السؤال رقم (4427) : أتعامل مع أمي ببرود ولا أستطيع برها بشكل حقيقي بسبب علمي بخيانتها لأبي قديمًا . فبماذا تنصحوني ؟
نص الفتوى : اكتشفت أن أمي تخون أبي وأنا في 12 من العمر. لم أخبر أحدًا وعشت في ألم لوحدي طيلة ثلاثين سنة كما أحاول أن أنسى وأن أبر أمي. لكن علاقتي بها تضل سطحية بسبب ما فعلت. هي أم خدوم وحنون ولكنها عندما تغضب دائمة الدعاء بالشر. وفي أحد المرات بدأت تدعوا علي بأن يعقوني أولادي في كبري فرددت عليها بأني أم صالحة أخدم أولادي ولا أدخل عليهم الغريب في غياب أبيهم كما أخبرتها أني لم أنسى فعلتها. هي مازالت تدعوا علي وتقول أن بناتي سيعيرونني بنفس الشيء رغم أني أخاف الله في كل حدوده. ورغم أني لا أحب أمي كثيرا ولكني دائمة السعي لإرضائها ولا أريد أن تغضب علي كما أخاف غضب الله سبحانه و تعالى. بالله عليكم أريحوني فأنا لا أدرى كيف أتعامل مع أمي وأخاف غضب الله وعقوق أولادي ورضاء الوالدين. ولكني لا أستطيع نسيان فعلتها. الجميع يتهمني بأني أتعامل مع أمي ببرود لأني لا أزورها دائما بحكم الغربة كما أني أهاتفها مرة فقط في الأسبوع. لكني لا أستطيع أن أخبر أحدًا بسبب برودي.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فإن أول ما نوصيك به هو الستر على أمك، فكشف عورات المسلمين لا يجوز، أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته. فما تقومين به من تعيير والدتك لا يجوز شرعاً وأخشى عليك من ذلك
وما دام أن والدتك قد كفت عن هذا المنكر فلا داعي بتذكيرها بماض قد تكون تابت إلى الله منه فتاب الله عليها.
واعلمي كذلك أن وجوب برها كأم لا تسقطه معصيتها، قال الله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15].
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.