وداعاً شهرنا الحبيب
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(الناس:1).
عباد الله: ها هو رمضان قد ودع وكأنما هو طيف عابر، مرّ ولم نشعر فيه بمضي الزمان ولا بكرِّ الليالى والأيام ولم يبق منه إلاّ ساعات قلائل.. وهكذا أعمارنا تطوى وتمر بنا ونحن لا نشعر, فإذا حانت ساعة اللقاء وجد كل إنسان ما قدمه، {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (آل عمران:30).
نعم، بالأمس القريب كان معنا، كنا نستنشق عبيره، ونسعد بصيامه وقيامه، ونغترف من بركاته، ونخوض في بحار حسناته، ونرجع كل ليلة بما حملناه من خيراته.. سعدنا فيه بالطاعة، وشعرنا فيه بلذة الإيمان وحلاوته، وعشنا فيه أجمل المعاني واللحظات، وها هو الآن يودعنا ونودعه ونحن في أشد الحزن على فراقه.
أيها الصائمون والصائمات: لقد حرص المؤمنون الصادقون فيه على وقتهم، ونصحوا فيه لأنفسهم، وقاموا بحق ربهم، فصاموا، وقاموا، وتصدقوا، وتلو القرآن، ودعو ربهم، وطلبوا غفران ذنوبهم، وعتق رقابهم من النار، وهؤلاء هم الفائزون بإذن الله تعالى، لأنهم وفوا بوعدهم مع الله، فوفى الله وعده لهم، وأعطاهم سؤلهم{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}(الرعد: 29).
وأما المفرطون المضيعون الذين أتبعوا نفوسهم هواها، وتمنوا على الله الأماني، وأمضوا نهارهم في غفلة وسهو، وليلهم في لعب ولهو، وأطلقوا لأسماعهم وأبصارهم العنان فيما حرّم الله، ولم يرعوا للشهر حرمته، ولا عرفوا له حقّه، فهؤلاء خرجوا من هذا الشهر وقد حرموا أنفسهم خيرا كثيرا كما قال صلى الله عليه وسلم (جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ)(رواه البخاري في الأدب المفرد).
أيها الصائمون والصائمات: إن من علامة قبول العمل الصالح الاستمرار والمداومة عليه، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة)(رواه مسلم).
فدوام العمل الصالح يوصل القلب بخالقه ويعطيه قوة وثباتًا وتعلقًا به. ويعين على تعاهد النفس وترويضها على لزوم الخير. ويكون سبباً لمحبة الله، (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)(رواه البخاري). وهو سبب للنجاة من الشدائد والكربات، قال صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك، تعرّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة)(رواه أحمد). وهو سبب لحسن الختام، قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ)(رواه البخاري). وما أقبح أن يبني المسلم صرح إيمانه ويجمِّله ويزيّنه في رمضان ثم إذا انقضى الشهر عاد فهدم ما بنى وأفسد ما شيّد، وهذا واقع بعض الناس ــ نسأل الله السلامة والعافية ــ.
عباد الله: ومما شرع الله تعالى لنا بعد صيام رمضان صيام الست من شوال، قال صلى الله عليه وسلم:(مَن صَام رمضان، ثم أَتْبَعَهُ سِتّاً من شوال، كان كصيامِ الدهر)(رواه مسلم). وهذه الأيام لا يلزم صيامها متتابعة، بل يجوز صيامها حسب ما يتيسر خلال شهر شوال. وصيامها لا يحتاج إلى نية من الليل في أصح قولي العلماء، وإذا أصبح المسلم ولم ينو الصيام بالليل جاز له الصيام من النهار في أي وقت إذا كان لم يأكل أو يشرب. ويجوز لمن صامها أن يفرد يوم الجمعة بالصيام ما دامت من أيام الست من شوال، ولا حرج في ذلك إن شاء الله.
عباد الله: من أفطر في رمضان لزمه القضاء، سواء كان فطره لعذر أو لغير عذر، إلا أنه لا يأثم بالفطر للعذر كالمرض والسفر ونحوهما، وأما من أفطر من غير عذر فعليه أن يبادر بالتوبة ولا كفارة عليه، ويجب القضاء قبل حلول رمضان التالي لرمضان الذي حصل فيه الفطر، فإن أخر القضاء من غير عذر حتى جاء رمضان الآخر فعليه مع القضاء كفارة التأخير إطعام مسكين عن كل يوم أخر قضاءه، ولابد في ذلك من تبييت النية من الليل لأنه عن واجب.
ولا يجوز الانتقال إلى الإطعام بدلا عن القضاء إلا في حالة المرض المزمن الذي لا يرجى برؤه عادة، أو حالة الكبر في السن بحيث لا يستطيع الشخص الصيام، ويجوز الإطعام قبل القضاء وبعده ومعه.
ولا يجوز لمن صام القضاء أن يفطر على أية حال إلا إذا كان له عذر يبيح له الفطر في رمضان كالمرض والسفر، أما من يأمر زوجته بالفطر في القضاء لحاجته فهذا لا يجوز في حقه، بل عليه التوبة من ذلك، وإعانتها على أداء القضاء لتبرأ ذمتها، ولا يجوز لها أن تطيعه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن إن منعها من الصيام فيجب عليها أن تمتنع إلى قرب رمضان التالي.
وعلى من كان عليه قضاء من رمضان وخاصة النساء أن يحرص على صيام القضاء أولاً ثم يصوم بعدها الست من شوال، والأولى تقديم قضاء رمضان على صيام الست لأن القضاء متعلق بذمّة المسلم، وربما لا يستطيع الوفاء به بسبب ما يعرض له من مرض وغيره.
عباد الله: اعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر على الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد؛ روى ابن عمر رضي الله عنهما قال:(فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة)(رواه البخاري).
وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، قال ابن عباس رضي الله عنهما:(فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ)(رواه أبو داود وابن ماجة بسند حسن).
ويجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، أن يخرجها عن نفسه، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. والأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا، أما الحمل في بطن أمه فيستحب إخراج زكاة الفطر عنه إذا نفخت فيه الروح، أي بعد تمام أربعة أشهر.
ومقدارُها صاعٌ من بُرّ أو شعير أو تمر أو زبيب أو أقط أو مما يقتاته الناس، كالأرز والدُّخن والذرة، فعن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ)(متفق عليه). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ) (متفق عليه).
ولا يجوز إخراج قيمتها نقداً على الصحيح من كلام أهل العلم؛ لأن الأصل في العبادات هو التوقيف، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدٍ من أصحابه أنه أخرج قيمتها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(التوبة:103).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون: واعلموا أن التقوى هي خير زاد لمن أراد النجاة يوم المعاد.
عباد الله: ويجب إخراج زكاة الفطر بغروبِ شمسِ آخِر يوم من رمضان، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وأفضل وقتها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، ومن أخّرها عن وقتها عامداً أثم وعليه التوبة وإخراجُها فورًا وتكون صدقة من الصدقات، وإن كان ناسيًا فلا إثمَ عليه ويخرِجها متى ذَكر.
وتُعطى فقراءَ المسلمين في بلدِ مخرِجِها، ويجوزُ نقلها إلى فقراءِ بلد أخرى أهلُها أشدّ حاجة، ولا تُدفع لكافر، ولا حرَج في إعطاءِ الفقير الواحد فطرة أو أكثر، وكذا لا حرج أن تقسم الفطرة الواحدة بين أكثر من فقير.
فأخرجوها كاملةً غيرَ منقوصة، طيبة بها أنفسكم، واختارُوا أطيَبها وأنفَسَها وأنفعها للفقراء عسى الله أن يتقبل منا ومنكم.
عباد الله: ها أنتم تستقبلون عيد الفطر بلباسه الجميل، وعبيره الندي، فيا فرحة الصائمين بصيامهم، ويا فرحة الطائعين لربهم، فقد ختم الله لهم شهر رمضان بهذا العيد بعد مشقة الصبر على صيام الجوارح ليشعروا بنعم الله تعالى ويشكروه عليها، ويلزموا الطريق الموصل إلى مرضاته وجنته.
وصلاة عيد الفطر فرض كفاية على الأعيان من الرجال لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالخروج إليها ويأمر حتى الحُيّض بالخروج كما في الحديث المتفق عليه عن أم عطية قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر و الأضحى: العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيّض فيعتزلن الصلاة, ويشهدن الخير و دعوة المسلمين؛ قلت يا رسول الله: إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: “لتلبسها أختها من جلبابها”(رواه البخاري ومسلم).
ويسن الاستعداد لصلاة العيد بالتنظف، ولبس أحسن الثياب، والتطيب.
ويسن قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكل المسلم تمرات وتراً: ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً)(رواه البخاري).
والسنة في صلاة العيد أن تصلى في مكان مكشوف خارج البلد يجتمع فيه المسلمون ولا بأس أن تتعدد المصليات إذا دعت الحاجة لذلك, وليس من السنة صلاتها في المسجد إلا إذا دعت الحاجة لذلك كمطر شديد أو برد شديد أو عدم كفاية المصليات أو غير ذلك من الحاجات، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى).
ويستحب أن يذهب للمسجد أو المصلى من طريق ويرجع من طريق آخر ليشهد له الطريق ويتعرض لسلام الملائكة، ويظهر قوة المسلمين، ويتصدق على من يراه من المحتاجين.
ومن السنة التكبير في العيدين فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. وصفة التكبير أن يقول المسلم: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر و لله الحمد)، أو يقول:(الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد). والنساء أيضا يكبرن إذا أُمنت الفتنة، ولا يجهرن كجهر الرجال، والأصل في ذلك حديث أم عطية ففي بعض رواياته : (… فيكنّ خلف الناس يكبرن مع الناس).
وليس لصلاة العيد في المصلى صلاة قبلها أو بعدها، لما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها).
عباد الله: إن يوم العيد يوم فرح وسعادة وهناء، فوسعوا على أهليكم ولا تسرفوا، وأدخلوا السرور عليهم، وانشروا الفرحة بينكم، فهذا العيد منّة من الله علينا فاستقبلوه بالبشر والفرح، وأروا الله منكم خيرا، ولا بأس بالتهنئة فيه كأن يقول ـ تقبل الله منا ومنك وأعاد الله علينا وعليك من بركات العيد.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، اللهم اختم لنا هذا الشهر الكريم بغفرانك والعتق من نيرانك، اللهم أعده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية وأمن وأمان.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: 56). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم اجعلنا ممن صام وقام رمضان إيمانا واحتسابا، واجعلنا ممن نال فضلك ورحمتك. واجعلنا اللهم من سكان جنتك يا أكرم الأكرمين.
اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم عليك بالظالمين المعتدين على بلاد المسلمين، فإنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا الفساد، اللهم صبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين. اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اجز خادم الحرمين الشريفين خيرا على جهوده في وحدة المسلمين وتضامنهم، وما يسعى إليه من نصرة قضايا المسلمين في كل مكان.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة).
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.الجمعة:
29- 9- 1433هـ