السؤال رقم (1944) : هل هذا العقد صحيح؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة: تقدم لي شاب مناسب وكنت في بداية الأمر في حيرة من أمري، كنت مقتنعة بفكرة الزواج وبهذا الشاب ولكني كنت محتارة بسبب بعض المشاكل التي واجهتني، ولكي اقطع الشك باليقين أقدمت على صلاة الاستخارة والحمد لله أحسست براحة وانشراح في الصدر وكذلك الأمور تساهلت، وبعدها وافقت موافقة قطعية اتباعا لصلاة الاستخارة وتم عقد القران وأنا ( موافقو عقليا) أي أني مقتنعة وكذلك كانت لي رغبة بهذا الشيء ( أي نفسيا والحمد لله تم عقد القران، ولكن بعد مرور تقريباً أربع ساعات اختفت الرغبة بهذا الشيء ( أي نفسيا) وكنت أبكي وأحسست بإحساس أنني لا أريد هذا الشيء، ولكنني لم أكن أريد أو أنوي الفراق أو الطلاق. سؤالي هنا هل العقد صحيح؟ بمعنى رغبتي بالزواج اختفت بعد مرور أربع ساعات هل يعني أنني غير موافقة، مع العلم بأنني كنت موافقة قطعيًّا وجزماً قبل عقد القران وأثناء عقد القران. بمعنى أصح موافقتي أو عدم موافقتي بعد كتابة العقد هل تؤثر على العقد. وهل يبقى العقد صحيحاً. رجل كتب في عقد قران ابنته أن المهر قدره 10000 ريال ولكنه في حقيقية الأمر استلمت البنت20000 ريال، وهذه الحالة منتشرة في منطقتنا لأن المتعارف عليه هو أن المهر 20000 في المنطقة ولكن الدولة حددت فقط 10000 ولذلك كتب ذلك في العقد لتسهيل منحة الدولة للزوج السؤال هنا ما مدى صحة العقد؟ وما مدى صحته إذا قال في صيغة الإيجاب زوجتك ابنتي فلانة على مهر وقدره 10000 ريال وهو في حقيقة الأمر استلم 20000 وتم القبول من الرجل وقال قبلت. إذاً سؤالي هنا عن صيغة الإيجاب والقبول. تقول السائلة: أنا كنت مخطوبة لشخص وبعد فترة تبين وجود رضاع بين العائلتين، المهم طلبت من الأهل التحري في هذا الموضوع ولكنهم أجابوا أنهم متأكدون من هذا الموضوع وبأنه لا يوجد شيء، وطلبت منهم السماح لي للتحري للاطمئنان أكثر ولكنهم رفضوا، وبعد فترة قررت أنا أن أعقد قراني وبعد ذلك أتاكد من الشخص نفسه ومن أهله فإن تبين أنه لا يوجد شيء أكملت معه ولكن إن تبين وجود شيء أطلب منه الطلاق. وأخذت فترة وأنا اخطط لهذا الشيء وكيفية تنفيذه ولكن هذا الشيء بدون علم أحد. ومن رحمة ربي بي ألهمني ربي أن أصلي صلاة استخارة وأتوكل عليه، وبالفعل قبل القران صليت صلاة الاستخارة وفي يوم القران أنساني ربي فكرتي ونيتي ومضيت في الأمر بكل ثقة واطمئنان ونسيان للفكرة السابقة والنية ولكني تذكرتها بعد القران ولكنني لن أقدم على فعلها لأني أعلم أن ربي قد كتب لي الخير بعد صلاة الاستخارة.
هذا كل ما أذكره يا شيخ لأنه حصل منذ فترة ولكن بعض الأشياء لم أستطع تذكرها. سؤالي هنا يا شيخ في نيتي السابقة هل ينطبق على الزواج بنية الطلاق؟ ما المقصود بالعدالة في \” وشاهدين عدل\”. وما هو الحكم في شخص اختاره ولي أمر الفتاة للشهادة، ولكن هذا الشخص في بعض الأحيان يسافر إلى بلاد أخرى بمفرده، ولكننا لم نتأكد بأنه يسافر إلى هذه البلاد لأداء المنكر أو الفسق، إنما نحن في شك من ذلك. السؤال هنا؟ ما مدى صحة العقد؟ علما بأنه يوجد شخصين آخرين(رجلين) غير الشهود حضروا عقد القران وكذلك تم العقد بعلم العائلتين (عائلة الزوج والزوجة). 

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
أ. فالعقد صحيح وتغير الرغبة بعد العقد لا أثر لها في بطلان العقد فالعصمة بيد الزوج وما لم يطلق فالعقد باق وصحيح.
ب. وأما مسألة المهر وكونه كتب في العقد عشرة آلاف وهو في الواقع عشرون ألف فهذا لا ينبغي ولكن المعول عليه عند الخلاف هو عشرة آلاف وما زاد عنها فلا يلتفت إليه؛ لأنه يعتبر هدية من الزوج لزوجته أما مهره فهو ما نص عليه في العقد.
ج. لا أثر لمسألة التحري في الرضاع ما دام تم العقد بالإيجاب والقبول فالعقد صحيح ولا تلتفتي لهذه الخواطر والوساوس.
د. هذه الشهادة كافية وليس لكم البحث عن باطن أحوال الشاهد ما دام ظاهره العدالة فالبواطن إلى الله وبهذا يتبين صحة العقد، واحذري من الأوهام والوساوس التي لا تنتهي وتؤثر على طاعتك وعبادتك وعلاقتك بزوجك. أعانك الله وسدد خطاك وصلى الله على نبينا محمد.