الجواب: الذي يظهر لي أن هذا ليس من باب المسابقة، فلم تُجعل الجائزة لأحسن عمل مثلا، أو لأول صورة تخدم حسابك. وإنما هذا من باب الجعالة. وكان الأصل أن كل من شارك في الإعلان، وأنزله في الإنستغرام: أن له الجائزة المحددة، ولكنك جعلت جائزة واحدة تُستحق بالقرعة.

وقد شرط الفقهاء لصحة الجعالة: أن يكون الجعل معلوما، مقدورا على تسليمه، وذكروا أن مقتضى الجعالة: أن يستحق العامل الجعل إذا أتم العمل.

وعليه: فإدخال القرعة هنا مفسد لعقد الجعالة؛ لوجود الغرر؛ لأن العامل قد يحصل على الجعل وقد لا يحصل عليه، فيضيع عمله، والغرر منهي عنه.

قال ابن قدامة رحمه الله: ” والجعالة تساوي الإجارة في اعتبار العلم بالعوض، وما كان عوضا في الإجارة جاز أن يكون عوضا في الجعالة، وما لا فلا” انتهى من “المغني” (6/96).

أما إذا كان الاشتراك في مسابقة في الإنستغرام، مقابل الإعلان عن حساب صاحب المسابقة في صفحة المشترك، فإن كانت صفحة صاحب المسابقة ليس فيها محظور شرعي والمسابقة ليس فيها ما يخالف العقيدة ولا تدعو إلى شيء يخالف الدين والأعراف الحسنة، فلا حرج في الإعلان عنها في صفحة المشترك، سواء أكان ذلك مجانا، أو بمقابل، أو بغرض الاشتراك في المسابقة المذكورة، طالما أن المشترك لا يبذل شيئا من المال نظير هذا الاشتراك.