السؤل رقم (3257) : لا أعلم إن كنت حسودة؟ .. والعياذ بالله.. أوغيورة؟
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم إخواني القائمين على هذا الموقع المبارك في البداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على جهودكم المباركة التي أسأل الله العظيم أن يجعلها في موازين حسناتكم إخواني: أنا فتاة لي صديقة في نفس عمري مقربة جداً لي و قد من الله عليها و تمت خطبتها، و لا أعلم ما دهاني منذ ذلك الوقت!! لقد أصبحت حالتي النفسية سيئة جداً، وتردى حالي .. أشعر بالضيق الشديد منها.. و بدأت صداقتنا المتينة بالانهيار.. أصبح بيننا حاجزاً.. كنا قبل خطبتها.. نتحدث كثيراً عن أحلامنا و طموحاتنا في الزواج.. نترقب كثيراً و نشكي لبعضنا البعض ما نشعر به، و منذ خطبت.. لم تتغير هي عليَّ.. أبداً ولكن أصبحت أشعر أنها أفضل مني الآن.. وأصبحت أشعر بالإحراج الشديد منها ومن أهلها ومن أهلي، وأشعر أنها لم يعد يهمها إلا أنها هي تتزوج ولم أعد أهمها ولا يهمها أمري في شيء. لم أفرح معها كما يجب! حقيقة أعترف بها.. وأصبح موضوع الزواج موضوعاً حساساً بيننا، فهي لا تشاركني أفكارها ولا همومها.. خوفاً على مشاعري، ورغم أن هذا الوضع يريحني، إلا أنني أشعر أنه سوف يهد صداقتنا، وأصبحت هي تتضايق إذا ذكرت لها إني متضايقة لأني لم أخطب بعد. فقدنا أكبر شيء في الصداقة، وهي المشاركة وأن تكون إحدانا من تشتكي له الأخرى يؤلمني.. أني لا أستطيع كبح جماح مشاعر الضيق من هذا الأمر لا أعلم إن كنت حسودة؟ .. والعياذ بالله.. أوغيورة؟! أعوذ بالله لا أعلم هل ما اشعر به من ضيق، و رغبة في النفور هو بسبب الحسد الذي أعماني. إن كانت مشكلتي الحسد فكيف أحلها؟ لا أريد أن أفقد صديقتي، وأعلم أننا بدأنا في الإنهيار ما العمل؟ ما الحل؟! أرشدوني كيف يمكن أن أسيطر على مشاعري، وأشاركها فرحها؛ بحيث هي أيضاً تشاركني ما يهمني من أمر الزواج؟ أرجو أن يكون ما ذكرته واضحاً ولكم الشكر الجزيل.
الرد على الفتوى
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن ما تعانينه في علاقتك مع صديقتك إنما هو بسبب ضعف إيمانك؛ لأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: \”لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه\” [رواه البخاري ومسلم وغيرهما] وأيضاً بسبب بعدك عن ربك، وعدم تقوية علاقتك به؛ لأن الإنسان القريب من ربه لا يمكن أن يحمل في قلبه غلاً، أو حسداً لأحد؛ لأن ميزان إيمانه هو محبة الخير لإخوانه _كما سبق في الحديث_ لذلك فينبغي عليك أن تراجعي حساباتكِ مع خالقكِ الذي أنعم عليكِ بنعمه الكثيرة، وأفاض عليكِ بعطائه الجزيل.
واعلمي أن كل شيء في هذا الكون لا يتحرك إلا بقدرة الخالق العظيم، وهو عليم بشؤون عباده، وربما أراد أن يختبر إيمانك عندما خُطبت صديقتك؛ ليعلم مدى يقينك بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فعليك بإصلاح قلبك، وتقوية إيمانك، وقوة الصلة مع ربك، والدعاء لنفسك بأن يطهر الله قلبك مما تعانينه من الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وجاهدي الشيطان في ذلك؛ لأنه السبب الرئيسي في إيقاع العداوة والبغضاء بينك وبين صديقتك، واحرصي على زيارتها، والسؤال عنها، وتمني الخير لها، والدعاء لها بظهر الغيب أن ييسر الله لها كل خير، وأظهري لها المحبة والصدق، وعامليها بأحسن مما كنت تعاملينها سابقاً، وبادري إلى الوقوف بجانبها فيما تحتاجه من مساعدة، أو استشارة، أو غير ذلك، فإذا صدقت في ذلك ذهب كل ما تجدينه في قلبك من الغل والحسد، وحل مكانه الإيمان واليقين، وتذكري قول الله _جل وعلا_ الذي قال في محكم كتابه: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]. فإذا صدقت في ذلك فسوف يؤلف الله بين قلوبكما، وستعود المحبة والصداقة أكثر مما كانت عليه بحول الله. وفقكما الله لكل خير، وأعانك على مجاهدة نفسك والشيطان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد