السؤال رقم (3190) : أريد حلاً لقصة عذاب أمي مع أبي..

 أشكو إليكم قصة عذاب أمي لكي تجدوا لها حلاً رحمة بها وبي لأنها عاشت ضحية انفصال الأب والأم حيث تزوج كل منهما وعاشت أمي بلا مأوى حتى وصلت سن 16 وتقدم لها أبي ولكنها رفضت بشدة وقالت في وجهه إني أكرهك ولا أوافق عليك وبالرغم من كل هذا صمم على الزواج منها ومع ضغط من أبيها وزوجته سلمت أمرها إلى الله وتزوجته وعاشت معه حتى أنجبت منه 3 أولاد ولكنها رأت منه ما يغضب الله حيث أنه كان يستقبل أي فرد في المنزل سواء كان قريباً أم بعيداً لدرجة أنه كان يذهب إلى العمل ويترك الضيف نائماً في المنزل ولكني كنت أخاف الله وأقول له لا تدخل أحداً البيت لكي نعيش ولكنه كان معدوم الغيرة ومن عيوبه أنه بخيل جداً في مشاعره وأحاسيسه وكذلك بخيل مادياً لدرجة أنه حتى الآن يضع نقوده في البنوك ولا يصرف عليها بل يمارس الضغط عليها للمعاشرة ولكنها على غير إرادتها لا تقبل وتقول له طلقني حتى لا أتحمل هذا الوزر وهو يرفض ويقول لها أنا لن أطلقك وأنا غضبان عليك ولن أسامحك وأنت سوف تدخلين النار فهو على قناعة أنه على صواب ولكن ما أقوله عن معاملة أبي لأمـي هو صحيح دون مبالغة لأنه يعاملها معاملة قاسية حتى أني عرضت على أبي أن يطلق أمي ويتزوج بأخرى ولكنه رفض أفتوني هل على أمي وزر الدخول إلى النار بعد أن طلبت منه الطلاق ورفضها المعاشرة فأمي الآن عندها 50 سنة وتعيش محطمة حيث إنها تتمنى الموت كل ما تراه أمامها ونحن نتحطم معها فهو لا يريد أن يطلقها ولا يريد يتركها لتعيش مع الله لأنها متجهة إلى الله سبحانه والله على ما أقول شهيد. 

الرد على الفتوى

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: 
فوصيتي لأمك بالصبر على هذا البلاء العظيم الذي عاشته وما زالت تعيشه، وابشرها بقول الله تعالى:[ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ](البقرة:155ـ 157)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)(رواه مسلم).
ولتعلم هذه المرأة أن أجرها عظيم وثوابها جزيل لصبرها طوال هذه المدة، وعليها أن تستعين بالله في هذا الأمر، وأن تلجأ إليه حتى يكشف ضرها ويذهب همها وغمها.
ووصيتي لها أيضاً بأداء حق زوجها طاعة لله وابتغاء مرضاته، وأما كونها إذا قصرت في حق زوجها كانت من أهل النار فهذا غلط من الزوج فهي تغضب عليه طاعة لله وخوفاً من معصيته، وعلى هذا الزوج أن يتقي الله في زوجته، وأن يعاشرها بالمعروف وأن يؤدي حقها الواجب عليه لها، وليعلم أنه مسؤول عنها أمام الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(متفق عليه)، وليعلم أن ظلمه إياها من أشد ما يبغضه الله لما فيه من المخالفة الشرعية قال تعالى:[وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ](النساء:19)، والظلم ظلمات يوم القيامة، والله تعالى نهى عنه بقوله في الحديث القدسي:(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)(رواه مسلم).
ولتعلم هذه المرأة أن الدنيا أيامها قصيرة وبلاؤها هين، فعليها بالصبر والدعاء وسوف يفرج الله همها قريباً بإذنه وفضله، ولتعلم أنها على خير ما دامت التزمت بأوامر الله وانتهت عن نواهيه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وفرج هم كل مسلمة ومسلمة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.