السؤال رقم (1553) : سؤال حول العمل في بيع الخمور وحكمه والتوبة منه

أعرف أن بيع الخمر حرام. إن لي صديق دخله الوحيد من الخمر لكنه ينوي أن يتوب في شهر يوليو (بعد 5 أشهر) وقد وجد عملاً جيداً يبدأ بعد ذلك الوقت وسيتوقف عن بيع الخمر إلى الأبد. وفي الواقع هو يرغب أن يتوقف عن بيع الخمر الآن لكن ذلك معناه أنه سيخسر بيته ولن يقدر على الإنفاق على أسرته، وهو كاره لوضعه الحالي وعازم على ترك الحرام بعد شهر يوليو. ويقول إن المال الذي سيأتيه سيستخدم لضروريات العيش فقط وهو يعلم أنه حرام.
هل يغفر له ذلك؟ هو عازم على ترك الحرام في شهر يوليو لكنه بحاجة لتيسير أموره هذه الأشهر القليلة الباقية. وهو يخشى الآن على عائلته ويريد حمايتهم ورعايتهم ولا يستخدم المال في الكماليات. ماذا يستطيع أن يفعل خلاف ذلك؟ وهل يجوز بيع الخمر والتصدق بالمال الحاصل على الفقراء أم أن المال الحرام يحرم العمل؟ حتى لو كان كل المال يذهب في الصدقة؟

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالله جل وعلا إذا حرم شيئاً حرم ثمنه ومن ذلك الخمر فالمال الحاصل بسبب بيع الخمر والعمل في تجارته أو صناعته كله حرام وسحت، ولذا فوصيتي لهذا الشخص أن يبتعد عن المال الخبيث ويحرص على إطعام نفسه وذريته مالاً حلالاً فكل جسد نبت على السحت فالنار أولى به، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذِّي بالحرام فأنى يستجاب له. وهذا الشخص عليه أن يجتهد ويدفع أعلى الضررين بأخفهما فالقاعدة الشرعية تقضي بارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما.
أما مسألة التوبة وغفران الذنوب فلا أحد يحول بينه وبين ربه، فالتوبة الصادقة تمحو جميع الذنوب فليصدق في توبته وليقبل على ربه ولا يقرب الحرام وإذا علم الله حسن نيته رزقه من حيث لا يحتسب ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾ وصدق القائل:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتهـا فرجت وكنت أظنها لا تفرح
والقائل:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكــــــون وراءه فرج قـــــــــــريب
أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا الرزق الحلال وأن يجنبنا الحرام إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.