السؤال رقم (1542) : هل يجوز لي أخذ هذا المال؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي الكريم أنا موظف من أكثر من 13 سنة في الاتصالات السعودية، وكل أصدقائي الذين كانوا معي، أو دخلوا بعدي بسنين ترقوا وأصبح لهم مناصب وأنا أقلهم ـ ولله الحمد ـ لدي مدير طيب ومحترم يعرف بالظلم الواقع علي، ولذلك هو يمنحني من وقت لآخر مبلغاً إضافياً {أوفر تايم}وأيضاً يعطيني تذاكر سفر مجانية ونقود لانتدابات لا أذهب لها،وذلك لتحسين وضعي الذي أنا مظلوم جداً فيه.. هل يجوز لي أخذ هذا المال؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا..

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فهذا المال الذي أخذته من الشركة مالٌ حرام ولا يجوز لك لأنه مال لا تستحقه، وهو من أكل المال بالباطل، قال تعالى:(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)(البقرة:188)، وهذا من التحايل، وهو من التعاون على الإثم والعدوان؛ فعليك برد ما أخذته من مال إلى الشركة مرة أخرى، فإن لم تستطع فعليك بإنفاقه بنية الصدقة عن صاحب الشركة، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:{إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟ ( رواه مسلم)، وأما ما قام به مديرك من التحايل على أنظمة الشركة من أجل نفعك فعمله محرم وهو آثم ومسؤول أمام الله عما قام به، وقد قال الله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)(النساء:158)، وقال صلى الله عليه وسلم:{{كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..}(رواه البخاري)، وهذه من الأمانات التي يجب عليه حفظها وأدائها على الوجه المطلوب.
وأما موضوع عدم الترقية والظلم الواقع عليك من ذلك فعليك بالرجوع إلى المسؤولين، والمطالبة بحقوقك عسى الله تعالى أن يجعل لك فرجاً، وتذكر قول الله تعالى:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} (التغابن:2)، وقوله تعالى:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(التغابن:4) وفقك الله لكل خير ورزقك الحلال الطيب ويسر لك أمرك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.