السؤال رقم (1609) : حكم استرداد الدين عن طريق السرقة أو الضرب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فيا شيخ أود أن أسألك سؤالاً ما حكم الشرع في شخص عليه ديون كثيرة ولم يستطيع السداد ويتعرض للتهديد بالحبس إذا لم يدفع ولديه مال عند شخصين لا يريدون الدفع له، فهل يجوز له سرقتهم أو ضرهم في سبيل الحصول منهم على ماله علماً لا يملك أي ورقة تثبت حقه في المال الذي لديهم له وأن الذين يطالبونه بالمال لديهم مستندات تثبت ذلك حيث أنه كان يكتب على نفسه سندات أمانة بأي مبلغ يستدينه أو بضاعة يشتريها بالدين. كذلك هذا الشخص هرب من المدينة المقيم فيها وأوصى أهله بأن يخبروا من يسأل عنه بأنه تم اعتقاله من قبل الأمن الداخلي حيث أنه كان أعتقل سابقاً من قبلهم بسبب مظهره السلفي وحيث أنه نحسبه من أهل السنة والجماعة والله حسيبه ويقيم متخفياً في مدينة أخرى عند صديق له ويبحث عن عمل هناك، أرجو الرد السريع رعاكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذا الشخص لا يحل له أن يسترد ماله بغير طريق شرعي فلا يجوز له أن يسرق منهم أو يغتصب بل عليه أن يسترده عن طريق المحكمة أو عن طريق الصلح معهم على أي كيفية تحفظ له ماله وإن أمكن أن يشتري منهم أو يقترض ثم يحيلهم على ما في أيديهم له فلا حرج عليه.
وأما تخفيه عن دائنيه فهذا خطأ وعليه أن يواجههم ويشعرهم بأنه غير قادر على سداد ديونهم والله جل وعلا أوجب إنظار المعسر قال الله تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) البقرة:280 وعلى السائل وغيره ممن يعرفون أحوال هذا الرجل أن يساعدوه على سداد دينه بالوسائل المشروعة ولو بجمع أموال الزكاة له وهذا العمل من أرجى الأعمال عند الله فمن نفّس عن مسلم كربة نفّس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه، وعليكم أن تخبروا هذا الشخص أن إيهامه الناس بأن الأمن احتجزه خطأ وظلم والبلاء موكل بالمنطق ولكن إذا قيل إنه مسافر تحقق المقصود وفقكم الله لهداه ويسر أموركم وأصلح أحوالكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد