السؤال رقم (2019): هل يكفر الشخص بقول مدد يا آل البيت؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله أنا أعاني من وساوس كثيرة وسؤالي أن والدتي تعلم علم اليقين أن دعاء الأموات شرك ولا يجوز لكن في مرة كنت أتكلم معها فقالت لي فلان لما جاء قال مدد يا آل البيت فقلت لها الشرك فقالت لي لا ترمي أحدًا بالشرك الظاهر أنها فهمت أني كفرته _ مع العلم أني لا أعتقد العذر بالجهل في هذه المسائل -فسألتها بعد ذلك بأكثر من سنة فقلت لها هل تقصدين أن الفعل نفسه ليس شركا فقالت لا قلت هل تقصدين لا تكفره لأنه جاهل فقالت نعم فما الحكم؟! هل الكلام الذي قالته في البداية يحمل مع ما وضحته فيما بعد أم ماذا؟ وهل تكفر بذلك؟ تاريخ السؤال 4 /11 / 1440 هـ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأولاً: طلب المدد من غبر الله تعالى شرك أكبر يخرج قائله من ملة الإسلام والعياذ بالله؛ لأنه نداء للأموات ليعطوهم خيراً، وليغيثوهم ويدفعوا أو يكشفوا عنهم، وذلك أن المراد بالمدد هنا العطاء والغوث والنصرة، فكان معنى قول القائل: (مدد يا سيد يا بدوي، مدد يا سيدة زينب..الخ ) امددنا بعطائك وخيرك واكشف عنا الشدة وادفع عنا البلاء ، وهذا شرك أكبر ، قال الله تعالى بعد أن بيّن لعباده تدبيره للكون وتسخيره إياه : ( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير . إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير) فاطر/13–14 . فسمى دعاءهم شركاً. وقال سبحانه: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) الأحقاف /6. فأخبر سبحانه بأن المدعوين سواه من الأنبياء والصالحين غافلون عن دعاء من دعاهم ولا يستجيبون دعاءهم أبداً وأنهم سيكونون أعداء لهم ويكفرون بعبادتهم إياهم. وقال تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) المؤمنون /117. فأخبر سبحانه بأن من دعا غير الله من الأموات ونحوهم لا فلاح له لكفره بسبب دعائه غير الله.
ثانياً: من قال ذلك وهو يجهل معناه، أو يجهل حكمه، فإنه يعذر بجهله حتى تقام عليه الحجة، وننصحك بعدم الانشغال بشأن التكفير؛ لئلا تفتح عليك أبواب الوساوس.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.