السؤال (5395) تحاورت مع شخص عربي غير مسلم، وطرح عليّ بعض الأسئلة عن الجنة  وأجبته، ثم طرح علىّ سوالًا قائلًا: (ماذا عن بقية الشعوب هل يدخلون الجنة؟) قاصدًا الشعوب التي لم يصلها الإسلام والشعوب الغير عربية. فما الرد المناسب؟

الجواب: من تمام عدل الله عز وجل ورحمته أنه لا يُعذب أحدًا إلا بعد بلوغه الدعوة، وثبوت الحجة عليه، قال تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء/15

وقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) القصص:(59)

وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) أخرجه مسلم برقم (153).

فدلّ هذا على أن من لم تبلغه الدعوة، ولم تقام عليه الحجة غير داخل في هذا الوعيد.

وما عليه السلف وعلماء أهل السنة والجماعة أن من لم تبلغه الدعوة ولم تُقام عليه الحجة كأطفال الكفار ومجانينهم وأهل الفترة أنهم يُمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع منهم فله الجنة، ومن عصى فله النار.

قال شيخ الإسلام رحمه الله : (مَنْ لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فِي الدُّنْيَا بِالرِّسَالَةِ ، كَالْأَطْفَالِ وَالْمَجَانِينِ وَأَهْلِ الْفَتَرَاتِ : فَهَؤُلَاءِ فِيهِمْ أَقْوَالٌ ؛ أَظْهَرُهَا مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ : أَنَّهُمْ يُمْتَحَنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَأْمُرُهُمْ بِطَاعَتِهِ، فَإِنْ أَطَاعُوهُ اسْتَحَقُّوا الثَّوَابَ ، وَإِنْ عَصَوْهُ اسْتَحَقُّوا الْعِقَابَ.”

انتهى ، باختصار من “الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح” (2/291-298) .