السؤال رقم (3174) : أصبحت أنجذب للفتاة التي كانت سبباً في هدايتي

لسلام عليكم .. فضيلة الشيخ أنا كنت فتاة أمشي في طرق الضلال، ولكن قد من الله عليّ بالهداية على يد أحد الأخوات الصالحات، وقد ذقت حلاوة الإيمان، ولكن بعد فترة أصبحت أنجذب للفتاة التي نصحتني ووجدت قلبي يميل إليها بشكل غريب، وصرت ألاحظ هذا منها أيضاً، ولكن لست متأكدة حتى لا أظلمها، والآن أنا أتمنى أن أتخلص من هذه المشكلة لأنني أريد قلبي خالصاً لحب الرحمن، علماً بأنني لا أستطيع ترك المكان الذي هي فيه لأننا ندرس سوياً في تحفيظ القرآن.. وجزاكم الله خيرا.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: 
فاحمدي الله تعالى على نعمة الهداية التي امتن بها عليكِ، وتذكري قول الله تعالى:[الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ](الأعراف:43)، واحمديه تعالى على نعمة تذوقكِ حلاوة الإيمان التي وجدتيها في قلبكِ، وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم:(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اله منه كما يكره أن يقذف في النار) (رواه البخاري)، وعلى ذلك فلعل حبكِ لهذه الفتاة من باب الحب في الله، وهو من أعظم الحب كما في الحديث السابق، ولكن احذري أن تنساقي وراء ذلك حتى لا تقعي فيما لا يحمد عقباه، وإن شعرتِ أن هذا الحب يشوبه شيء من المحذور فاتركي هذه الفتاة، واقطعي العلاقة بها نهائياً، واعلمي أن الحب الأعظم يكون لله تعالى لقول الله تعالى:[وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ](البقرة:165)، فعليكِ بكثرة الدعاء بين يدي الله أن يجعل حبه أعظم الحب في قلبكِ، وأن يجعل كل من سواه تابعاً لمحبته. وفقكِ الله لكل خير وأعانكِ على حفظ كتابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.