهند وبين باكستان وكشمير؟

أليس الخلاف دينيا وعقائدياً؟ بلى والله.

فالخلاف بين الهند وبين جيرانها المسلمين ليس خلافاً عارضاً بل هو خلاف بعيد الغور ضارب أطنابه في قلوب الهندوس الذين يريدون القضاء على كل ما هو إسلامي في شبه القارة الهندية بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، والهندوس لا يغفرون للمسلمين شيئاً واحداً ألا وهو أن الدين الإسلامي بنقائه وصفاته وسماحته قد جلب إليه ويجلب اليوم الملايين من البشر.

فالهندوس يقولون لكل مسلمي الهند إنكم أيها المسلمون من أصل هندوسي فإما أن تعودوا إلى دين آبائكم وأجدادكم وإما أن ترحلوا عن الهند وبذلك نعلم أنه لا مجال للمحبة والسلام بين الهندوس والمسلمين.

 

الخطر القادم

* الهندوس وعداؤهم المستميت ضد مسلمي الهند خاصة ومسلمي العالم عامة:

إن عداوة الهندوس ليست قاصرة على المسلمين في كشمير فحسب. إن عداءهم عام لجميع المسلمين عامة وفي الهند خاصة فالهنادكة يضمرون الحقد والكره للمسلمين في الهند وهذا جزء من عقيدتهم الهندوكية الجارية في دمائهم. فهم ينظرون إلى المسلمين على أنهم مغتصبين غصبوا أرضهم وأجبروا الملايين من الهندوس على الإسلام وقد كان هذا العداء قبل الاستقلال وظهر بشكل واضح وصريح بعد الاستقلال.

ففي الفترة ما بين الأعوام (1847م_ 1965م) قتلت القيادة الاشتراكية الهندية أعداد كثيرة من النساء.

وفي عام (1961م) قامت منظمتا (بانج سنغ) (رشتر سنخ) بقيادة مستشارين شيوعيين من روسيا بإكراه مائتي امرأة مسلمة على خلع ثيابهن، ثم إجبارهن على السير في شوارع المدينة عاريات ثم اغتصابهن وهتك أعراضهن أمام المتفرجين الهندوس وأصدقائهم الشيوعيين وشرع الهندوس أمام البوليس الحكومي الاشتراكي في إلقاء النساء المسلمات في النار الواحدة تلو الأخرى بين الضحك والسخرية^([66]).

والخطر العظيم الذي يخطط له الهنود ضد المسلمين هو هندكة المسلمين.

وتحت ظل الظروف القاهرة والقاسية التي يعيشها المسلمون في الهند من جهة فإن إخوانهم من المسلمين في أقطار العالم في غفلة عن نصرتهم من جهة أخرى مما يبعث اليأس في نفوس إخوانهم من المسلمين في الهند وسلخهم من دينهم اتبعت الحكومة الهندية طريقين:

الأول: القضاء على التعليم العربي والإسلامي والأردو بحث ينشأ المسلم وهو لا يعرف شيئاً عن دينه.

الثاني: جعل المسلم يعيش في محيط هندوكي بحيث لا يرى من مظاهر الإسلام شيئاً فيتراخى رويداً رويداً حتى يصبح هندوكياً من غير أن يشعر.

وقد اتخذ بعض المسلمين منذ الآن وتحت ضغط الهندوس أسماء هندوسية لكي يتسنى لهم كسب قوتهم وكثير من البنات تزوجن من هندوس طوعاً أو كرهاً)^([67]).

ورغم ما بذله المسلمون في عهودهم من تسامح مع الهندوس إلا أن الهنادكة قابلوا هذا التسامح بكل عداء فما كادوا يرون أفول نجم الإمبراطورية المغولية واستيلاء الإنجليز على البلاد حتى انصبوا على المسلمين يقتلونهم ويسومونهم سوء العذاب.

 

الهندوس والصراع حول مسجد بابري

الخلفية التاريخية لبناء المسجد:

تم بناء مسجد بابري عام 1528م على يد السيد مير باقي بيك الطشقندي حاكم أحد الولايات أيام الملك المغولي بابر.

فعندما تغلب الملك بابر على الملك اسكندر لودهي عام 1526م أمر ببناء هذا المسجد تخليداً لهذه الذكرى. وبقي هذا المسجد يصلي فيه المسلمون طيلة قرون حتى عام 1885م ولم يكن هناك نزاع حول هذا المكان طوال هذه السنوات الطويلة.

ولكن الحكومة البريطانية التي تولت الحكم في الهند بعد المغول عملت جاهدة لإيجاد التفرقة بين المسلمين والهندوس تنفيذاً لسياستها البغيضة فرق تسد وروجت أن المسجد بني على أنقاض معبد هندوسي لإلههم راما ولكن لا يوجد أي دليل تاريخي يؤيد هذه الدعوى فلذلك ردت المحكمة هذا الإدعاء عام 1885م.

ولكن الهندوس المتعصبون نهضوا مرة أخرى عام (1943م) وهاجموا المسجد.

وفي عام (1949م) من شهر ديسمبر تمكن بعض الرهبان الهندوس من تسلل إلى داخل المسجد ونصبوا صنماً لإلههم راما وعلى مرور الأيام بدأ الهندوس يقومون بعبادتهم داخل المسجد بكل حرية.

بقي الأمر كذلك والمسلمون بالهند يناشدون الحكومة لأداء واجبها لتحقيق العدالة في القضية^([68]).

 

من هو راما ؟

سخيفة تلك العقول الهندوسية التي جعلت من البقر معبوداً وألهاً، إن لإله راما الذي يزعم الهندوس أن المسلمين بنوا المسجد البابري على أنقاض معبد له، ما هو في الحقيقة إلا أسطورة خيالية كتبت وصدقها الهندوس واستماتوا في الدفاع عن الإله الأسطورة الخيالية راما، وهذا ما أكدته مجلة كشمير المسلمة في أحد أعدادها وقالت:

الإله المزعوم راما هو الشخصية المحورية لأسطورة رامايانا التي ألفها فالميكي أحد الرواة الهندوس. وراما هو ابن داشاراس ملك باناراس. وداشاراس والد راما هو زوج لثلاث نساء بالإضافة إلى المئات من العاهرات. وطبقاً لأسطورة رامايانا فإن معظم حياة راما كانت في الدفاع عن زوجته سيتا من مخاطر الشيطان رافان.

وعندما نُفي راما إلى أحد الغابات وبرفقته زوجته سيتا، ظهر سوكريفان في شكل غزالة وحاول خداع الإله رام. ورغم أن رام إله إلا أنه لم ينج من خداع سوكريفان. وحتى يتمكن راما من استعادة زوجته من الشيطان رافان، ناشد الإله راما هانومان ـ وهو إله في شكل قرد ـ على أن يساعده في أن يعيد له زوجته في مقابل قيام الإله رام بقتل أشقاء هانومان قبل بدء هانومان في مهمته.

أمضى هانومان اثنى عشر عاماً حتى يخلص زوجة الإله رام من رافان على الرغم من أن رافان الشيطان خطف زوجة الإله رام وطار بها إلى سيرلانكا في يوم واحد وتقول أسطورة رامايانا أن الإله رام رغم زواجه بسيتا، إلا أنه تزوج بأعداد أخرى كثيرة، هذا بالإضافة إلى ما كان بحوزته من عاهرات أخريات.

 

سيتا ورام

قالت سيتا لزوجها رام أنت لست أفضل من التاجر الذي يؤجر زوجته ليعيش. إنك تريد أن تربح بممارستي مهنة الدعارة. إنك تفتقد إلى المروءة والنخوة. وعندما وصلت سيتا إلى سيريلانكا مع الشيطان رافان تعلق قلبها به أكثر، وتجاهلت راما^([69]).

قل لنا بربك ما الذي خرجت به من هذه القصة الأسطورية السخيفة، إن هناك قصصاً خيالية ربما كانت ذات معنى. هذا هو راما الإله الذي استمات الهندوس في الدفاع عن معبده حسب زعمهم وقتلوا في سبيله أرواح المسلمين وسلبوا ممتلكاتهم وأحرقوا بيوتهم.

 

حقيقة الصراع

سعى الهندوس إلى هدم مسجد البابري العريق بالهند من أجل إقامة معبد (راما) على أنقاض المسجد البابري وحقيقة الصراع بين المسلمين والهندوس في الهند ليس صراعاً على مسجد البابري فحسب، أو الصراع حول إقليم جامو وكشمير.

إنما القضية الحقيقة تتمثل في وجود المسلمين من الأصل في الهند وبقاء مساجدهم ومجتمعاتهم الدعوية. فالقضية قضية وجود المسلمين وليست قضية مسجد بل القضية جميع المساجد في الهند التي تؤذن للصلاة. وقد حصل الهندوس على دعوة مؤكدة من قبل صناع القرار السياسي على حد زعمهم باسترجاع أكثر من ثلاثة آلاف مسجد يدعون أنها مقامة على أرض خاصة بمعابدهم التي هدمها المسلمون إبان حكمهم الطويل للهند وقضية مسجد البابري التي افتعلها المتطرفون الهندوس هي بداية الطريق لهدم الثلاثة ألاف مسجد الأخرى في شتى أنحاء الهند. وإن أهداف الهندوس ضد الوجود الإسلامي معروفة للجميع وتتبناها الأحزاب الهندية وعلى رأسها حزب بهارتيا جاناتا الذي يقود المذابح الإجرامية ضد المسلمين وكانت مواكب الهندوس تذهب إلى أماكن تجمع المسلمين وترتكب أعمال القتل والنهب ضد المسلمين وممتلكاتهم.

وقد راح ضحية هذه المواكب الإرهابية أكثر من ألف قتيل في فترة وجيزة. بل إن مواكب المتطرفين الهندوس امتدت إلى أوروبا وأمريكا من أجل جمع التبرعات لإقامة المعبد وهدم المسجد وهطلت الأموال من الغرب إلى الهند لتدعم بناء المعبد على أنقاض المسجد ومن إسرائيل شحنت أنواع من الطوب مكتوب على كل قالب طوب عبارة (من أجل بناء معبد راما).

وقد استمرت أعمال العنف تتصاعد حدتها بين المسلمين والهندوس حول المسجد، واستمرت الأوضاع المتدهورة والمسلمون يدفعون ثمن هذه العنصرية البغيضة^([70]).

ون يتابع الصحافة الهندية يجدها مليئة بمشاعر الحقد والكراهية والعداء ضد المسلمين وضد المساجد بصفة عامة وضد وجودها من الأصل^([71]).

 

وأخيراً سقط العملاق

وبعد شموخ إسلامي قاوم الريح الهندوسية العاتية وبعد صراع مرير مع الزمن سقط العملاق الشامخ سقط المسجد البابري الذي ظل شامخاً ومتحدياً الهندوس عبر عدة قرون. ولكن هذا الدين يحتاج إلى رجال يذودون عنه ويذبون عن حياضه ويرخصون المهج من أجله. ففي ظل غياب وتقاعس إسلامي وتكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب. أقدم عباد البقر على هدم المسجد البابري في تحد صارخ للمسلمين خاصة والعالم بصفة عامة.

وما الذي يمنعهم من الإقدام على هذه الخطوة الجريئة دون الاكتراث بأي أحد؟

فالمسلمون ومقدساتهم وأملاكهم وأعراضهم كلأ مباح لهم ولغيرهم لقد رأى وسمع الهندوس ما جرى للمسلمين في البوسنة والهرسك ورأوا أنّ العدو الصربي الصليبي ركز هجومه الآثم على المساجد والآثار الإسلامية فدمرها وأزالتها قبل أن يدمر المسلمين ويذبحهم ويطردهم.

وكذا الحال في بورما حيث قتل المسلمون داخل المساجد التي دمرت فوق رؤوسهم. وما جرى في بورما جرى في سيريلانكا وفي كل مكان لقد مزق المسلمون تمزيقاً وسلبت منهم هويتهم الإسلامية وعقيدتهم وكرامتهم واستبيحت حرماتهم وانتهكت أعراضهم فماذا فعل المسلمون؟

إنّ هذا الصمت وهذا التخاذل من المسلمين جرأ الهندوس على هدم المسجد البابري الأثري.

ففي يوم الأحد الثاني عشر من جمادى الآخر عام (1413هـ) الموافق السادس من ديسمبر عام (1992م). أقدم ما يقارب بضعة آلاف هندوسي في تصرف هستيري وشرعوا بهدم المسجد البابري وسووا به الأرض خلال ست ساعات بعد أن راح ضحية هذا الهدم أعداد كبيرة من المسلمين ما بين قتيل وجريح.

ولم يقف الأمر عند هدم المسجد البابري بل أعقب هذا الهدم هدم لعدة مساجد كما نهبت أموال المسلمين واستبيحت حرماتهم في ظل، صمت من الحكومة الهندية وصمت عالمي وصمت إسلامي فمتى يستفيق المسلمون؟.

 

وثيقة خطيرة

بروتوكولات سفهاء هندوس.

على أثر هدم المسجد البابري وتسويته بالأرض ونشوب أعمال العنف بين المسلمين والهندوس أصدر القائد المحلي لجماعة (S. R .R) الهندوسية منشوراً خطيراً وزع على الهندوس في الهند والخليج. ويتضمن المنشور التوصيات التالية:ـ

1_ اذهبوا إلى المعبد صباحاً ومساءً أينما كنتم.

2_ شيدوا معبداً في منازلكم، في مواقع أعمالكم، في متاجركم التي تعملون بها ومدينتكم التي تقطنونها.

3_ حافظوا على معبودكم، ضعوا تمثال الرب (راما) واعبدوه.

4_ حافظوا على زيكم الموحد واجعلوه مكوناً من بنطلون كاكي وقميص أبيض مع قبعة سوداء واربطوا الخيط حول معاصمكم أثناء الاجتماعات والتدريبات العسكرية، واجلسوا معتدلين بدون أن يلامس أحدكم الآخر.

5_ اهتفوا بالشعارات بكل قوة وشجاعة ورددوا يعيش الرب راما.

6_ أقيموا اجتماعات أسبوعية وقدموا تقاريركم إلى القائد المحلي.

7_ عند القيام بأعمال شغب ضد المسلمين، أقيموا بعيداً عن مساكنكم حتى لا يتم التعرف عليكم.

8_ لا تحاولوا أبداً القتال من الإمام قاتلوا دوماً من الخلف.

9_ اعملوا قدر طاقتكم على إغراق أصدقائكم وزملائكم من المسلمين في إدمان الكحوليات والمخدرات والنساء، لا تعطوهم الفرصة ليفكروا بنا أبداً.

10_ كونوا على صلة حميمة بالمسلمين لتتمكنوا من تفريق وحدتهم.

11_ تحت أي ظرف من الظروف لا تعطوا الشرطة الفرصة لضبط أسلحتكم.

12_ عند العمل لدى أو مع المسلمين اجعلوا الغش شعاركم.

13_ في حالة تدني الرواتب اقتنصوا الفرصة لحشد الجماهير معكم.

14_ عند قيامكم بالتسوق من متاجر المسلمين حاولوا ألا تدفعوا أرباحاً لهم.

15_ خلال التحقيق من قبل البوليس لا تدلوا أبداً ببيانات متعارضة.

16_ أثناء أعمال العنف والشغب احرسوا معابدكم وهاجموا ودمروا ممتلكات المسلمين.

17_ خلال عملكم في منازل المسلمين حاولوا إثارة المسلمات وبالتالي اجعلوهن راغبات بكم الأمر الذي يعطيكم الفرصة لإنجاب طفل هندوسي من أرحام المسلمات.

18_ حاولوا إصابة أجنة المسلمات الحوامل بالإعاقة المختلفة.

19_ عند توليدكم للنساء المسلمات.. اهمسوا في آذان أطفالهن (OOM) أووم^([72]).

هذا غيض من فيض مما تحمله قلوب الهندوس الحاقدة تجاه المسلمين ليس في الهند فحسب بل يتعداه إلى المسلمين في عقر دارهم بل في الجزيرة العربية والخليج العربي بصفة خاصة.

فها نحن قرأنا هذه الوثيقة فما نحن فاعلون؟

 

صرخة من المسجد البابري 

عبثاً دعوت وصحت يا أحرار	***	عبثاً لأن قلوبكم أحجار
عبثاً لأن عيونكم مسمولة	***	بالوهم تظلم عدها الأنوار
عبثاً لأن شؤونكم يا قومنا	***	في الغرب يفتل حبلها ويدارُ
ولأنكم خشب مسندة فما	***	تدرون ماذا يصنع المنشار
ولأن غاية ما تريد نفوسكم	***	ألا يفارق عرشه الدولار
أما سقوط البابري فحالة	***	مألوفة تجري بها الأقدار
هذي شؤون الهند ليس لنا بها	***	شأن وما للمسلمين خيار
يا ويحكم يا مسلمون مآذني	***	تهوي وبيت مؤذني ينهار
ويئن محرابي على أنقاضه	***	ويموت تحت ركامي الأخيار
سكت الأذان فما سمعت مؤذني	***	تزكو بروعة صوته الأسحار
يا ويحكم يا مسلمون، قلوبكم	***	جمدت فليست بالخطوب تتار
أنكرتم الفعل الشنيع بقولكم	***	شكراً لكم لن ينفع الإنكار
شكراً على تنظيم مؤتمراتكم	***	وعلى القرار يصاغ منه قرار
وعلى تعاطفكم فتلك مزية	***	فيكم تصاغ لمدحها الأشعار
أما أنا فلقد رويت حكايتي	***	بشهادة أدلت بها الآثار
أنا مسجد لله مر بساحتي	***	دهر طويل، وانطوت أعمار
كم زارني التاريخ زورة عاشق	***	ولكم تجمع عندي الأبرار
بالأمس تمتلئ القلوب مهابة	***	مني وتشرح صدري الأذكار
ويرتل القرآن بين جوانحي	***	فجوانحي بهدى الكتاب تنار
وتثير إعجاب السحاب مآذني	***	وتحيطني بجنانها الأسوار
كم جاء من يأوى إليَّ فضمه	***	صدري الحنون وزالت الأخطار
واليوم تهدمني معاول غادر	***	ويميتني رشاشة المهذار
واليوم تطلبني العيون فما ترى	***	إلاَّ الركام يطير منه غبار
هجموا عليَّ وفي القلوب ضغائن	***	مثل الكلاب أصابهن سعار
أصبحت موطئ من يمر ولم تكن	***	بالأمس تبلغ هامتي الأنظار
كم مسجد غيري أبيح وقاره	***	ولكم أبيح من الشيوخ وقار
ولكم مطرنا بالرصاص لأننا	***	مستضعفون، وما لنا أنصار
قد أهدرت منا الدماء وإنما	***	يحمي الدماء الصارم البتار
يا ويحكم يا مسلمون نساؤنا	***	يسألن عنكم والدموع غزار
هذي تساق إلى سرابيب الهوى	***	سوقاً وتلك يقودها الجزار
لو أن سائحة من الغرب اشتكت	***	في أرضكم لتحرك الإعصار
أما الصغار فلا تسل عن حالهم	***	مرض وخوف قاتل وحصار
والجوع يصنع ما يشاء فما لهم	***	زاد، ودمع عيونهم مدرار
يأتي الشتاء فما يصير بمنزل	***	يؤوى، فكيف لقدة الأمطار
يا ويحكم يا مسلمون حروفكم	***	زيف تحاك بخيطة الأفكار
وعقولكم مسروقة من حرزها	***	وخيولكم يشقى بها المضمار
يا ويحكم تنسون أن الضعف في	***	وجه العدو مذلة وصغار
هذى هي البلقان يحرق ثوبها	***	عمداً، ويهتك عرضها الأشرار
تبكي وأنتم تشربون دموعها	***	وعن الحقائق زاغت الأبصار
هذا هو الأقصى يهود جهرة	***	وببؤسه تتحدث الأخبار
هذا هو الصومال يطحنة الأسى	***	وجموعكم يا مسلمون نثار
ملياركم لا خير فيه كأنما	***	كتب وراء الواحد الأصفار
ما جرَّأ الهندوس إلا صمتكم	***	ولكم يذل بصمته المغوار
إني أقول وفي ركامي جمرة	***	منها ستصف بالجناة النار
خابت سياسة أمة، غايتها	***	تحقيق ما يرضى به الكفار([73])

  

بيان حول هدم المسجد البابري^([74])

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد.. فقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية والإسلامية هذه الحادثة النكراء والجريمة الشنعاء الموجهة ضد الإسلام والمسلمين ومقدساتهم التي جرت في مدينة أيوديا الهندية وهي قيام جماعة من الهندوس بهدم مسجد البابري.

ونحن من حين سمعنا هذا الخبر المؤلم والتصرف المشين والعمل الإجرامي الأثيم نشجب هذا الحادث الشنيع ونستنكره وندينه بشدة ونعتبر أن ما حدث للمسجد البابري من اعتداء وتهديم جريمة عظمى بكل المقاييس إذ هو إساءة للإسلام والمسلمين ومقدساتهم الإسلامية. وإن الحكومة الهندية مطالبة بمعاقبة مرتكبي هذه الكارثة المؤلمة وإعادة بناء المسجد وإيقاف مثل هذه الجرائم المنكرة من قبل الهندوس والموجهة ضد الإسلام وأهله ومقدساته لأنها إذا لم تتدخل الحكومة الهندية المتطرفين بمزيد من الأعمال الإجرامية ضد المسلمين ومساجدهم في الهند خصوصاً بعد تصميم الهندوس والمتعصبين على عمل مثل هذه الفوضى الغوغائية وهدم المسجد البابري على مرأى ومسمع من الحكومة الهندية.

كما أن على الحكومة الهندية أيضاً. احترام الإسلام وأهله في الهند وإيجاد المناخ المناسب للمسلمين واحترام مقدساتهم وحمايتهم من أذى المتطرفين بكل قوة وعناية.

… والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يجمع كلمتهم على الحق وأن ينصرهم على أعدائهم في كل مكان إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

 

السيخ والوجه القبيح

الديانة السيخية من الديانات الخرافية المعادية للإسلام التي تزخر بها بلاد  الهند.

والمؤسس الأول هو (جروناناك) الذي ولد سنة (874هـ) الموافق (1469م) في قرية تسمى (تلوندي) قرب لاهور، فلما كبر انكب على دراسة الديانات بما فيها الإسلام حتى ظفر برجل من الصوفية فأعجب بفكره وتصوفه فأسس دينه على التصوف ودعا الناس إلى دينه فقبله كثير من الناس وحرم على أتباعه الكراهية لدين ما، سواء كان الإسلام أو الهندوس أو غيرها وكان ينكر على الهندوس بعض معتقداتهم وتصرفاتهم وتذكر بعض المصادر التاريخية أنه زار مكة.

وقد اختلفت الآراء حوله.

فمن الهنود من يقول إنه مسلم صوفي يدعو إلى المحبة والتسامح بين أصحاب الأديان المختلفة وإن كان يقوم ببعض الأفكار الهندوكية ويستدلون على إسلامه بذهابه إلى مكة.

ومنهم من يرى أنه مصلح هندوكي حقيقة وأخذ يدعو إلى إصلاح الهندوكية كالتفريق بين الطبقات^([75]).

وعلى أية حال فمهما كان أساس مؤسسها فهذا لا يهمنا كثيراً.

وإنما الذي يهمنا حقاً من هم السيخ الآن؟

لقد كان آخر خليفة للسيخ هو (غوبند) (1666م _ 1708م) الذي كان همه توحيد صفوف السيخ وبث روح العداء ضد المسلمين وفتح الباب لجميع من أراد الدخول في الديانة السيخية ولم يفرق بين الطبقات فدخل الناس في دينه أفواجاً.

ثم جعل لقومه زياً خاصاً يميزهم عن الآخرين، وأوجب على كل سيخي أن يتخذ له قطعة من الحديد وذلك دليل على صلابته وشجاعته وأن لا يحلق شيئاً من شعر جسده، وأن يكون عنده مشاطه وأوجب تعظيم البقر. لذا نجد من عاداتهم التي يعتبرونها من شعائرهم الدينية في مظاهر حياتهم العامة. لبس العمامة وإطلاق اللحى وشعر الرأس ويلبسون في معاصمهم الأسورة المعدنية الخفيفة ومن هادتهم أيضاً أن يعلقوا خنجراً ولو صغيراً في وسطهم.

ثم أن هذا الخلفية السيخي غوبند اتخذ مع اسمه لقب (سنغ) أي الأسد ثم أطلق هذا اللقب على كل سيخي فما منهم من أحد إلا وفي اسمه سنغ.

وغوبند هو الذي فصل الأمة السيخية عن الأمة الهندوسية فصلاً تاماً.

وفي عهده أصبح السيخ أعداء ألداء للمسلمين وانتقموا منهم في كل فرصة سنحت.

وبقي أن نعرف أن مقصودهم من حمل السلاح هو الحماية من المسلمين ومن معتقداتهم وأنه لا بد للسيخي قبل أن يموت أن يقتل مسلماً حتى يحوز على رضا الإله. وهم منقسمون على أنفسهم في بعض الأحيان كما أنهم على خلاف مع الهندوس نسأل الله أن يرمي الظالمين بالظالمين وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين^([76]).

 

نداء إلى علماء الأمة الإسلامية

إن علماء الأمة الإسلامية هم معقد الأمل بعد الله تعالى فطالما ناصروا الحق ودفعوا عنه بالسنان واللسان وطالما وقفوا في وجه البغي والطغيان وأوضحوا الحق وبينوه.

وهذا هو الواجب المنتظر منهم، لا سيما في وقت الأزمات وهذا نداء ومناشدة من أمير حزب المجاهدين في كشمير المحتلة ومن كل مسلم كشميري يناشدون فيه علماء الأمة ومشايخها:

(في هذه الأوضاع القاسية فإننا نسأل العلماء والمشايخ الأفاضل. إلا يكفي واقعنا ليكون أساساً وقاعدة لإعلان الجهاد المبارك ضد الاستعمار الهندوسي فالأرض المستعمرة أرض إسلامية والأعمال التي يمارسها الهندوس أعمالاً خبيثة تؤدي إلى مسخ الهوية الإسلامية لهذا الشعب المسلم ومن ثم عزله عن الدين الحنيف وفرض القيم الهندوسية عليه، وقتل كل من يتكلم عن الإسلام وعلناً أمام العامة والتعرض للنساء المسلمات الطاهرات، أليس كل كاف لأن ننادي بالجهاد؟ وإذا هذا كان كافياً ليشكل أساساً للجهاد ضد الاستعمار الهندوسي فهل هذا يشكل فرضاً على مسلمي جامو وكشمير مع الهند وحدهم؟ أو على المسلمين في جميع أنحاء العالم؟ ونتساءل كذلك حول جواز قيام البلدان الإسلامية حكاماً وشعوباً بعد ذلك بإقامة روابط اقتصادية وروابط صداقة مع الهند؟ وإننا نناشد علماء الأمة الإسلامية أن يدرسوا التماسنا في ضوء ما ذكرناه آنفاً)^([77]).

ونسوق لكم مقتطفات من استنكار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز لمذبحة آسام كنموذج لوجوب إنكار العلماء والدعاة لكل ما يمر بالمسلمين من مآسي ومحن.

(فقد سمعت كما سمع المسلمون في كل مكان بما حدث لإخواننا في ولاية آسام الهندية من المذابح الجماعية وحرق الديار والمنازل والتشريد من الأوطان على يد الكفرة الهندوس… ومن أفعالها المنكرة التي نشرتها الصحف حرق الأطفال والنساء أحياء وتقطيع أوصالهم والتمثيل بهم ورمي ما تبقى من أجسادهم في الأنهار والوديان… وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض لها المسلمون هناك للاعتداء والظلم والمحاربة في المنازل والمساجد وفي أثناء صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وهذا شأن الكفرة مع المسلمين في كل مكان كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}^([78]). وحيث أن العدوان على المسلمين في ولاية آسام من الهند لا يزال يتكرر ولم تقم الحكومة الهندية فيما بلغنا بما يجب عليها من حماية المسلمين وإنصافهم من عدوهم ورد الظالمين عن ظلمهم فإن الواجب على المسلمين حكاماً ومحكومين أن يبادروا إلى نصرة إخوانهم المسلمين والوقوف في صفهم حتى ينصفوا من عدوهم ويستردوا حقوقهم وعليهم أن يبذلوا ما يستطيعون لهم من نجدة مالية، ومعنوية، كما أن الواجب على جميع الدول الإسلامية أن تقدم احتجاجها على ما حصل لدى الحكومة الهندية وتطلب منها اتخاذ الوسائل الكفيلة بإنصاف المسلمين وإعطائهم حقوقهم واتخاذ الإجراءات والضمانات لعدم تكراره في المستقبل وإن الله سبحانه سائل الجميع عن هذا الواجب).

وهذه فتوى في تحريم استقدام الكفار للعمل في بلاد المسلمين للشيخ ابن باز (… وليعلم كل مسلم يستقدم مربية نصرانية أو يهودية أو بوذية أو غيرهن من الكافرات من بريطانيا أو الحبشة أو الفلبين أنه قد ارتكب حوباً كبيراً وذنباً يجب أن يسارع إلى الله سبحانه من هذا العمل المنكر وذلك بإلغاء عقودهن والندم على ما مضى منه والإقلاع عنه والعزم على ألا يعود إليه لأن ذلك العمل من أعظم المحرمات التي يترتب عليها مفاسد كبرى وأمور خطيرة على مستقبل الإسلام والمسلمين حيث فيه مساعدة لنصارى وغيرهم على تحقيق مآربهم وتنفيذ مخططاتهم في بلاد المسلمين وفيه إخراج المولود من الإسلام إلى النصرانية وغيرها من ملل الكفر وفيه تعرض لعذاب الله وعقابه في ارتكاب ما يغضبه نعوذ بالله من ذلك ثم ليعلم كل مسلم أن عليه واجباً عظيماً نحو أبنائه في تعليمهم وتأديبهم وتنشئتهم على الإسلام ومحبة شعائره وفرائضه ويقوم كل منهم بما يستطيع لتحقيق ذلك والاستعانة بالمسلمين الصالحين والمربين المخلصين والمعلمات والمربيات الصالحات حتى تبرأ ذمتهم في وليكون أبناءهم من أعمالهم الصالحة التي يستمر وصولها إليهم بعد موتهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

 

خطبة الشيخ السديس

من مهبط الوحي

في أقدس بقاع الأرض على الإطلاق، وفي مهبط الوحي ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس خطبة عصماء تحدث فيها عن قضية كشمير وواقعها المرير فقال:

من مهبط الوحي حيث تنعمون بالأمن والأمان إلى أقصى شبه القارة الهندية حيث تقع كشمير.. قطعة من الجمال الخلاب والحدائق والغابات .. والبحيرات والأنهار.. معالم كشمير الأمس تغيرت اليوم وتبدلت واستحالت ناراً مستعمرة.. كانت بالأمس نضرة ضاحكة.. ولكنها اليوم باكية.. وكيف لا تبكي وقد قتل رجالها وعذب شيوخها ورملت نساؤها وهدمت منازلها ومساجدها وذبلت نضارتها وتحولت جحيماً مستعمرة، ومسرحاً للعدوان وميداناً للظلم والوحشية على يد حثالة من أسافل البشر، يكفي من خساستهم أنهم يعبدون البقر. في حقد أعمى وتنكر لكل ما يمت للإسلام بصلة يمارسون حرب إبادة جماعية للشعب الكشميري المسلم.

ولكن لماذا كل هذا؟ والإجابة (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).

كشمير أنين لا يسمع.. وجرح ينزف، ودم يجري ودمع لا يجفف شغل عنها جمع كبير وتجاهلها الإعلام العالمي وخذلها الإعلام الإسلامي. فأصبحت قضية تكاد تكون منسية، وفي سنايا الأحداث مغمورة. كم من أيم وثكلى أفقدوها زوجها ووليدها، وكم من طفل بريء يحتاج لمسة حنان ووقفة عطف وشفقة أفقدوه أبوته الحناية، إن كشمير تقف على فوهة بركان يوشك أن ينفجر فيقضي على الأخضر واليابس، الوضع في حالة غليان مروع.. الشارع الكشميري تغيرت معالمه فأصبح مسرحاً للكمائن… المنازل تحولت إلى ثكنات عسكرية ووصلت انتهاكات حقوق الإنسان إلى درجة مذهلة، وتعطل النظام وانهار الاقتصاد ومنع وصول المواد الغذائية والطبية وفرض حظر التجول.. كل ذلك من أجل إخفاء المأساة عن الرأي العام العالمي والإنساني، وتتحدث آخر الإحصاءات الموثقة عن أرقام لولا أنها حقائق ثابتة لعدت من درب الخيال فقد بلغ عدد الضحايا (30000) مسلم وقد اعتقل ضعف ذلك. وشرد (300000).. وانتهك عرض أكثر من ألف امرأة.. وبقرت بطون أكثر من (600) بريئة، وأحرقت آلاف المنازل والبيوت، ودمر كثير من المساجد وغير ذلك مما تقشعر من هوله الأبدان.

فيا لخزي الأمة ويا لعارها الذي حلّ بها، أين الغيرة والحمية أين النخوة والمروءة؟

إن مأساة كشمير ليست وليدة اليوم لكن دخلت عقدها الخامس، والوثنيون الحاقدون عبدة البقر يمارسون أبشع وسائل القمع الوحشي ضد الشعب الكشميري المسلم دون ذنب جناه ومن غير جريمة اقترافها سوى إصراره على عقيدته وكرامته والعيش فوق أرضه في سلام ولكن أعداء الإسلام والإنسانية لم يرقبوا فيهم إلاّ ولا ذمة فلجئوا إلى لغة الحديد والنار لابتلاع بلاد كشمير الوادعة وتصفية شعبها المسلم الأبي.. فارتكبوا جرائم وحشية يأباها الدين والشرف فنصبوا المجازر في أبشع صورة لانتهاكات حقوق الإنسان، لقد وقف العالم كله بهيئاته ومؤسساته ووسائل إعلامه ووكالات أنبائه في صمت محير وتخاذل رهيب.

إن مأساة كشمير تمثل صفحة مؤلمة من مآسي أمتنا.

فيا أيها السادة والقادة.. يا أيها العلماء والمصلحون.. يا أيها الأثرياء والغيورون.. يا أيها الإعلاميون.. ما لكم صامتون وعن نصرة إخوانكم محجمون، إن الوضع المأساوي هناك يتطلب حلولاً عاجلة من الهيئات العالمية والحكومات الإسلامية والمنظمات الإغاثية. فهل من غضبة الله على دينه ووقفة عند حدوده. إن كل الغيوريين بحكومات الدول الإسلامية أن يهبوا لنصرة الشعب الكشميري المضطهد ويقفوا إلى جوار إخوانهم في كشمير، حتى يعود للشعب الكشميري حقه المشروع ويسلم من القمع والاحتلال الهندوسي.. والله غالب على أمره.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون^([79]).

 

نداء عاجل

لقد فتح أصحاب المؤسسات والشركات الأبواب على مصراعيها للهندوس والسيخ وغيرهم من الأعداء الألداء للإسلام والمسلمين وقد تذرع أرباب هذه المؤسسات والشركات بأعذار واهية في استجلاب هذه العمالة الحاقدة على الإسلام وعلى بلادنا وهذه الأعذار لا تبرر استجلاب العمالة الهندوسية والسيخية مهما كلف الأمر. ومن هذه الأعذار العليلة ما يلي:

1) إن غير المسلمين أكثر إخلاصاً وإنتاجاً من غيرهم.

2) إن غير المسلمين أكثر فناً ومهارة في تخصصاتهم.

3) إن غير المسلمين أقل تكلفة من غيرهم.

4) إن المسلم يضيع جزء من وقته في العبادة.

إلى غير ذلك من لأعذار والعلل العليلة.

أخي المسلم:

لا شك أنك سمعت وشاهدت وقرأت ما يعانيه المسلمين من اضطهاد وتعذيب في أنحاء متعددة من عالمنا الإسلامي بصفة عامة وما يعانيه إخواننا الكشميريون بصفة خاصة على أيدي الهندوس الحاقدين من قتل جماعي وتعذيب جسدي ونفسي وانتهاك للأعراض وإحراق للممتلكات إلى غير ذلك من أساليب التعذيب الشنيعة.

وفي ظل هذه الظروف العصيبة يأمرنا ديننا بنصرة إخواننا ومد يد العون لهم فإلى علماء المسلمين ودعاتهم وإلى أغنياء المسلمين وعامتهم وإلى أصحاب المؤسسات والشركات وإلى كل موحد نوجه نداء الحق تبارك وتعالى النداء الداعي لنصرة المسلمين بعضهم بعضاَ. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}^([80]).

والمعنى وإن استنصروكم هؤلاء الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم فإنه واجب عليكم نصرهم لأنهم إخوانكم في الدين^([81]).

ويقول سيد قطب رحمه الله: وهؤلاء وألئك أوجب الله على المسلمين نصرهم إن استنصروهم^([82]).

وهم والله كذلك إنهم يستنصروننا ويستصرخوننا وينادوننا بأعلى أصواتهم. ولكن..

لقد سمعت لو ناديت حياً   ***   ولكن لا حياة لمن تنادي

إنهم ينتظرون نجدة معتصمية أو نفساً عصامية مؤمنة بربها تجيب نداء الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ } ^([83]).

وبعد ذكر ما سبق فإننا نوجه هذا النداء الممزوج بالرجاء إلى أصحاب المؤسسات والشركات وإلى عامة المسلمين وخاصتهم من أجل نصرة إخوانهم المستضعفين في كشمير من قبل الهندوس ونوصيهم بالتعاطف مع قضايا المسلمين بالمساهمات العلمية واضعين نصب أعيننا نصوص الكتاب والسنة الداعية إلى التعاطف والتراحم كقوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}^([84]). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.. الحديث)^([85]).

إلى غير ذلك من النصوص التي تؤكد على أخوة الإسلام وعليه نناشدكم باسم الأخوة الإيمانية أن تنصروا إخوانكم المستضعفين في كشمير وغيرها الذين يرفعون إليكم صرخاتهم ونداءاتهم.

نداء الأطفال اليتامى والنساء الأيامى والشباب الحيارى والأمهات الثكالى والشيوخ المعدمين. نداء من بغياهب السجن يعذبون.

نداء أخواتكم المؤمنات اللاتي بقرت بطونهن وقطعت أثدائهن وانتهكت أعراضهن.

نوجه لكم نداء الأرض التي تخضبت بالدماء الزاكية حتى ارتوى منها السهل والوادي.

وأما بالنسبة للأعذار التي يتذرع بها من يستقدم العمالة الكافرة أيا كانت من عمال أو مستخدمين أو سائقين أو اغيرهم نقول لهم ولغيرهم:

أولاً: يجب عليكم نصرة إخوانكم بكل ما تستطيعون وإن من عوامل نصرهم استقدامهم بدلاً من الهندوس وغيرهم ونذكر بقول الله تعالى: {وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}^([86]). وهذا في أمر الزواج وغيره أولي.

ثانيا: اعلم أخي الكريم أن في استقدامك العمالة الكافرة التي تسوم إخوانك المسلمين سوء العذاب تقوية للفئة الكافرة على المسلمين وخذلاناً لهم. وقد قال تعالى: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ}^([87]).

ثالثاً: نذكر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يحذر من استقدام أمثال هؤلاء الكفار إلى جزيرة العرب؛ فدار طيبة لا يقطنها إلا طيب ولما كان المشرك خبيثاً بشركه حرمت عليه جزيرة العرب فعن عمر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: يقول: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً) ^([88]).

إن الجزيرة العربية وديعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته التي استحفظهم عليها في آخر ما عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك بجزيرة العرب دينان)^([89]).

واليوم قد لونت هذه الجزيرة العربية بالعمالة الهندوسية الكافرة وغيرها وأنت باستقدامك لهؤلاء تخالف وصية نبيك صلى الله عليه وسلم^([90]). 

رابعاً: الولاء والبراء.

إن في استقدام العمالة الكافرة على مختلف مهنها وتعايشها بين ظهراني المسلمين مدعاة للتواد والتعايش والتآلف وهذا منافي لعقيدة الولاء والبراء التي أُمرنا بالتزامها وهي جزء أصيل لا يتجزأ عن عقيدتنا الإسلامية. يقول تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}^([91]). وأي محاداة لله ولرسوله وللمؤمنين أعظم من محاداة الهندوس الذين يعلنون هذه المحادة بكل جراءة.

وأخيراً نقول لك:

لقد حاول كثير من مسلمي الهند إقامة تعايش سلمي مع الهندوس عام (1947م) ولكن دون جدوى، فلم يبقى أمامهم سوى توحيد صفوفهم والدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ومع ذلك فلهم حق النصرة من مسلمي باكستان وبنغلاديش ومن المجاهدين الأفغان بصفة خاصة والمسلمين بصفة عامة سواء بالضغط المعنوي على الهند أو بالتهديد بأن الهند ستواجه كلّ مسلمي الدول المجاورة التي ليسوا تستضيفها الهند وعلى المسلمين في العالم أيضاً واجب النصرة سواء بالاحتجاج لدى دولة الهند والدعم المادي ولو يعلم الهندوس ـ وكل أعداء الإٍسلام ـ أنه لا يقتل من المسلمين أحد إلا وقتل منهم أكثر لكفوا عن إيذاء المسلمين (فالقتل أنضى للقتل) كما تقول العرب^([92]).

 

الخاتمة

وأخيراً وليس بآخر، أخي المسلم هذه عجالة سريعة وعرض عابر وغيض من فيض من معاناة شعب كامل يعاني الويلات والدمار من قبل الهندوسية الحاقدة تعينها في ذلك اليهودية العالمية البغيضة.

ذكرنا لك تاريخ كشمير وبداية المأساة والمعاناة للشعب الكشميري منذ أن سعى المستعمر لتقسيم شبه القارة الهندية وما تبع هذا التقسيم من محن ضد المسلمين في كشمير ثم عرضنا العمليات الوحشية الإجرامية التي يقوم بها الهندوس ضد المسلمين وأساليب الغزو العسكري والفكري عندهم.

ثم بينّا بداية الجهاد الكشميري وما حققه هذا الجهاد من انجازات طيبة مثمرة لصالح المسلمين، ثم ذكرنا الحلف الدنس بين الهندوس واليهود والشواهد على هذا الحلف ثم عرفنا الهندوسية الحاقدة ومشكلتها مع مسجد بابري ثم السيخ الذين لا يقلون عداوة ضد المسلمين عن الهندوس وأخيراً نداء ورجاء موجه إلى عامة المسلمين وخاصتهم.

هذا والله نسأل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يرفع الضر والبأساء عن إخواننا في كشمير وفي كل مكان إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الفهرس

الموضـــــــــوع

صرخة مدوية.

المقدمة.

تقريظ.

الجناية الكبرى.

بداية المأساة.

جغرافية كشمير.

فرار ملك الولاية.

بطلان اتفاقية المهراجا مع الهند.

موجز عن العمليات الإجرامية للجيش الهندوسي.

الغزو الهندوسي الفكري لكشمير.

الجهاد سبيل العزة.

بداية الجهاد الكشميري.

فصول من المعاناة.

جولة في السجون.

صرخة من مسلم كشميري في سجون الهندوس.

الجبهة العلمانية.

الحلف الدنس.

اعتراض وجوابه.

اعرف عدوك.

الهندوسية.

حقيقة الديانة الهندوسية.

المنبوذون في الهند.

الديانة الهندوسية.

الخطر القادم.

الهندوس والصراع حول مسجد بابري.

من هو راما؟

حقيقة الصراع.

وأخيراً سقط العملاق.

وثيقة خطيرة.

صرخة من المسجد البابري.

بيان حول هدم المسجد البابري.

السيخ والوجه القبيح.

نداء إلى علماء الأمة الإسلامية.

خطبة الشيخ السديس: من مهبط الوحي.

نداء عاجل.

الخاتمة.

فهرس الموضوعات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) اشترك مع المؤلف في تأليف هذا الكتاب الشيخ/ سامي بن سلمان المبارك.

( [2]) سورة البروج آية 8.

( [3]) هذان البيتان من قصيدة مطولة للشاعر محمود غنيم يرثي بها واقع أمتنا الإسلامية وهي من عيون شعره. 

( [4]) سورة الحجرات: آية 10. 

( [5]) سورة التوبة آية 71.

( [6])  متفق عليه انظر صحيح البخاري (7/77) وصحيح مسلم (8/20).

( [7])  متفق عليه انظر صحيح البخاري (3/168) وصحيح مسلم باب البر والصلة 32.

( [8]) هذه  أبيات مختارة من قصيدة مطولة من ديوان د. يوسف القرضاوي الموسوم بـ (نفحات ولفحات) ص130.  

( [9]) سورة الشعراء: آية 88. 

([10]) أعلن الحاكم البريطاني (اللورد النبرو) في بداية الاستعمار: أن العنصر الإسلامي في الهند عدو بريطانيا اللدود وأن السياسة البريطانية يجب أن تهدف إلى تقريب العناصر الهندوكية إليها، لتستعين بهم في القضاء على الخطر الذي يتهدد بريطانيا في هذه البلاد، راجع كتاب محنة الأقليات المسلمة في العالم لمحمد عبد الله السلمان ص169.

([11]) المسلمون المنسيون، يسري عبد الغني البشري، 83_ 84 بتصرف.

([12]) سيأتي بيان عن هذه الجبهة العمانية الخبيثة وما في مطلبها من مخاطر على المسلمين.

([13]) مأساة كشمير المسلمة، د. إحسان حقي ص82.

([14]) الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، د. الألوامي 362_ 364.

([15]) كشمير تناديكم فهل من مجيب، بروفيسور ألف الدين الترابي.

([16]) كشمير تناديكم، وكتاب مأساة كشمير المسلمة، د. إحسان حقي ص18.

([17]) مأساة كشميرة المسلمة، إحسان حقي 18.

([18]) باكستان محمود شاكر 63_ 65.

([19]) كشمير تناديكم، أليف الدين الترابي 6_7، المركز الإعلامي لكشمير المسلمة.

([20]) كشمير تناديكم فهل من مجيب، أليف الدين الترابي.

([21]) المهراجا لقب هندوكي يطلق على الحاكم كما يقال فرعون لمن يحكم مصر أو قيصر لمن يحكم الروم.

([22]) كشمير تناديكم، أليف الدين الترابي 7_ 8.

([23]) راجع كتاب باكستان لمحمود شاكر ص72. وكتاب المسلمون المنسيون تأليف يسري البشري ص84_ 85.

([24]) كشمير تناديكم، البروفيسور أليف الدين الترابي(9_ 10).

([25]) واجب الشباب المسلم اليوم (9_ 11).

([26]) كشمير تناديكم، أليف الدين الترابي 12_ 13.

([27]) سورة البقرة آية 193.

([28]) سورة الأنفال آية 39.

([29]) سورة البقرة الآية .251

([30]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي (5/300). 

([31]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي (5/300). 

([32]) كشمير تناديكم أليف الدين الترابي، مجلة الإصلاح عدد (182)، الخميس 6 شوال عام 1412هـ، ص30.

([33]) راجع كتاب كشمير تناديكم لأليف الدين الترابي ص15_ 16، ومجلة كشمير المسلمة عدد (1)، السنة الأولى 16_ 30 يناير 1992م.

([34]) وهو حزب متطرف في كشمير حيث يرى أن هذا هو الحل الأمثل للقضاء على الجهاد في كشمير فهو يرى أن اثني عشر مليون مسلم في كشمير لا يمثلون شيئاً بالنسبة إلى 850 مليون هندي فالقضاء عليهم أمر لا يشكل أي خطر أو ضرر.

([35]) المجتمع عدد (988)، ص14_ 15.

([36]) كشمير تناديكم فهل من مجيب تأليف أليف الدين الترابي ص16، 17. 

([37]) كشمير تناديكم فهل من مجيب تأليف أليف الدين الترابي ص16، 17. 

([38]) العدد الأول، السنة الأولى يناير 1992م ص16.

([39]) كشمير تناديكم فهل من مجيب تأليف أليف الدين الترابي ص16، 17. 

([40]) مجلة المجتمع عدد 988 ص18. 

([41]) المجتمع عدد 999 الأحد ذو القعدة 1412هـ الموافق 3 مايو 1992م.  

([42]) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، لأحمد الجدع وحسن جرار ص30 محنة الإيلام للطيريري. 

([43]) مجلة الإصلاح عدد 182 الخميس 6 شوال سنة 1412هـ ص30. 

([44]) مجلة المجتمع عدد996 الأحد 3 شوال 1412هـ ص22_ 24، جبهة تحرير كشمير العلمانية.  

([45]) مجلة كشمير المسلمة العدوان 3، 4 رمضان وشوال 1412هـ، ص19. 

([46]) مجلة المجتمع عدد 996 الأحد 3 شوال 1412هـ، ص22_ 24 جبهة تحرير كشمير العلمانية.  

([47]) هذا عنوان كتاب للأستاذ محمد حامد ذكر فيه أوجه التعاون بين الهند وإسرائيل فليراجع لأهميته.

([48]) مأساة كشمير د. إحسان حقي، ص34_ 39. 

([49]) الحلف الدنس، محمد حامد، 31_ 32. 

([50])الحلف الدنس، محمد حامد، 39_ 40. 

([51])الحلف الدنس، محمد حامد، 61_ 63.

([52])الحلف الدنس، محمد حامد، 39_ 40. 

([53]) المجتمع عدد 988، ص18.

([54]) مجلة المجاهد، السنة الرابعة، عدد 43، شهر ذي الحجة 1412هـ ، ص9.  

([55]) قادة الغرب يقولون، جلال العالم، 26.

([56]) البيان عدد 33 ربيع ثاني سنة 1411هـ.   

([57]) الحلف الدنس 49، 79.  

([58]) الحلف الدنس 49.  

([59]) الحلف الدنس 25.

([60]) الحلف الدنس، محمد حامد، 286.

([61]) الحلف الدنس محمد حامد 288.  

([62])الحلف الدنس، محمد حامد، 295.

([63]) أديان الهند الكبرى، د. أحمد شلبي، 36.

([64]) أديان الهند الكبرى، د. أحمد شلبي، 57_ 58.

([65]) الإسلام والتفرقة العنصرية، د. علي العميرني72.

([66]) الهندوس والسيخ، محمد الشيباني23_ 24.

([67]) الحلف الدنس، محمد حامد، 305.

([68]) المجتمع، 24 شوال 1412هـ، عدد 998.

([69]) أديان الهند الكبرى، د. أحمد شلبي، 36.

([70]) مجلة الدعوة السعودية بتاريخ 10/6/1411هـ، ص2_ 7.

([71]) مجلة الدعوة السعودية بتاريخ 10/6/1411هـ، ص2_ 7.

([72]) مجلة كشمير المسلمة عدد 5 رذو القعدة 1413هـ ص50.

([73]) المجتمع الثلاثاء 25شعبان 1413هـ العدد 1038 ص45.

([74]) المجتمع الثلاثاء 25شعبان 1413هـ العدد 1038 ص45.

([75]) الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، د. محيي الدين الألوائي ص288_ 291 بتصرف، وكتاب الهندوس والسيخ لمحمد الشيباني ص12_ 21.

([76]) بتصرف، راجح كتاب الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية للدكتور الألوائي ص288_ 291، كتاب الهندوس والسيخ تأليف محمد السبباني ص12_ 31.

([77]) مجلة كشمير المسلمة العددان 3، 4 رمضان شوال عام 1412هـ ص7.

([78]) سورة آل عمران آية 118.

([79]) مجلة كشمير المسلمة عدد16 ذو الحجة 1413هـ ص7.

([80]) سورة الأنفال آية 72.

([81]) تفسير القرآن العظيم ابن كثير 2/286 دار القلم.

([82]) في ظلال القرآن، سيد قطب 3/1555 دار الشروق.

([83]) في ظلال القرآن، سيد قطب 3/1555 دار الشروق.

([84]) سورة الحجرات آية 10.

([85]) متفق عليه، صحيح البخاري (3/168) وصحيح مسلم باب الصلة والرحم32. 

([86]) سورة البقرة الآية 221.

([87]) سورة البقرة الآية 221.

([88]) رواه مسلم انظر صحيح مسلم (5/160).

([89]) رواه أحمد انظر المسند (6/275).

([90]) للاستزادة، راجع كتاب خصائص جزيرة العرب للدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد ص34.

([91]) سورة البقرة المجادلة آية22.

([92]) كجلة كشمير المسلمة عدد16 ذو الحجة 1413هـ ص7.