السؤال رقم (1698) : رجل أخذ قرضاً جماعياً من بنك ربوي ومنذ عام هداه الله وعرف …

سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رجل أخذ قرضاً جماعياً من بنك ربوي على أن يسدده على أقساط شهرية بفائدة قدرها 25% ومنذ عام هداه الله وعرف أن ما فعله ربا وحاول أن يسدد المبلغ الذي اقترضه هو كاملا فقط بغض النظر عن زملائه في القرض إلا أن البنك رفض إلا أن يسدد معه زملائه الذين اشتركوا في القرض وزملائه يرفضون التسديد إلا كما هم مرتبطون بالبنك فهل يلحقه إثم؟ وماذا يفعل؟ وجزاكم الله خيرا

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما دمت علمت بتحريم الربا، وأنك وقعت في هذه المعصية عن جهل، وقد هداك الله للحق، وحرصت على التوبة من هذا الذنب، وأردت إرجاع قيمة القرض كاملاً للبنك، فهذا دليلٌ على أنك _إن شاء الله_ صادقٌ مع ربك في التوبة من هذا الذنب.
وبناءً على ذلك _ فلا حرج عليك أن تسدد مع زملائك؛ لارتباطك بهم في السداد، حيث أن البنك رفض أن تسدد له المبلغ الذي عليك إلا مع زملائك؛ لقول الله _تعالى_: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن: 16]، ولكن احرص على تذكير زملائك بأن هذا العمل كبيرةٌ من كبائر الذنوب التي يعاقب الله عليها في الدنيا قبل الآخرة؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 278،279] فإن تعاونوا معك على سداد القرض كله مباشرةً فهو خيرٌ لك، وإن رفضوا ذلك فأنت لا إثم عليك في ذلك _إن شاء الله تعالى_ لأنك فعلت غاية ما تستطيعه، وليس لك مخرجٌ غيره.
وفقك الله للعلم النافع، والعمل الصالح، ورزقك الحلال الطيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.