الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فالتحقق من الأهلية الخلقية والدينية في الخاطب أمر مهم للغاية وبخاصة في هذه الأزمنة المتأخرة التي التبس فيها الطيب بالخبيث ، وكثر فيه التزوير والوصف الكاذب ، وكثرت فيها شهادة الزور ، فإنه قد يوجد من الخطّاب من يتظاهر بالصلاح والاستقامة وحسن الخلق وهو على خلاف ذلك ، وقد يزوّرُ زيادة على مظهره ، يزور على المخطوبة وأهلها بأنه مستقيم وذو خلق ، وقد يؤيد من أهله على ما زور ، وقد يأتي شاهد آخر من غير الأهل فيشهد له بالصلاح والاستقامة ، فإذا حصل العقد تبين أن الأمر على خلاف ذلك في دينه وخلقه ، ولهذا أرى أنه يجب التحري وجوباً مؤكداً ، وأن يكون التحري بدقة ، ليكون الإنسان على بصيرة ، فإذا تبين أن الخاطب على الوصف المرغوب فيه وأنه ممن يرضى دينه وخلقه فلا مانع من قبوله.
أما الاكتفاء بأن الخاطب محافظ على الصلوات في المساجد، أو متزين بزينة الالتزام والوقار، فخطأ فادح يؤدي إلى الفشل، لأنهم سرعان ما يكتشفون أن كثيرا من الناس يهتمون بالمظاهر على حساب الحقائق والبواطن، ويلتفتون في تدينهم إلى أداء الفرائض دون الحرص على تنمية الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وهو مرض يعاني منه كثير من الناس اليوم .
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.