السؤال رقم (200) : هل أهجر زوجة أبي وإخوتي أم أستمر في دعوتهم؟ : 25 / 10 / 1429هـ

بسم الله الرحمن الرحيم… بعد السلام عليكم والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم إليكم قصتي مع أخوتي غير الأشقاء أنا شاب في 22 من عمري ولدت منذ 22 عاما ولا اعرف والدي حتى في الصورة كما يقولون إلى أن عرفته في سن ال21 أي قبل سنة من الآن ذهبت إليه وتعرفت عليه. أبي يا شيخ من الناس الذين غرتهم الدنيا كثيرا ولم يكن لديه رادع ديني أو شيء يسمى حراما فكل الأمور عنده مباحة (زنى ..ربا…خمر…الخ) ولا حول ولا قوة إلا بالله والآن ذهب إلى الدار الآخرة (رحمه الله و أنا لم أره خلال حياتي إلا ثلاث مرات وطبعا بطلب مني و ليس منه) مرضاة لله وتطبيقا لحديث رسول الله..وأيضا زوجة أبي تصغره بـ 25 عاما وهي كما يقول الكثيرون أيضا هي السبب في غواية أبي وضلاله وهذا حق فقد تأكدت إذ تبين لي (بأنها أيضا مثلها مثل أبي في المعاصي) ولدي من أبي أخ وأخت غير أشقاء وأيضا لم أرهم إلا ثلاث أو أربع مرات في حياتي وهم من خلال معرفتي القصيرة بهم (لا يضمرون لي الخير وحتى أوضح أكثر (حاولت التقرب إليهم كثيرا لكن لم أرى منهم الإقبال فأخي صاحب الذنوب الكثيرة وحدثني عن مغامراته مع النساء وأختي في مصاحبة الشبان وغيرها. الآن مات أبي وبقي العار (عار إخوتي وزوجة أبي) فماذا أفعل يا شيخ ما واجبي علماً بأني دعوته إلى الهداية أكثر من مرة وعلما أن زوجة أبي سافرة جدا ولا حول ولا قوة إلا بالله وأختي كذلك. وأمي أنا قالت بأنها ستغضب علي إن حاولت مكالمتهم أو الاتصال بهم بأي طريقة لما أسلفته من أمور عليها أدلة وشهداء حق من (فحش ظاهر) .. وأنا في قلبي وبكل جوارحي أتمنى بأن يعود إخوتي إلى رشدهم وأن نكون علية متحدة وأن يهتدوا إلى الصراط المستقيم. فما العمل يا شيخ ؟ أرشدني ماذا أفعل هل أهجر أخوتي لله…أم أدعوهم للمرة الأخيرة للهداية علماً أن إخوتي في مدينة غير مدينتي وتبعد تلك المدينة عن مدينتي بنحو 4 ساعات أو أكثر ويصعب كما قلت التواصل معهم مبرة من أجل أمي والخوف من غضبها ولن يبقى إلا وسيلة الهاتف ما رأيك يا شيخ أرجوك دلني على الحق والصواب فأنا استرشدك ولا أريد استشارة شخص عادي قد يدلني على وسيلة غير ناجعة ما رأيك هل أهجر إخوتي إلى الأبد (هجرة لله) أم أدعوهم علماً أني قد حاولت كثيرا في هدايتهم ولكن..؟ أنتظر يا شيخ…وجزاك الله خيرا.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعليك أخي الكريم بصلة رحمك ودعوة زوجة أبيك وإخوانك إلى الخير وإلى العودة إلى صراطه المستقيم، والبعد عن تلك المعاصي والذنوب، والإكثار من الدعاء لهم بأن يهديهم الله وأن يصلح أحوالهم.
وحاول ألا تشعر والدتك بذلك، واجعل ما تقوم به من نصحهم وإرشادهم بينك وبينهم.
وإذا فاتحت والدتك في أمرهم وأنك تريد هدايتهم وإرشادهم إلى الخير فعسى الله تعالى أن تكون عوناً لك على ذلك، وعليك بالاستعانة بالله تعالى وإخلاص العمل له، ولزوم نصحهم فلعل الله تعالى أن يأخذ بأيديهم على يديك إلى ما يحبه ويرضاه، فيكتب لك أجراً عظيماً بهدايتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ر ضي الله عنه (..فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)(متفق عليه).
وفقك الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.