السؤال (5397) في قصة أصحاب الجنة عوقبوا بنيتهم قبل مباشرة الفعل، هل لهذا نظائر في القرآن أو السنة أو وقائع ماضية؟

الجواب: هذا المثل ضربه الله عز وجل لكفار قريش، وهو عام لكل من أنعم الله عليه بنعمة فبخل بها، وهضم حق الفقراء فيها.

وقد عاقب الله عز وجل بعدله أصحاب الجنة الذين ذكر قصتهم في سورة القلم لمّا أقسموا ليجذنّ ثمر بستانهم ليلاً لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل ، ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقوا منه بشيء، وهنا عاقبهم الله عز وجل بعذاب طاف على بستانهم ليلًا فجعله كالصريم أي: كالليل الأسود جزاءً وفاقًا.

وقد استنبط العلماء من هذه القصة أن العزم والتصميم على المعصية يُعاقب عليه الإنسان ولو لم يفعله، ولا تعارض بين هذا وبين ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم برقم (162) وفيه: (…ومَن همَّ بسيِّئةٍ فلم يعمَلْها لم يُكْتَبْ عليه شيءٌ فإنْ عمِلَها كُتِبَتْ سيِّئةً واحدةً) لأن المقصود بالحديث أنه امتنع عن فعل المعصية لله عز وجل، كالرجل الذي قعد بين رجلي امرأة يريد الفاحشة فلما ذكّرته بالله انصرف راجعًا، فهذا ترك الفاحشة لله عز وجل.

أما أصحاب الجنة فالقرائن كثيرة على مثل حالهم ومنها قوله تعالى عن البيت الحرام: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج: 25].

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا الْتقى المسلمان بسيفَيهما، فقتل أحدُهما صاحبَه، فالقاتلُ والمقتولُ في النّارِ قيل: يا رسولَ اللهِ هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ؟ قال: إنه كان حريصًا على قتلِ صاحبِه) أخرجه البخاري (٣١ )، ومسلم (٢٨٨٨). فهنا عوقب المقتول بنيته، كما يُعاقب من يُرِد السوء في البيت الحرام أيضًا على مجرد الإرادة.