السؤال رقم (43) : السفر إلى أمريكا من أجل طلب الرزق الوفير بتاريخ 12 / 8 / 1427 هـ

السؤال رقم ( 43) : الحمد لله الذي شرف اللغة العربية بالقرآن الكريم، ثم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: الأخ الدكتور/ عبد الله بن محمد الطيار.. أطال الله لنا في عمركم وبارك فيكم.. أنا من أشد المعجبين بك وبكل آرائك أحيط علم سيادتكم أولاً ولي عليك شيء أنني قد أرسلت مراراً وتكراراً عن واقع العربي المسلم في الهجرة إلى أمريكا، أريد أن أذكرك مرة أخرى أنني مصري متزوج، وأعمل مدرس بالقاهرة، وحالياً بالكويت في عمل شاق (المعمار) وحاصل على درجة الماجستير في التربية الرياضية، ولم أحظى بالتعيين في بلدي بالجامعات، وقد أقدمت على الهجرة إلى أمريكا، وتقدمت بالهجرة وحصلت على التأشيرة، ولكني أريد أن أعرف رأيكم لأنني أخشى على نفسي من الفتنة وأخاف من الوقوع في الكبائر، ولكن الإغراء المادي كبير جداً إلى السفر والعمل هناك، فهل تنصحني كأخ في الله أحتاج إلى رأيك ومشورتك، ورأي الدين أن أنك سوف تتجاهل الرد مرة أخرى، ولن ترد على الرسالة وتتركني هكذا، فأنا أريد أن أعرف إذا سافرت وحافظت على ديني والصلاة والتقرب من المساجد والجاليات المسلمة أفضل أم أن السفر سوف يعرضني للفتن والمتاعب والكبائر، وأنا لن أدفع الفلوس حتى ترد علي بماذا أفعل؟ وأرجو أن تصلك رسالتي وتقرأها وأن تقع بين يديك، وإذا لم تصل إليك فهذا قدري والأجر والثواب على الله، هو نعم المولى ونعم النصير.
وأطمع في كرم سيدتكم أن ترسل لي مرة ثانية منك شخصياً، وأسأل الله عز وجل أن ييسر لي الأمر، وأن ترد في هذا الموضوع الشاق، الخلاصة: هل أستمر بعملي في الكويت بأجرة زهيدة جداً جداً أم أسافر إلى أمريكا حيث المعيشة والرخاء والمادة الوفيرة)؟ ربي إني أحبه فيك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، ومهما بلغ العبد فيها من جاه أو سلطان أو مال أو غير ذلك فكل هذا زائل لا محالة، والباقي للعبد في هذه الدنيا هو ما قدم من عمل، وأنت على ما أرى حريص على مرضات الله تعالى والبعد عن معصيته، ولكن ظروفك المادية هي التي تحرك في نفسك طلب السفر إلى أمريكا، فنصيحتي لك الرضا بما قسمه الله لك في البلد التي تعمل بها حالياً، فهو خير لك من أن تجد المال الكثير ثم تفقد أغلى ما عندك وهو دينك، وأنت تعلم ما في هذه البلاد من فتن لا يستطيع أن يتحملها إلا من كان عنده زاد من العلم والتقوى، فالأولى لك أخي الكريم أن تستمر في عملك، وأن تحفظ دينك، وأن تبادر إلى طاعة ربك، والإكثار من دعائه أن يبارك لك في رزقك، واعلم أن البركة في المال الحلال، فأخلص في عملك وتحمل في سبيل إعفاف نفسك، وتزود من التقوى فهي خير زاد لك في دنياك وآخرتك.
وفقك الله لكل خير ورزقك الرزق الحلال الطيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.