السؤال رقم (387) : دعوة زميلاتي من غير المسلمين . 11 / 2 / 1429

السؤال رقم 387) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في أثناء دراستي الثانوية حينما كنا نتناقش مع زميلاتنا غير المسلمات حول الأمور المستقبلية من نزول عيسى عليه السلام والمسيح الدجال وهرمجدون وغيرها
كنت أجد الذهول في أعينهن وأجد في هذا الذهول انهيار لما تربوا عليه من كره للمسلمين وأن دينهم غير صحيح فها هو يتفق مع دينهم وفى نفس الوقت كنت أدهش لأني تعلمت أنهم يعلمون كل شيء عنا وأنهم يحاربوننا كرهاً فينا لا أكثر، فأجدهم أمامي لا يعلمون عن ديننا شيء، والآن بفضل الله قاربت على الانتهاء من قراءة (التوراة) أو (العهد القديم) وقرأت كتباً عن حوار الأديان فكيف يمكنني بما أملكه الآن من دعوة زميلاتي الجديدات إلي الإسلام ولكن بطريقة غير مباشرة لأنها قد تسبب لي المشكلات في مجتمعنا، وأنا فتاة والله لو كنت فتى ما خشيت شيئاً .. أرجو الإفادة؟ وجزاكم ربى كل خير. السائل: أبو عبد الله

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: يجب عليكِ أختي الكريمة تعلم العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة والتي فيها النجاة بإذن الله من الشبهات التي يلقيها أهل الباطل للمسلمين الجهال الذين لا يعرفون شيئاً عن دينهم سوى بعض العبادات فقط، ثم بعد ذلك تتخيرين بعض الكتب الموثوقة والتي تناقش المسائل المطروحة من قبل أهل الملل الأخرى، وخاصة النصارى، فإذا فتح الله عليكِ بهذا فيمكنكِ دعوتهم إلى دين الله تعالى، وتبيان الحق الذي أمر الله تعالى، ومن ذلك أن القرآن الكريم الذي بين أيدينا هو الكتاب الخاتم لجميع الكتب السماوية السابقة، وأن ما يحتوي عليه من آيات كريمات تخبر عن الرسل السابقين، وعن خلق الإنسان، وعن سائر الآيات الكونية الدالة على عظمته، وأنه الخالق المدبر لجميع الكائنات، وكل شيء في هذا الكون يدل على قدرته وحكمته، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن الإسلام هو الدين الخاتم لجميع الأديان السابقة، وأنه من حاد عن طريق الإسلام فهو على طريق الخسران مصداقاً لقول الله تعالى [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ](آل عمران).
فإذا تمكنت من ذلك وقمتِ بدعوتهم مباشرة فأنت على خير إن شاء الله، وأنت مأجورة ومثابة على هذا العمل، ويكفيكِ شرفاً وفخراً أن الله تعالى بشر الداعين إليه ببشرى عظيمة في قوله تعالى [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ](فصلت)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)(متفق عليه).
وإذا لم تتمكني من دعوتهم مباشرة فيمكنكِ إحضار كتب معينة تتحدث عن الإسلام وتبين مزاياه وفضائله، وعن العقيدة الصحيحة للمسلمين وغير ذلك من الكتب التي تكون سبباً في تعريفهم بدين الله تعالى. أسأل الله تعالى أن يمنَّ عليكِ بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفقكِ ويسدد خطاكِ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.