السؤال رقم (3188) : والديَّ يتشاجران دائما بسبب أمور شخصية

 السلام عليكم.. أنا فتاة عمري 26 سنة و أعيش مع والديَّ و مشكلتي أن والديَّ يتشاجران دائما بسبب أمور شخصية بينهما وهذا الشجار يدوم منذ أكثر من سنتين وكل واحد منهما يتحدث معي على انفراد عن الطرف الآخر ودون علمه فأبي يقول لي إن أمي قالت وفعلت له كذا وكذا، وأنها هي المخطئة في حقه، وأمي تقول لي إن أبي قال وفعل لها كذا وكذا، وأنه هو المخطيء في حقها، ووجدت نفسي في وسط الشجار رغما عني وأنا أعاني كثيرا. وأبي يقول لي أنه من واجبي أن أتدخل بينهما لأنه من واجب الأبناء أن يتدخلوا لحل المشاكل بين الوالدين فهل هذا صحيح؟ وما حكم الشرع في ذلك؟ والله أعلم بأنه لا يستطيع أحد أن يحكم بين والديه لاسيما وأن الشجار حول أمور خاصة بينهما. فبماذا تنصحوني؟ وما هو واجبي شرعاً في هذه الحالة؟و ماذا أفعل حتى أطيع كلا والديَّ و لا أعصيهما؟ جزاكم الله خيرا. 

الرد على الفتوى

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالواجب عليكِ التدخل للإصلاح بين والديكِ، وهذا من أفضل الأعمال حيث تجمعين بين برهما والإصلاح بينهما، وأنتِ مأجورة في ذلك إن شاء الله تعالى، ونصيحتي لكِ بالاجتهاد في الإصلاح بينهما بقدر استطاعتك، والعمل على تأليف قلبيهما، فإذا جلست مع والدكِ فأخبريه أن والدتكِ تحبه وتقدره وتتمنى رضاه، وهكذا مع والدتك أيضاً، لأن هذه الكلمات لها أثر كبير في الإصلاح بينهما، وأيضاً ذكريهم بأن لكل منهما مميزات كثيرة فلا ينظران إلى العيوب فكل ابن آدم خطاء، وأخبريهم بفضل العفو والصفح، وهذه من أحب الصفات إلى الله تعالى والتي أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه بقوله [فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ](المائدة). وعليكِ بتذكيرهما بأجر الصبر والاحتساب، وأنهما أفضل من غيرهما في كثير من النعم، وعليكِ أيضاً بالدعاء لهما بأن يصلح الله بين قلبيهما. وفقك الله لكل خير وأعانك على الإصلاح بين والديكِ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.