مكانة المساجد في الإسلام – خطبة الجمعة 6-5-1446هـ

الجمعة 6 جمادى الأولى 1446هـ 8-11-2024م

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ، أحمدُهُ سبحانَهُ لا مَانِعَ لمَا وَهَبَ ولا مُعْطِيَ لمَا سَلَبَ، تَعَالَى عن الشَّبِيهِ والنَّظِيرِ والنِّدِّ والْوَلَدِ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ. وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ فالتَّقْوَى خَيرُ زَادٍ لِيَوْمِ المَعَادِ: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجِعُون فيه إلى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) البقرة: [281].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: للمساجِدِ في الإسلامِ مكانةٌ سَاميةٌ، فهيَ مأوَى العابدينَ وقِبْلَةُ المصلِّينَ ومَلاذُ الرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينَ المشيُ إليهَا عِبَادَةٌ والاعْتِكَافُ فِيهَا طَاعَةٌ، عِمَارَتُهَا دَلِيلُ الإيمانِ وصِيَانَتُهَا قرينُ الإِحْسَانِ، والصَّدُّ عنْهَا جزَاؤُهُ الخِزْيُ والخُسْرَانُ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا) أخرجه مسلم (671).
عِبَادَ اللهِ: والمسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ في أرْضِهِ، أَذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ ويُعْلَى فيهَا أَمْرُهُ، فأمَرَ بإقَامَتِهَا وعِمَارَتِهَا، وحثَّ على بِنَائِهَا وصيانتِهَا، قَالَ تَعالَى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) الحج: [26] وشَهِدَ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَنْ يَعْمُرهَا بالإيمَانِ، قالَ سُبْحَانَهُ:(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ) التوبة:[18].

عِبَادَ اللهِ: والمسَاجِدُ في الإسلامِ مَوْطِنُ السَّاكِنِينَ، وَمَلاذُ الآَمِنِينَ، تَغْشَاهَا الرَّحْمَةُ وتَحُفّها الملائكةُ، وتحُوطُهَا الْهَيْبَةُ والْجَلالُ، تَجْتَمِعُ فيهَا الأَبْدَانُ والْقُلُوبُ، وتَسْتَوِي فيهَا الرُّتَبُ والصُّفُوفُ، يَجتمعُ فيهَا المُسلمونَ بِنِدَاءٍ وَاحِدٍ، لا تَسْوِيفَ ولا تَأْجِيل، وفِي صَفٍّ وَاحِدٍ، لا تَقْدِيمَ ولا تَأْخِيرَ، وَخَلْفَ إِمَامٍ وَاحِدٍ، لا خِلافَ ولا اخْتِلاف.
عباد الله: ولمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ المدينَةَ مُهَاجِرًا، كَانَ أَوَّلُ عَمَلٍ قَامَ بِهِ أَنْ بَنَى مَسْجِدَ قُبَاء، أَوّلُ مَسْجِدٍ في الإسلامِ، ثمَّ بنَى مَسْجِدَهُ الشَّرِيفَ، وكانَ هذَا نهجُ أصْحَابِهِ مِنْ بعدِهِ في البلادِ الّتِي فَتَحُوهَا، فكَتَبَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنْهُ إلى وُلاتِهِ أنْ يَبْنُوا مَسْجِداً جَامِعاً في مَقَرِّ الإِمَارَةِ، ويَأْمُرُوا القَبَائِلَ والقُرَى بِبِنَاءِ مَسَاجِدَ جماعةٍ في أماكنِهِم وعلى هذا سَار السَّلَفُ الصَّالِحُ في بناءِ المساجدِ وتطْهِيرِهَا، وتَشْيِيدِ المآذِنِ ورَفْعِهَا.
أيُّهَا المؤمنونَ: وعلى هذا النَّهْجِ القويمِ سَارَ ولاةُ أمرِ هذهِ البلادِ في تشييدِ المساجِدِ وتأْسِيسِهَا، وصيانَتِهَا وتطْهيرِهَا، يَرَى ذلكَ كُلُّ مُبْصِرٍ، ويَعْلَمُ هَذا كلُّ عاقِلٍ مُنْصِفٍ.  ولا أعْلَمُ -فيمَا أَعْلَمُ- بَلَدًا من بِلادِ الإسلامِ اليومَ تُنْفِقُ بِسَخَاءٍ في عِمَارَةِ المسَاجِدِ وصِيَانَتِهَا مثلَ بِلادِنَا -زادَهَا اللهُ أمْنًا وأمَانًا-التي تمتَلِكُ سِجِلًّا نَاصِعًا، ويَدًا طُولَى في عمارَةِ المساجِدِ انطلاقًا من الثَّوَابِتِ الدينيَّةِ والأصولِ العقديَّةِ التي قامتْ عليهَا بلادنا.
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ بَقَاءَ المسَاجِد طَاهرةً نظيفةً، طيِّبَةَ الرَّائِحَةِ، مِنْ أَهَمِّ مَا يُعِينُ عَلَى أَدَاءِ الْعِبَادَةِ بِرَاحَةٍ وَسَكِينَةٍ، وَهُدُوءٍ وَطُمَأْنِينَةٍ، وَهُوَ مِنْ تَعْظِيمِ أَمْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ بِقَوْلِهِ: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) البقرة: [125] وأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ أُمَّتَهُ بِتَنْظِيفِ المسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: (أمَرَ رسولُ اللهِ ﷺ ببناءِ المساجدِ في الدورِ، وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ) أخرجه أبو داود (455) وصححه الألباني. وَنَهَى ﷺ عَنْ أَذِيَّةِ أَهْلِ المسْجِدِ بِالرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ فَقَالَ ﷺ: (مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ) أخرجه البخاري (854) ومسلم (564).

أيُّهَا المؤمنونَ: ولِعَظِيمِ مَكَانَةِ المَسْجِدِ في الإِسْلامِ، نَسَبَهَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) الجن: [18] وَأَرَاضِي المَسَاجِد ومُلْحَقَاتُهَا وَمُخَصَّصَاتُهَا كُلُّهَا أَوْقَافٌ للهِ تَعَالى، تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا أَحْكَامَ الْوَقْفِ، فَيَحْرُمُ شَرْعًا إِتْلافُهَا، أو التَّعَدِّي عَلَيْهَا، أو اسْتِغْلالُهَا في غيرِ مَا خُصِّصَتْ لَهُ، جَاءَ في فَتَاوَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ وَالإِفْتَاءِ: (أنَّ مَا كَانَ دَاخِلاً في أَسْوَارِ المسَاجِدِ سَوَاءً كَانَ مَسْقُوفاً أَوْ غَيْرَ مَسْقُوفٍ وأَسْطُحهَا وَمَنَارَاتِهَا والسَّاحَاتِ المهَيَّئَةَ للصَّلاةِ بِجِوَارِهَا لا يَنْبَغِي اسْتِغْلالها في غَيْرِ الْعِبَادَةِ مِنْ صَلاةٍ وَحَلَقَاتِ علمٍ أوْ تَحْفِيظٍ لِلْقُرْآَنِ).
عِبَادَ اللهِ: ولا يَجُوزُ كَذَلِكَ امْتِهَانُ سَاحَاتِ المسَاجِدِ بِالبَيْعِ والشِّرَاءِ، ولا يَجُوزُ كَذَلِكَ  التَّعَدِّي عَلَى مَنَافِعِ المسْجِدِ مِنَ الْكَهْرَبَاءِ، أو الماءِ  أو المظَلاتِ الْخَارِجِيَّةِ أَوْ دَوَرَاتِ المِيَاه ومُلْحَقَاتِهَا، واسْتِعْمَالُهَا لمنَافِعَ شَخْصِيَّةٍ أوْ تُجَارِيَّةٍ، فَهَذَا مِنَ الظُّلْمِ وَالْجُورِ، قَالَ ﷺ: (إنَّ رِجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ) أخرجه البخاري (3118).

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: ولا يَجُوزُ كَذَلِكَ أَخْذُ مُصْحَفٍ مِنَ المَسْجِدِ إلى المَنْزِلِ أو اسْتِعَارَةُ شَيءٍ مِنَ الأَدَوَاتِ الموْقُوفَةِ للمَسْجِدِ كَالكُرْسِيٍّ والمكْنَسَةِ والسُّلَّمِ ونحْوِهَا مَا دَامَتْ مُخَصَّصَةً لِلْمَسْجِدِ فَقَطْ، فَحَافِظُوا عَلَى بُيُوتِ اللهِ تَعَالَى، وَبلِّغُوا عَنْ أَيِّ عُدْوَانٍ عَلَى أَرَاضِيهَا، أَوْ اخْتِلاسٍ لمنَافِعِهَا، فَإِنَّهُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.

أعُوذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) المؤمنون: [51]. أقولُ قولِي هذا، وأستغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي ولَكُمْ ولِسَائِرِ المسلمينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبةُ الثَّانِيَةُ:

الحمدُ للهِ الواحِدِ القَهَّارِ، لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْحَقُّ المبِينُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، واعْلَمُوا أَنَّ مِنْ تَقْوَى اللهِ: عِمَارَةَ المسَاجِدِ والمُحَافَظَةَ عَلَيْهَا وصِيَانَتَهَا عنِ الْعَبَثِ والتَّعَدِّي، والإقْبَالَ فِيهَا عَلَى الْعِبَادَةِ والطَّاعَةِ، والإِعْرَاضَ عنِ اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وَفُضُولِ الْكَلامِ، ومن ذلك: الانْشِغَالُ بِالْجَوَّالاتِ، والتَّهَاوُنُ فِي إِغْلاقِهَا، وَرُبَّمَا كَانَ هَذَا سَبَبًا في أَذِيَّةِ المُصَلِّينَ حَتَّى وَصَلَ الأَمْرََ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَجْلِسُ بِسَيَّارَتِهِ يُتَابِعُ جَوَّالَهُ أَثْنَاءَ الْخُطْبَةِ وَلا يُغَادِرُ سَيَّارَتَهُ إلا عِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلاةِ وَهَذَا مِنَ الْعَبَثِ وَالْجَهْلِ وَعَدَمِ التَّوْفِيقِ وَقِلَّةِ الْفَهْمِ.
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ شَبَابَ المُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ. اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ برحمتك يا أرحم الراحمين. اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادمَ الْحَرَمَيْنِ الشريفينِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ. اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاء، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَار، عَاجِلًا غَيرَ آجِل. اللَّهُمَّ لِتَنْفَعَ بِهِ الْبِلادَ، وتَسْقِيَ بِهِ الْعِبَادَ، وتجعلَهُ بَلاغًا للحاضرِ والْبَادِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.                 

الجمعة: 6/ 5/ 1446هـ