السؤال رقم (5426)ما هي أعلى درجات البر؟ وما أقلها؟

الجواب: إن كان قصد السائل بر الوالدين، فالذي عليه عامة المسلمين أن بر الوالدين من أفضل الأعمال وأعلاها منزلة، وأكثرها أجرًا، ولا أدلّ على فضلها من اقترانها بالتوحيد الذي هو أول الواجبات، والذي بعث الله من أجله الرسل وأنزل من أجله الكتب.

وقد ذكر بعض أهل العلم لبر الوالدين ثلاث مراتب وهي:

أدنى البر: وهو طاعتهما في المعروف، وعدم مخالفتهما فيما ينهيان عنه.

المرتبة الثانية: أن تعرف مرادهما ورغبتهما فتبادر إلى تلبيتها قبل أن يطلباها.

المرتبة الثالثة:  وهي أعلى درجات البر، أن تُقدم أمرهما على أمرك، ومحبوبهما على محبوبك، فتؤثرهما على نفسك وعيالك. ومثال هذا ما جاء في حديث الثلاثة رهط، وفيه: (فقال رجلٌ منهم: اللهمَّ كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وكنتُ لا أغْبِقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلبِ شيءٍ يومًا فلم أُرِحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ لهما غبوقَهُما فوجدتُهما نائمينِ، فكَرِهتُ أن أغْبِقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فلبِثْتُ والقدحُ على يدَيَّ أنتظرُ اسْتيقاظَهما حتى برَق الفجرُ، فاستيقظا، فشرِبا غبوقَهُما، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك، ففرِّجْ عنّا ما نحن فيه من هذه الصخرةِ..) أخرجه البخاري (٢٢٧٢) باختلاف يسير، ومسلم (٢٧٤٣) مختصراً.