السؤال رقم (1707) : أملك أسهم في شركة محرمة ولا أعلم الآن ماذا أفعل؟

ياشيخ أنا أملك أسهم في شركة صدق والبحري,, وعلمت بعد ذلك أن صدق محرمة ,,, ولا أعلم الآن ماذا أفعل ,, هل أخرج أم أصبر؟,, وبعد طيحة السوق لا أستطيع أن أعرف رأس مالي في الشركه أول ما دخلت,, بحيث أني اشتريتها من مدة طويلة,, والبحري نشاطها مباح ولكن لديها قروض أو تسهيلات بنكية أو استثمارات محرمة ولا تعد من نشاط الشركة,, فهل يجوز الشراء والبيع فيها وفي الشركات الأخرى,, وهل تجوز المضاربة فيها؟؟ وإذا كان لابد من التطهير فأرجو منكم التكرم بطريقة التطهير,, وإذا كان هنالك تطهير فأين يذهب المال,, للفقراء أم لليتامى أم إلى أين؟ وجزاكم الله خيراً

الرد على الفتوى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فينبغي على المسلم أن يتحرى الشركات التي يتعامل معها، ويسأل عن معاملاتها قبل أن يضع رأس ماله فيها، فإذا ظهر له تعاملها في الربا، أو فيها شبهةٌ _ وجب أن يبتعد عنها في الوقت المناسب، وإن كانت تعاملاتها سليمة _ اطمئن على رأس ماله، واطمأن أيضاً على الكسب الحلال، وحيث أن تعاملك مع شركة (صدف) علمت بأن معاملاتها غير سليمة _ فعليك بسحب رأس مالك مباشرةً منها، وإخراج الأرباح التي أخذتها عن طريقها، ووضعها في الأعمال الممتهنة، مثل: دورات مياه المساجد، أو رصف الطرق، أو بناء الجسور، وليس لك في ذلك أجرٌ؛ لأن الله _تعالى_ طيبٌ، لا يقبل إلا طيِّباً كما قال ذلك _صلى الله عليه وسلم_.
وأما الشركة الأخرى وهي شركة (البحري) فإذا تبين لك أن مالها مختلطٌ، وفي شبهةٌ _ فالأولى لك أيضاً سحب رأس مالك منها، وتخرج جزءاً من الأرباح التي حصلت عليها بحسب النسبة المشبوهة التي تظهر لك من تعاملاتها غير الشرعية، وتتخلص منها فيما أشرت سابقاً، ولا ينبغي لك إخراج هذه الأرباح في أعمال الخير، كالصدقة على الفقير، أو المسكين، أو غيرهم؛ لأن المال ليس حلالاً، وغير طيب، وأما باقي مالك بعد إخراج النسبة المشبوهة _ فلا حرج عليك في التصدق منه على من تشاء، وعليك باستحضار قول النبي _صلى الله عليه وسلم_: “فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام” (رواه البخاري، ومسلم)، وقوله _صلى الله عليه وسلم_: “في الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذِّي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟” (رواه مسلم)، فعليك بالحرص على طلب الرزق الحلال؛ فإنه خيرٌ لك في الدنيا والآخرة.
وفقك الله للعلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.