السؤال رقم (1924) : حكم رسائل البلوتوث التي تسبب في إشاعة الفاحشة في المؤمنين والمؤمنات.

فضيلة الشيخ.. عبد الله بن محمد الطيار.. حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أرجو الإجابة على سؤالي: انتشر في الآونة الأخيرة عن طريق البلوتوث رسالة فيها تصنيف للعوائل وأرقام لبعض الشباب والفتيات فما حكم نشر هذه الرسالة والاحتفاظ بها وتداولها أثابكم الله؟

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فاعلم أخي الكريم أن نشر هذه الرسالة، وحفظها، وتداولها، وإصدار الإشاعات الكاذبة، والدعاوى الباطلة محرم شرعاً لما يترتب عليه من إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا، وهي داخلة في قول الله تعالى:[إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ](النور:19)، قال ابن القيم رحمه الله:(هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها؛ فكيف إذا تولّوا هم إشاعتها وإذاعتها)، وأيضاً لما يترتب عليها من كشف العورات، والاعتداء على أعراض المؤمنين والمؤمنات وإيذائهم، قال تعالى:[وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً](الأحزاب:58)، وأيضاً الاستهزاء والسخرية بعباد الله الصالحين، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ] (الحجرات:11)، وأيضاً الغيبة والفحش،لقوله تعالى:[وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ](الحجرات:12).
إن من أرسل هذه الرسالة إلى غيره فإنه يبوء بإثم صاحبه مع إثمه من غير أن ينقص من إثم من أرسلت إليه شيء، ومن أدلة ذلك قول الله تعالى[لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ](النحل:25)، فهذه الرسائل التي تسبب العداوة والبغضاء بين الناس من أعظم الضلال، ومن أرسلها إلى غيره فهو يضله ويدعوه إلى غضب الجبار، وكل ما سبق داخل في ديوان المظالم الذي لا يغفره الله إلا إذا تنازل أصحابها حينما يكون القصاص بين العباد عند رب العالمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم:قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا..(رواه مسلم). فوصيتي لمن وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة نصوحاً، وأن يتحلل من أصحاب الحقوق قبل القصاص بين يدي الملك الجبار، وأن يعين على نشر الخير بدلاً عما وقع فيه من الشر، وليكن ممن قال الله تعالى فيهم: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] (المائدة:2). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.