السؤال رقم: (4865): حكم الاعتكاف في البيوت بسبب كورونا.
نص السؤال: في الوضع الحالي وبسبب تعذر إقامة شعيرة الاعتكاف في المساجد؛ هل يصح الاعتكاف في المنزل في الغرفة المخصصة للصلاة “مصلى المنزل”؟
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فقد اتفق الفقهاء على أنه لا يصح الاعتكاف إلا في مسجد بل حكى الإجماع على ذلك
جاء في المجموع شرح المهذب للنووي: (6/ 478): {ولا يصح الاعتكاف من الرجل إلا في المسجد لِقَوْلِهِ تَعَالَى (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) فدل على انه لا يجوز إلا في المسجد” .
وقال ابن قدامة في المغني (3/ 189): ولا يصح الاعتكاف في غير مسجد إذا كان المعتكف رجلا. لا نعلم في هذا بين أهل العلم خلافا، والأصل في ذلك قول الله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} [البقرة: 187] . فخصها بذلك، ولو صح الاعتكاف في غيرها، لم يختص تحريم المباشرة فيها؛ فإن المباشرة محرمة في الاعتكاف مطلقا.ا.هـ
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (3/385): (أجمعوا أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد) وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (27/252) : (لا يكون الاعتكاف إلا في المساجد باتفاق العلماء ) قال القرطبي في تفسير (2/333)..: (أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد) وأقوال السلف والخلف في هذا الباب كثيرة
وعليه فالقول بمشروعية الاعتكاف في غير المسجد قول غير صحيح بل هو قول شاذ، ومن كان من عادته أن يعتكف ثم منعه العذر فإن فضل الله واسع ويثيب على النية وعلى العادة الدائمة إذا منع منها مرض أو سفر .
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.