السؤال رقم (5) : أبي وعلاقاته المشبوهة بتاريخ :8 / 4 / 1427 هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إخوتي الكرام.. بارك الله فيكم.. والدي يقوم بتصرفات مخالفة لشريعة الله سبحانه وتعالى، فهو يعرف عدة نساء وله علاقات مشبوهة معهن، ولا أعرف إذا كان زواجاً شرعياً أم لا؟ وهو في أحسن حال زواج عرفي يعني أنه اختل فيه بعض شروط الزواج الشرعي كما قرأت في بعض الكتب، وأنا أظن أن زواجه من بعض هؤلاء النساء زواج عرفي، وزواجه من بعضهن بالفاحشة والعياذ بالله، وقد عثرت على ما يثبت علاقته معهن، فالأمر ليس فيه شك…… إلخ .. هل يكفي لبره أن أطيعه إذا طلب مني شيئا، ولا أبادر بخدمته من نفسي إلا بعد طلب منه؟ كما أن أمي تسأل عن حكم تصرفها معه، فقد اعتزلته…….إلخ .. أرجو أن تحاولوا مساعدتي……؟ 

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: 
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن أمر والدك إذا كان مبنياً على الشك والظن فقط بدون دلائل فيجب عليكِ ترك هذا الموضوع نهائياً، وحتى لا تتسببي في عقوقه وإقامة مشاكل بينه وبين أمك.
وإن كان الأمر حقيقةً مع وجود دلائل وشهود على هذا الأمر فالأولى لكِ أن تناصحي والدك بالحسنى، وتوصيه بترك هذه المعاصي، وتخوفيه بالله، وتخوفيه من عذاب الله، وتذكريه بالموت ومن سوء الخاتمة، وأن الله تعالى يقبل توبة التائبين مهما بلغت ذنوبهم، فإن استطعت ذلك فهذا أولى وأحسن، وإن لم تستطيعي فانظري لأحد الأقارب المقربين إليه، المحببين إلى قلبه واجعليه يتدخل في الموضوع ويقوم بنصحه فعسى الله أن يرده إلى رشده، وعليكِ أنتِ ببرِّ والدك، والإحسان إليه، وطاعته في غير معصية الله، وقد أوصى الله تعالى في آيات كثيرة ببرِّ الوالدين والإحسان إليهما، بل وعدَّه سبحانه من أفضل الأعمال وأحبها إليه، واعلمي أنه مهماً صدر من والدك فلا يجب عليكِ هجره أو قطيعته، بل يجب عليكِ مداومة برِّه وإحسانه، وقومي بكثرة الدعاء له بأن يصلح الله قلبه وأن يصرف عنه هذه الذنوب والمعاصي. 
وأذكرك بموقف من المواقف التي وردت في عهد النبي “، فعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قَدِمَت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش، فقلت يا رسول الله: إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة، أفأصلها؟ قال:(نعم صليها)(رواه البخاري ومسلم).
فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على وجوب برِّ الوالدين ولو كانا مشركين، فما بالك ووالدك مسلم، فاحرصي بقدر إمكانك على الإحسان إليه والدعاء له، ومهما صدر منه فلا تنسي فضله عليك؛ حيث كان سبباً في وجودك بعد الله، وهو الذي قام على تربيتك وتعليمك فلا تيأسي من رحمة الله في هدايته، فالأمر أولاً وآخراً بيده سبحانه.
وأما من ناحية والدتك فالأمر راجع إليها، فإن رأت أن تصبر عليه فهذا خير وأولى، وإن رأت أن ترفع أمرها إلى المحكمة فلا بأس بذلك.
وأوصيكم بالدعاء له، فعسى الله أن يتقبل دعوةً منكم فتكون سبباً في هدايته ورده إلى طريق الله المستقيم، وفقكم الله تعالى لكل خير، وهدى والدك وأصلح حاله، وأعانكِ على بره وطاعته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.