السؤال رقم (664): إذا مات الإنسان الصالح على كبيرة من كبائر الذنوب

نص السؤال: هل إذا كان الإنسان صالحاً في معظم أعماله ومات على ذنب كالكذب أو السرقة هل تلغى أعماله الحسنة ويصبح كافراً ويلقى بالنار نظراً للحديث الشريف (إنما العبرة بالخواتيم)؟ السائلة: ريم من السعودية

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإذا ختم للإنسان الذي كان ظاهره الصلاح أمام الناس بعمل سيئ وخاصة عندما تكون كبيرة من كبائر الذنوب كالكذب والسرقة فهو داخل في هذا الحديث (إنما الأعمال بالخواتيم)(متفق عليه)، وهذا من سوء سريرته، لأن الله تعالى لا يعامل العباد بما يظهرونه، إنما يعاملهم بما يصدر منهم من عمل وبما وقر في قلوبهم، كما قال صلى الله عليه وسلم:(إن الله لا ينظر إلا صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) (رواه مسلم)، فمدار قبول العمل على ما وقر في القلب. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)(متفق عليه). وأما ما قدم من حسنات في حياته فلن تضيع عليه عند الله تعالى، فالله تعالى قال[إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً](الكهف)، فهو تحت مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه، وعسى الله جل وعلا أن يغفر له ويرحمه ويدخله الجنة بفضله ورحمته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.