السؤال رقم (1569) : أسئلة عن القتل شبه العمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أريد أن أسأل عن القتل الشبه عمد حيث قاموا مجموعة من الأفراد بالانتقام من رجل كان مفتري عليهم، ومعتدي على حرمات بيوتهم، وخطف قريب لهم، وترهيب وتخويف النساء، ودخول المنزل على النساء والأطفال دون احترام ولا خوف من ردة الفعل، وبعد ذلك قام بإطلاق النار على أولادهم (أب) وإغلاق الطريق إلى المنزل، وترحيلهم من المنطقة، وكانت إصابة الرجل الذي يبلغ من العمر (50 عاماً) بالغة في العظم، واتجهوا إلى كل الجهات المعنية من أجل توقيف الرجل عن اعتداءاته ومشاكله ولم تستطيع كل الحكومات توقيفه ولا حتى استجوابه، وكان يعمل في الحكومة، فحدث عندما التقيا الطرفين، قاموا طرفنا المعتدى عليه بإطلاق النار على أقدامه مثل ما فعل في أبوهم، ولكن شاء القدر بعد نقله إلى المستشفى وإهمال المستشفى، ونقص الطواقم الطبية وإهمالهم بسبب كثرة الحالات الموجودة، وكان عنده نزيف ولم يعطوه من وحدات الدم شيء، وقد مرّ عليه ما يقارب (4 ساعات).
سؤالي: ما حكم الدين فيمن قاموا بهذا العمل ولم يكن عندهم نية القتل؟ وما يتوجب على كل واحد (فرد) العمل من أجل التوبة؟ بارك الله فيكم ونتمنى لكم المزيد من التقدم من أجل خدمة الأمة.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فالأولى للسائل أن يراجع أهل العلم المعتبرين في بلده، وأن يوضح لهم هذا الموضوع من أوله لآخره، ويبين لهم ملابساته وأسبابه ونتائجه، وهم سوف يقومون إن شاء الله بإجابته عن الحكم الشرعي تجاه هذا الموضوع. فإن لم يتيسر من يفتيكم فيه فلابد من الرجوع إلى المسؤولين من الجهات المعنية في ذلك لأنها مسألة لها ما بعدها.
ولا يمكن الإجابة عليه من حيث حقوق الآدميين لأنه يترتب عليه أحكام شرعية متعددة بحسب أسبابه ونتائجه وغير ذلك، وأما الكفارة فإنها تلزم كل من تسبب في قتله، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، كما قال تعالى:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)(النساء:92).وفقكم الله لكل خير وأعانكم على حل مشاكلكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.