فتاوى منار الإسلام
المقدمة
لفضيلة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين
عضو هيئة كبار العُلماء
والأستاذ بكلية الشريعة بالقصيم
الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
لشؤون المساجد
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ](آل عمران:102).
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً](النساء:1).
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً] (الأحزاب:70، 71)، أما بعد:
يقول صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين)([1])، ويقول: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله به طريقاً إلى الجنة)([2]) الحديث.
لقد كان من فضل الله سبحانه وتعالى على الإنسانية أن أرسل إليهم الرسل، قال الله تعالى: [رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً]([3]).
حمل رسل الله إلى البشر رسالات سامية، لتقيهم غوائل الشر، وتبعدهم عن موارد الهلكة، وتحول بينهم وبين اضطرابات الفتن وتيارات القلق، وتسبغ عليهم نعم الأمن والسعادة واليمن، في ظل عقيدة التوحيد التي التقت عندها رسالات الرسل جميعاً.
صم ختم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم النبوة والرسالة، قال الله تعالى: [مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً]([4]).
فكان ختامه مسك، إذ هو آخر المرسلين وجوداً، وأولهم رتبة ومنزلة، كما ختم الله بالقرآن العظيم الكتب السماوية.
وتمضي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فيرثها العلماء، وتستمر سفينة الإنسانية في سبيلها المأمون عبر الأجيال بهدايتهم وتوجيههم، لا تعوقها الأمواج، ولا تمنعها العواصف.
لقد جعل الله العلماء للناس مصادر توجيه وتربية، ومعالم هدى ورشد، ومعايير حس وذوق، من خلال علم يجلوه عمل، وقول يزينه أسوة، ورسالة يجليها خوف ورجاء.
وحاجة الناس للعلم ـ وخاصة الشرعي ـ لا تقل عن حاجتهم لمقومات الحياة الحسية؛ من مأكل ومشرب وملبس ودواء، إذ به قوام الدين والدنيا وسعادة الدارين.
بل تكون الحاجة إلى طلب العلم الشرعي ماسة في وقت تنتشر فيه المذاهب الهدامة، والنحل الباطلة غازية قلوب أبناء أمتنا.
وكما عودنا والدنا وشيخنا العلامة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين، بعطائه الفيَّاض، كان اللقاء الأسبوعي عبر التلفاز في برنامج (منار الإسلام)، والذي أجاب فيه فضيلته على كثير من الأسئلة التي تشغل أبناء أمتنا، متحملاً عبء الأمانة، وثقل المسؤولية، في صدق العالم ووعيه بحال أمته.
وحتى تبلغ الفائدة القاصي والداني، ويعم نفعها جميع المسلمين، وافق سماحة الشيخ على طبع جميع الفتاوى المطروحة في هذا البرنامج، في سلسلة (فتاوى منار الإسلام) إدراكاً من فضيلته بأهمية هذه المؤلفات التي تعالج كثيراً من المشاكل، وتجيب على استفسارات تتردد في الخواطر، في أسلوب سهل ميسر، يناسب الصغير والكبير، وفي حجم يسهل حمله ومراجعته، فبذا تُدرك البغية، وينفع الله به الأمة، ودعا فضيلته لي بالتوفيق والتسديد والإعانة.
وها أنذا أضعها بين أيدي القراء، بعد أن بذلت فيها جهداً، أرجو برَّه وذخره في ميزان الحسنات، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم.
وقد راعيت في إخراج هذه السلسلة ما يلي:
1) ترتيب ما جاء فيها من أسئلة على أبواب الفقه بدءاً بالعقيدة فالطهارة فالصلاة. . الخ.
2) عزو الآيات إلى سورها من المصحف وترقيمها واستكمال بعض النصوص.
3) تخريج جميع الأحاديث والحكم عليها.
ولا أنسى وأنا أسطر هذه المقدمة أن أسجل عظيم شكري، وبالغ تقديري لأولئك الذين أشاروا عليَّ بإخراجها، كذلك أولئك الذين ساعدوا على ذلك([5])، داعياً بالتوفيق للرجل الذي كان يتولى عرض الأسئلة على الشيخ ـ حفظه الله ـ وتقديمها للمستمعين، وهو الشيخ/ حمد بن عبدالله الهقاص البقمي.
وأختم هذه المقدمة بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه([6]):
الناس في جهة التمثيل أكفاء *** أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلة *** وأعظم خلقت فيهم وأعضاء
فإن يك لهم من أصلهم حسب *** يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** وللرجال على الأفعال أسماء
وضد كل امرئ ما كان يجهله *** والجاهلون لأهل العلم أعداء
أخي القارئ:
لقد اجتهدت في إخراج هذا البرنامج بهذه الصورة التي تراها، وألتمس منك صادقاً ألا تحرمني من ملاحظة أو توجيه أو اقتراح، وكل منَّا يسدد قصور أخيه، ورحم الله من أهدى إليَّ عيوبي.
أسأل الله أن يصلح نياتنا وأقوالنا وأفعالنا، وأن يأخذ بأيدينا لما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله أجمعين.
أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
عصر يوم الأربعاء 23/4/1415هـ
الزلفي
الهوامش:
( [1]) متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه: البخاري في العلم (ج1/ ص27) ومسلم في الإمارة (ص1524). وانظر الفقـيه والمتفقه (ص5).
( [2]) متفق عليه : البخاري في العلم (ج1 ص27)، ومسلم (ج8/ص71).
( [3]) سورة النساء: الآية 165.
( [4]) سورة الأحزاب: الآية 40.
( [5]) وأخص من هؤلاء فضيلة الشيخ جديع بن سلمان الجديع والشيخ محمد بن أحمد الخميس والشيخ صالح بن عبد العزيز الطوالة وغيرهم.
( [6]) جامع بيان العلم وفضله (ج1 ص45).
فهرس موضوعات الأجزاء الثلاثة
فهرس موضوعات الأجزاء الثلاثة
الموضوع
1) العــقيـدة * سبق الكتاب لا يدعو إلى ترك العمل. * الوساوس وكيفية مدافعتها. * الوساوس. * وساوس الشيطان وكيفية مدافعتها. * الوساوس التي تأتي الإنسان. * نزول عيسى عليه السلام. * حديث (أمتي هذه أمة مرحومة). * سب الدين والأنبياء. * النهي عن اللعن. * لعن الولد. * حكم معالجة حبوب الوجه بالسحر. * العين وشفاؤها. * الحلف بقول: وشأنه العظيم. * زيارة القبور للرجال. * زيارة القبور للمرأة. * حكم بناء البيوت على القبور. * حكم الاحتفال بمولد النبي والإسراء والمعراج. * حكم الانحناء للبشر تحية. * حكم التوسل بالأحياء والأموات. * مجالسة غير المسلمين ومؤاكلتهم والأكل من طعامهم. * رد السلام على غير المسلمين. * كتب خرافية. * هل الإنسان حيوان ناطق. * الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال. * تقلد المصاحف كحلي. * نسبة المطر للنجوم. * حكم التسمي بأسماء الله. 2) كتاب العلم وقراءة القرآن والتفسير 20) كتـاب الديات |
||