السؤال رقم (34) : الوقاية من فتن النساء بتاريخ : 11 / 7 / 1427هـ

السلام عليكم.. سؤالي لفضيلة الشيخ عبد الله حفظه الله: ما هي الطرق والوقاية من فتن النساء على الأخص، فضيلتكم نحن في فلسطين الداخل، وتحت قمع الاحتلال وفتنه، نقبض على ديننا كالقابض على جمرة لما نراه من فتن وإغراءات اليهوديات، وبعض المقلدات من بنات جلدتنا الكاسيات العاريات، ماذا نفعل لكي ننجو بديننا؟ ماذا نفعل وقد استعملوا كل طاقتهم لفتنتنا وإبعادنا عن هويتنا وديننا؟

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن المؤمن الصادق هو الذي يؤمن بالله تعالى، ويصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، ويؤمن أن هناك يوماً آخر يقف فيه العباد بين يدي الملك العلام يحاسبهم فيه عن كل صغيرة وكبيرة، ويستشعر في نفسه أن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً بجوار ما أعده الله لعباده المتقين في الدار الآخرة، ويستشعر قلة المتاع فيها، وأن اللذة والنعيم والبهجة والفرح والسرور عندما يدخله ربه الجنة فيتنعم فيها بكل ما لذ وطاب، ويجد فيها حور العين التي لو اطلعت واحدة منهن بجزء من وجهها لأضاءت الأرض بنورها، فكيف به عندما يجدها بجواره في دار السعادة والخلود، ألا يقوى ذلك عزيمة المؤمن، ويثبت إيمانه، ويطرد عنه الوساوس والخطرات، وقد ضرب الله لنا الأمثال الكثيرة في كتابه ليعلم الناس بأن هذه الدار، أي دار الدنيا زائلة ومؤقتة ونعيمها قليل، وأن الآخرة هي دار القرار، قال تعالى:[زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ](آل عمران:14)، ثم قال تعالى:[قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ](آل عمران:15ـ17) فذكر المولى جل وعلا أن شهوات الدنيا متاعها قليل، وأخبر أن ما عنده خير للأبرار، فذكر صفاتهم بالصدق والصبر والقنوت والإنفاق والاستغفار.
فعليك أخي الكريم التمسك بدينك، وأن تعض عليه بالنواجذ، وتعلم أن الدنيا أيامها قليلة، وانظر بعين اليقين إلى الجنة يمتلأ قلبك إيماناً ويقيناً، وعليك بالابتعاد عن الأماكن التي تجد فيها الفتن، وأن تستعين بالله تعالى في جميع شؤونك، وأن تسأله أن يحفظك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. حفظك الله تعالى من كل سوء ومكروه، وثبتك على الحق، وصرف عنك الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، ورزقك الله الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.