السؤال رقم (1940) : هل يكون بذلك قد وقع الطلاق؟

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أتوجه إليكم أستاذنا الفاضل بالسؤال التالي راجياً منكم الإجابة و لكم جزيل الشكر و جزاكم الله خيراً. منذ فترة حدث خلاف بيني و بين زوجتي إلى درجة أنني نويت إرسالها إلى بيت أهلها ورفضت أن تلبي طلبي إلا أنني ازددت إصراراً على ذلك و لكنني حلفت يميناً بالطلاق على أن تلبس ثيابها للخروج و قلت لها حرفياً : (علي الطلاق لتلبسي) وكان منها أن لبست الثياب التالية: حجاب رأس بدون قمطة وجاكيت جلد طويل وبنطال بجامة وجرابات قطنية سميكة و حذاء (شحاطة). كان اليمين على أن تلبس ثيابها بالتحديد ولم يتم التحديد لا بالنية ولا باللفظ على الخروج مع أنها خرجت إلى بيت أهلها. اعتبرت أن اليمين قد تم تنفيذه و لم يقع طلاق و تأكدت من هذا بعدما سألت أحد العلماء جزاه الله خيراً. بعد فترة حدث خلاف آخر بيننا وبعد شجار طويل قلت لها بالله العظيم إذا سمعت صوتك ستكون آخر ليلة لها أو لي أو لنا (لا أتذكر اللفظ بدقة) في هذا البيت وكان في نيتي أن يحدث طلاق بيننا بناء على ذلك لكنني لم أقل علي الطلاق وإنما حلفت بالله. صمتت زوجتي ولم تتكلم بعدها أبداً إلا أنها قد سعلت وسمعت سعالها. هل يكون بذلك قد وقع الطلاق؟ و حتى لو أنها تكلمت وسمعت صوتها هل يقع الطلاق بالرغم من أنني حلفت بالله ولم أقل علي الطلاق؟ جزاكم الله خيراً. 

الرد على الفتوى

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله أن يهديك وسائر المسلمين فمثل هذه الأمور لا تعالج بهذه الطريقة وتشريع الطلاق تشريع رباني حكيم وليس عصا بيد الزوج يسلطها على الزوجة كيفما أراد هذا من التهاون في أحكام الله والتلاعب فيها.
فاتق الله واحرص على بناء بيت كريم متماسك واحذر من تلاعب الشيطان بك فهو أحرص ما يكون على تشتيت البيوت وتفريق الأسر.
ويمينك الأول ما دمت سألت عنه واستفتيت أهل العلم فهذا انتهى أمره، واليمين الثاني هو كناية الطلاق؛ فإن كنت تريد به الطلاق وتكلمت زوجتك وسمعتها فإنه يقع طلقة واحدة لكنك حسب سؤالك تقول: إنك لم تقصد الطلاق فبالتالي يكون يميناً يكفي فيه كفارة يمين هذا إذا تكلمت وسمعتها، أما إذا لم تتكلم فلا شيء عليك إطلاقاً؛ لأنك تقول إنها سعلت وهذا بغير اختيارها ولا يترتب عليه شيء من الأحكام الشرعية.
وخلاصة الأمر أنه لا شيء عليك حسب سؤالك لكن احرص على ضبط ألفاظك، وعالج الأمور بحكمة وعقل، واحرص على بناء بيتك ووجِّه وعلِّم دون تهديد وتخويف. وفقك الله لخيري الدنيا والآخرة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.