السؤال رقم (17) : الطرق الميسرة لرد حقوق العباد بدون فضيحة بتاريخ : 22 / 5 / 1427هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ: سؤالي عن شاب أكلته الحسرة والندم على ما فعل، هذا الشاب كان قبل أن يتوب إلى الله كان قد أخذ أموالاً من الشركة التي يعمل فيها من دون علم أصحابها، بعد سنوات انفصل أصحابها من الشركة وعمل كل من أصحابها شركة خاصة به على حدة، هل يجوز أن يتصدق بأموال بنية عن أصحاب الشركة؟ وكيف يرد الحق إلى أصحابه من دون فضيحة، علماً أن الشاب وأصحاب الشركة يلتقون يومياً في المسجد؟ وكيف يرد الحق إلى أصحابه دون علم مقداره بالتحديد؟ أفتونا أرجوكم وخففوا من آلمنا، وبارك الله فيكم.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أبشر هذا الشاب لصدقه في توبته وأسأل الله تعالى أن يتقبلها منه، وأوصيه بالاستمرار على التوبة والاستغفار، فنحن كبشر نخطىء ونذنب، والتوبة تجب هذه الذنوب، والله تعالى بشر بذلك في آيات كثيرة، وحض على التوبة، وأخبر أنه يقبلها من عباده لقوله تعالى:[وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ](الشورى:25)، فليبشر هذا الشاب بالخير إن شاء الله.
وأما من ناحية رد حقوق أصحاب الشركة فله عدة طرق:
أولها هو: ذهابه بنفسه بالمبلغ الذي أخذه إلى أصحاب الشركة وإعطاؤهم إياه، والاعتذار عما بدر منه في ذلك، ويطلب منهم أن يسامحوه، فإن لم يستطع ذلك فيمكن له أخذ هذا المبلغ والذهاب به إليهم وإخبارهم بأن أحد الأشخاص طلب منه إرجاع هذا المبلغ للشركة بدون أن يذكر اسمه، فإن لم يستطع ذلك فيمكن أن يتصدق بهذا المبلغ عن أصحاب الشركة في أي باب من أبواب الخير، على الفقراء، أو المساكين، أو الأرامل، أو اليتامى، أو غير ذلك، وليجتهد في تحديد ما أخذه منهم وإن زاد فهذا أولى وأفضل.
والله أسأل أن يعينه ويوفقه لما فيه رضاه عنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.