السؤال رقم:(4475) حكم من سبّ الذات الإلهية أو النبي صلى الله عليه وسلم
نص الفتوى : هل من شتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقتل وشاتم الذات الإلهية لا يقتل إذا تاب؟ بتاريخ 16/ 3/ 1440هـ
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فإن من سب الله أو سب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يكفر كفراً يخرجه عن الملة الإسلامية، وإذا لم يتب من سبّ النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقتل لردته، لكنه إذا تاب إلى الله تعالى توبة خالصة فإن الله يتوب عليه، فالتوبة تمحو المعاصي كلها حتى الشرك بالله، لكن ذهب عامة أهل العلم إلى أنه يجب عليه القتل حداً بعد التوبة .
قال ابن المنذر: (أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل). انتهـى .
واستدلوا على قتله بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: (أنَّ أَعمًى كانتْ لَه أُمُّ وَلدٍ تَشتُمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم وتَقَعُ فيهِ، فيَنْهاها فلا تَنتَهي، ويَزجُرُها فلا تَنزَجِرُ، فلمَّا كانَ ذاتَ ليلةٍ جَعَلَت تَقَعُ في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم وتَشتُمُه، فأَخذَ المِعوَلَ فجَعَلَه واتَّكَأَ عَليها فقَتَلَها، فلمَّا أَصبَح ذُكِر ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم، فجَمَع النَّاسَ، فَقال: أَنشُدُ اللهَ رجلًا فَعَل ما فَعَل، لي عَليه حقٌّ إلَّا قام، فَقام الأَعْمى يَتخطَّى النَّاسَ، وهوَ يَتدَلْدَلُ حتَّى قَعَدَ بَينَ يَدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم، فَقال: يا رَسولَ اللهِ، أنا صاحِبُها، كانتْ تَشتُمُك وَتَقَعُ فيكَ، فأَنْهاها فَلا تَنتَهي، وأَزجُرُها فَلا تَنزَجِرُ، وَلي مِنْها ابْنانِ مِثلُ اللُّؤلُؤتَينِ، وكانت بي رَفيقةً، فلمَّا كان البَّارحةَ جَعَلَت تَشتُمُك وتَقَعُ فيكَ، فَأخَذْتُ المِعوَلَ فوَضَعْتُه واتَّكأتُ عَليه حتَّى قَتلْتُها، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم: ألَا اشْهَدوا أنَّ دَمَها هَدَرٌ.)رواه أبو داود .قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الذهبي في التلخيص: صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود. ومعنى دمها هدر أنه باطل: يُقال ذَهَب دَمُه هدرا إذا لم يدرك بثأره.
والحديث يدل على مشروعية قتل الساب للنبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يقتله إلا السلطان أو من يقوم مقامه، لأن افتيات غير السلطان قد يسبب انفلات الأمور والفوضى مما يصعب التحكم فيه، ويجر فسادا أعظم .
وكذلك الحكم فيمن سب الله تعالى فإنه يكفر ويجب قتله إن كان مسلما بالإجماع لأنه بذلك كافر مرتد بل هو أسوأ من الكافر الأصلي فإن الكافر الأصلي يعظم الرب ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل واختلف أهل العلم في قبول توبته بمعنى انه هل يستتاب كالمرتد ويسقط عنه القتل إذا اظهر التوبة من ذلك بعد رفعه إلى السلطان وثبوت الحد عليه على قولين: أحدهما أنه بمنزلة ساب الرسول، والثاني أنه يستتاب وتقبل توبته بمنزلة المرتد المحض.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.