التحذير من العودة إلى المعاصي بعد رمضان
الأربعاء 22 جمادى الآخرة 1440هـ 27-2-2019م
إن كان رمضان قد مضى طيف خيال فالله حي أبدي لا يدركه زوال، فلا تقولوا الآن ذهب رمضان وتستهلوا شوال بالفسوق والعصيان، فإن الله تعالى يرضى عمن أطاعه في أي شهر كان، ويغضب على من عصاه في كل وقت وأوان.
لقد عهدنا المسلم في رمضان منيباً إلى ربه، تائباً من ذنبه، راغباً في أداء الصلاة في وقتها، حريصاً على شهود الجمعة والجماعة، مقبلاً على مجالس العلم، ومستعداً لقبول النصائح والعظات.
عهدناك في رمضان مهذباً نقياً متواضعاً تقياً، فعلى أي شيء عزمت بعد انقضاء شهر الصيام؟
أتراك بعد ما ذقت حلاوة الطاعة تعود إلى حرارة العصيان؟
أتراك بعد ما صرت من حزب الرحمن تنقلب على عقبيك فتنضم إلى حزب الشيطان؟
أتراك بعد ما حسبت في عداد المصلين تترك الصلاة وهي عماد الدين؟
وهل يليق بك بعد ما كتبت في جملة الصائمين أن تصير في زمرة العاصين.
اعلم أيها المؤمن التقي؛ يا من صمت رمضان طاعة لله أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الدنيا عمل ولا حساب، وأن الآخرة حساب ولا عمل، فاتق الله وخذ من دنياك لآخرتك، ومن حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك، ومن غناك لفقرك، ومن شبابك لهرمك، وتزود لسفر طويل، واستعد لحساب عسير وهول عظيم، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، يوم يعض الظالم على يديه نادماً على ما جناه.
فحافظ أخي في الله على العبادات التي كنت تقوم بها في رمضان، وابتعد عن المعاصي التي هجرتها في رمضان لأن رب رمضان هو رب شوال ورب الشهور كلها.
الناس في موسم العبادة وبعدها على ثلاثة أصناف، وهذا يتبين واضحاً بعد رمضان لأن هذه الأصناف توجد أحياناً في البيت الواحد والأسرة الواحدة:
الصنف الأول: هُم من غلب هم الآخرة عليهم فعملوا للدنيا بمنظار الآخرة، وأدركوا أن الدنيا جسر يوصل للآخرة، وأن كل ما عليها وسائل خلقها الله تعالى لتعين الإنسان على تحقيق الهدف من الخلق وهو العبادة، فاستخدموها كوسائل حيث شاءت.
الصنف الثاني: هم الذين غلب عليهم حب الدنيا حتى أنساهم تماماً الآخرة ولم يدركوا أن الدنيا جسر موصل للآخرة، بل حسبوا أن الدنيا هي الأولى والآخرة، ولم يتبين لهم أن ما عليها وسائل تعين الإنسان على تحقيق الهدف من الخلق وهو العبادة، بل جعلوا الدنيا هي الهدف فأفنوا حياتهم من أجلها، فكان المال هدفاً، والمنصب هدفاً، والمرأة هدفاً، والجاه هدفاً، وسائر الشهوات أهدافاً من دون الهدف الأسمى الذي خلقوا من أجله.
الصنف الثالث: هم المخلطون الذين لم يحبوا أن يكونوا من الصنف الأول، ولا من النصف الثاني، بل أرادوا أن يصيبوا نصيباً من هؤلاء وهؤلاء، فساعة يعبدون الشهوات من دون الله وساعة يعبدون الله، إذا تحرك هم الآخرة في نفوسهم فهم على خطر إذا لم يثبتوا على الجادة ويتركوا التخليط.
لقد خرج المسلمون من موسم طاعة أقبلوا فيه على ربهم، فهل يستمرون على ذلك إتباعاً للطاعة بالطاعة؟ كم كان الربح في رمضان وأنَّى لمن جرب الربح أن يعود إلى الخسارة برغبته ورضاه، ومن تعامل مع الله بصدق فلن يخسر.
كم كان رمضان ضيفاً عزيزاً على النفوس استمرأت فيه الطاعة وحب الخير، سهل فيه البذل، وارتفع فيه التسبيح والتهليل، وكثر فيه الراكعون الساجدون، وارتفعت أصوات التالين لكتاب الله في بيوت الله.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يتقبل منا القليل، وأن يعفو عن الزلل والتقصير، وأن يبلغنا رمضان العام القادم ونحن ننعم بالصحة والعافية والأمن والطمأنينة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
لقد عهدنا المسلم في رمضان منيباً إلى ربه، تائباً من ذنبه، راغباً في أداء الصلاة في وقتها، حريصاً على شهود الجمعة والجماعة، مقبلاً على مجالس العلم، ومستعداً لقبول النصائح والعظات.
عهدناك في رمضان مهذباً نقياً متواضعاً تقياً، فعلى أي شيء عزمت بعد انقضاء شهر الصيام؟
أتراك بعد ما ذقت حلاوة الطاعة تعود إلى حرارة العصيان؟
أتراك بعد ما صرت من حزب الرحمن تنقلب على عقبيك فتنضم إلى حزب الشيطان؟
أتراك بعد ما حسبت في عداد المصلين تترك الصلاة وهي عماد الدين؟
وهل يليق بك بعد ما كتبت في جملة الصائمين أن تصير في زمرة العاصين.
اعلم أيها المؤمن التقي؛ يا من صمت رمضان طاعة لله أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الدنيا عمل ولا حساب، وأن الآخرة حساب ولا عمل، فاتق الله وخذ من دنياك لآخرتك، ومن حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك، ومن غناك لفقرك، ومن شبابك لهرمك، وتزود لسفر طويل، واستعد لحساب عسير وهول عظيم، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، يوم يعض الظالم على يديه نادماً على ما جناه.
فحافظ أخي في الله على العبادات التي كنت تقوم بها في رمضان، وابتعد عن المعاصي التي هجرتها في رمضان لأن رب رمضان هو رب شوال ورب الشهور كلها.
الناس في موسم العبادة وبعدها على ثلاثة أصناف، وهذا يتبين واضحاً بعد رمضان لأن هذه الأصناف توجد أحياناً في البيت الواحد والأسرة الواحدة:
الصنف الأول: هُم من غلب هم الآخرة عليهم فعملوا للدنيا بمنظار الآخرة، وأدركوا أن الدنيا جسر يوصل للآخرة، وأن كل ما عليها وسائل خلقها الله تعالى لتعين الإنسان على تحقيق الهدف من الخلق وهو العبادة، فاستخدموها كوسائل حيث شاءت.
الصنف الثاني: هم الذين غلب عليهم حب الدنيا حتى أنساهم تماماً الآخرة ولم يدركوا أن الدنيا جسر موصل للآخرة، بل حسبوا أن الدنيا هي الأولى والآخرة، ولم يتبين لهم أن ما عليها وسائل تعين الإنسان على تحقيق الهدف من الخلق وهو العبادة، بل جعلوا الدنيا هي الهدف فأفنوا حياتهم من أجلها، فكان المال هدفاً، والمنصب هدفاً، والمرأة هدفاً، والجاه هدفاً، وسائر الشهوات أهدافاً من دون الهدف الأسمى الذي خلقوا من أجله.
الصنف الثالث: هم المخلطون الذين لم يحبوا أن يكونوا من الصنف الأول، ولا من النصف الثاني، بل أرادوا أن يصيبوا نصيباً من هؤلاء وهؤلاء، فساعة يعبدون الشهوات من دون الله وساعة يعبدون الله، إذا تحرك هم الآخرة في نفوسهم فهم على خطر إذا لم يثبتوا على الجادة ويتركوا التخليط.
لقد خرج المسلمون من موسم طاعة أقبلوا فيه على ربهم، فهل يستمرون على ذلك إتباعاً للطاعة بالطاعة؟ كم كان الربح في رمضان وأنَّى لمن جرب الربح أن يعود إلى الخسارة برغبته ورضاه، ومن تعامل مع الله بصدق فلن يخسر.
كم كان رمضان ضيفاً عزيزاً على النفوس استمرأت فيه الطاعة وحب الخير، سهل فيه البذل، وارتفع فيه التسبيح والتهليل، وكثر فيه الراكعون الساجدون، وارتفعت أصوات التالين لكتاب الله في بيوت الله.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يتقبل منا القليل، وأن يعفو عن الزلل والتقصير، وأن يبلغنا رمضان العام القادم ونحن ننعم بالصحة والعافية والأمن والطمأنينة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.