السؤال رقم (4183) : حكم إعطاء الأطباء مبالغ مالية لإرسال المرضى إلينا دون داع.

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله .. جزاكم الله خيراً عن الإسلام و المسلمين ..

سؤالي هو: أنا أعمل بمركز طبي يقوم يتعامل مع أطباء و مستشفيات أخرى، ويقوم بإعطاء الأطباء الذين يعملون في هذه المستشفيات مبالغ مالية في مقابل إرسال المرضى وبعض هؤلاء الأطباء يرسلون مرضى دون داعي لمجرد الاستفادة من هذه المبالغ المالية. وأنا أعمل محاسب في هذا المكان وقد حاولت حث الإدارة على التوقف عن هذا العمل لظني أنه رشوة ولا تجوز، لكنهم يقولون بأنه في حال توقفوا عن إعطاء الأطباء هذا المال سوف يتوقف العمل لدينا، وأنا أعمل في بلد يطبق نظام الكفالة أي لا أستطيع ترك العمل دون موافقة كفيلي. فهل ما يقوم به مكان عملي حلال أم حرام، وهل عليّ ذنب إذا كان حرام. وجزاكم الله خيرا.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم ـ وفقك الله لكل خير ـ أن ما يقوم به المركز أقل ما فيه أن يكون المال الداخل له فيه شبهة من حرام لكونه فيه استغلال لأحوال المرضى، والعملية التي تدور بين المركز الطبي وغيره من الأطباء تقوم على الغنم لأن المريض إذا ذهب إلى الطبيب يشتكي مرضاً معيناً أشار عليه الطبيب ربما بدون حاجة إلى الذهاب إلى المركز ليقوم بعمل إشاعات وتحاليل تكلفه الكثير من المال، وهذا المريض ربما لا يحتاج لكل هذا فمرضه يحتاج لعلاج بسيط فقط، ولكن لكون الطبيب يعلم أنه مستفيد إذا أرسل هذا المريض بذل كل وسعه في إقناع المرضى الذين يأتون إليه ليذهبوا إلى هذا المركز ليقوموا بعمل الإشاعات والتحاليل عنده وهذا والعياذ بالله صورة من صور أكل أموال الناس بالباطل، والله تعالى نهى عن ذلك بقوله:(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)(البقرة)، فما يأخذه الأطباء من المركز يعتبر من المال المحرم، والنبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه أنه قال:(كل جسد نبت من حرام فالنار أولى به)(رواه ).
فليتق الله هؤلاء الأطباء، وليعلموا أنهم موقوفون ومحاسبون عما يأخذونه دون وجه حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: وذكر منها: وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه..)(رواه )، وعلى المركز أن يتوقف عن دفع هذا المال للأطباء، وإن لم يوافق المسؤولون عن المركز في التوقف عن ذلك فهم مشاركون في الإثم، وأنت لا حرج عليك في عملك لديهم مادمت أنك قد بذلت وسعك في مناصحتهم. وفقك الله لكل خير ورزقك الحلال الطيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.