الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلا يجوز لك أخي الكريم أن تأخذ مالاً زائداً عن قيمة السلعة التي حددها لك صاحب المحل لتباع به، وهذا من أكل أموال الناس بالباطل، والله جل وعلا يقول:(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)(البقرة:188)، وما دام أنه قد اتفق معك على أسعار السلع التي تباع بها فلا يجوز لك الزيادة على هذه الأسعار لتأخذه لنفسك، وتذكر قول الله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)(المعارج:32)، ولقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث والياً يجمع صدقات الأزد ـ قبيلة من قبائل العرب ـ فلما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أمسك بعض ما معه وقال هذا لكم وهذا لي هدية، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال:{ألا جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً}، ثم قال:{مالي أستعمل الرجل منكم فيقول: هذا لكم وهذا لي هدية ألا جلس في بيت أمه ليهدى له، والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حق إلا أتى الله ليحمله ـ يعني يوم القيامة ـ، فلا يأتين أحدكم يوم القيامة ببعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه، ثم قال: اللهم هل بلغت}(صححه الألباني في غاية المرام رقم 462).
فعليك أخي الكريم أن تتقي الله تعالى فيما تحملت من الأمانة، ويكفيك المال الحلال الذي يأتيك من راتبك، فالحلال القليل فيه بركة عن الحرام الكثير. وفقكِ الله لكل خير، وأعانك على مجاهدة نفسك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.